عائلات تقصد الشواطئ و الغابات المعزولة هروبا من المنع
تخيّم على كورنيش عنابة في الفترة الأخيرة، أجواء حزينة و غير مسبوقة، منذ بداية تطبيق الحجر الصحي، حيث خيّم عليه السكون و تراجعت الحركية التجارية، مع منع السباحة و الغلق الجزئي للطرقات و شواطئ البحر الفارغة على غير العادة و في عز انطلاق موسم الاصطياف، حيث يظل الزوار و المتجوّلون ينظرون إلى زرقته و أمواجه، دون التمكن
من النزول إليه عبر السلالم و الممرات .
النصر قضت يوما كاملا على الكورنيش لرصد الحركية فيه و كذا سلوك الزوار و هم يتجولون، كما اقتربنا من بعضهم للحديث عن يومياتهم مع الحجر، عند الساعة الأولى من الصباح، في أول وهلة تشعر بأن الأمور عادية بشاطئ «شابي و سانكلو» مع تواجد أشخاص و عائلات يمارسون التمارين الرياضية و الجري على طول الكورنيش، كما كان قبل أزمة الوباء ، و لكن بمجرد اقتراب الساعة التاسعة صباحا، يختفي هواة الرياضة و يصبح الكورنيش خال من المتنزهين، فيما كان في نفس التوقيت من العام الماضي، يعرف توافد قوافل المصطافين من عدة ولايات، بالإضافة إلى المخيمات الصيفية المتواجدة هنا و هناك، غير أن هذا المشهد اختفى تماما و أصبح التردد على الكورنيش محتشما و مقتصرا على السكان القريبين، إلى جانب غلق الطرق و توقف حركة المرور على طول الكورنيش، باستثناء المنفذ المؤدي إلى الجهة الغربية باتجاه الخروبة و عين عشير، مع غلق المنافذ باتجاه الشاطئ بالحواجز الحديدية.
من جهتها وضعت مصالح الدرك الوطني بعنابة، سدا أمنيا ثابتا على مستوى محور الدوران حي الخروبة «لاكاروب»، لمنع المواطنين و أصحاب المركبات من التوجه نحو الشريط الساحلي الممتد من الخروبة إلى غاية رأس الحمراء، بعد تسجيل توفد غير مسبوق للمواطنين على الواجهة السياحية في الأيام الأخيرة.
و حسب ما وقفت عليه النصر في المساء، فقد وجدت المصالح الأمنية بإقليم الاختصاص، صعوبة في التحكم في حركة الأشخاص الذين يترددون على المناطق السياحية للنزهة، رغم غلق بعض الطرقات و كذا ازدواجية طريق الكورنيش، مما أدى إلى تشكل طوابير قبل الوصول إلى الحواجز، بهدف تأكد حيازة صحاب المركبة على رخصة للمرور، خاصة بالنسبة للقاطنين في الواجهة البحرية.
و قد لمست النصر في حاجز الخروبة، تعاملا جيدا من قبل رجال الدرك مع المواطنين و تحسيسهم بضرورة العودة، كون المناطق السياحية معلقة و غير متاحة للنزهة، فيما كان المواطنون يُقدمون تبريرات مختلفة من أجل المرور و القيام بجولة و لو قصيرة على الواجهة البحرية.
في حديث للنصر مع أشخاص التقيناهم بالكورنيش، كان كلامهم كله حسرة على طول أزمة الوباء و تضررهم منها و حنينهم إلى الحياة الطبيعية، متمنين انتهاء الأزمة، كونها أثرت عليهم نفسيا، حيث أصبحت السباحة حلم و التجوال في الكورنيش و الشريط الساحلي بشروط و في بعض الأوقات ممنوع.
كما التقينا بعضهم بعد الساعة الثامنة، رافضين العودة إلى البيوت، حيث قال أحدهم « أنا في وضعية نفسية صعبة بسبب الحجر و لا أستطيع المكوث في البيت دون استنشاق هواء البحر و لو لساعة قبل المغادرة».
في المقابل لجأ الكثيرون إلى الشواطئ المعزولة، على غرار شطايبي و المرسى، هروبا من الملاحقة الأمنية، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، يقصدون الشواطئ الصخرية و حتى الغابات المجاورة للجلوس مع عائلاتهم و التخفيف من الضغوط اليومية و التأثيرات النفسية.
من جهتها تعكف مصالح بلدية عنابة على مواصلة التحضيرات موسم الاصطياف، رغم تواصل فترة الحجر و الغلق على مستوى الشواطئ و منع السباحة، بالقيام ببعض الأشغال تحسبا للإعلان الرسمي مع تحسن الوضعي الوبائي.
و قامت مصالح القطاع الحضري الخامس، أمس، بتهيئة و تنظيف مدخل شاطئ عين عشير و تهيئة الممر الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى وضع و تثبيث كراسي لراحة المصطافين بالساحة المقابلة للشاطئ، مع وضع الشواطئ في حالة جاهزية، بتنظيفها و تهيئة المداخل و المخارج و وضع حاويات القمامة و تغيير الكراسي الخشبية الموجودة على طول الكورنيش و كذا إصلاح مصبات المياه القذرة.
كما جهزت بلدية عنابة الشواطئ بمختلف المرافق، منها الحمامات و المراحيض و مراكز الحراسة الخاصة بالأمن و الدرك الوطني، بهدف السهر على راحة المصطافين، في حال افتتاح موسم الاصطياف.
و في سياق متصل، قام والي عنابة، جمال الدين بريمي، منذ 3 أيام رفقة السلطات الولائية، بزيارة عمل و تفقد لعدد من المشاريع السياحية الخاصة المتواجدة بكل من منطقتي التوسع السياحي «كورنيش عناية» و «واد بقرات 2» و المتمثلة في (فنادق، إقامات فندقية و مطعم سياحي)، حيث طاف بمختلف المواقع و استمع إلى عروض و انشغالات المستثمرين، كما أكد على ضرورة الرفع من وتيرة الانجاز، مع احترام معايير البناء. حسين دريدح