الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك للنصر


زيارة سلال إلى السعودية ستدفع العلاقات بين البلدين  في كافة المستويات
بإمكان الجزائر أن تلعب دورا في تحسين وتذويب الخلافات بين إيران والسعودية
أكد المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك ، أن زيارة الوزير الأول، عبد المالك سلال، إلى المملكة العربية السعودية ، تعبّر عن المستوى الجيد للعلاقات بين البلدين في شتى المجالات، كما أنها جاءت لتبدّد الضبابية التي أحيطت بالعلاقات،  مضيفا أن هذه الزيارة مميزة وستدفع العلاقات في كافة المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وقال في السياق ذاته، أن الزيارة تعلق عليها آمال كبيرة من أجل انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية ليس فقط في المجالات السياسية والاقتصادية ولكن أيضا من أجل  توسيعها في مجال التعاون الثقافي والعلمي والأكاديمي،  وأوضح في حوار مع النصر، أمس الاثنين، أن المخاطر التي يواجهها البلدان وإن اختلفت من حيث الطبيعة فهي تدفع الجانبين إلى التشاور والتعاون لأجل حل هذه الأزمات والتي تهدد الطرفين.
• النصر :   تشهد العلاقات الجزائرية السعودية في هذه المرحلة ديناميكية ، ما رأيكم ؟
• لزهر ماروك : بداية، لابد من النظر إلى العلاقات الجزائرية السعودية من المنظور التاريخي، فالعلاقات الثنائية كانت تتسم بتاريخ إيجابي وبنّاء، حيث وقفت العربية السعودية إلى جانب الجزائر في ثورتها المجيدة بالدعم السياسي والمالي والدبلوماسي، ولم تبخل المملكة العربية السعودية على الجزائر بأي شيء في معركتها من أجل التحرير وتحقيق الاستقلال، سواء في الجامعة العربية أو على مستوى المحافل الدولية ، فالسعودية لعبت دورا إيجابيا تاريخيا في دعم الثورة الجزائرية، وبعد استقلال الجزائر ودخول المنطقة العربية في تحالفات دولية وجدت الجزائر نفسها قريبة من المعسكر الاشتراكي والسعودية بحكم علاقاتها الوثيقة مع الولايات المتحدة قريبة من المعسكر الغربي، وعلى الرغم من ذلك كان هناك الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين، وكان هناك تعاون في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية. وكانت ذروة هذا التعاون في حرب 73 حيث وقفت الجزائر والسعودية إلى جانب دول الطوق في معركتها ضد إسرائيل ، والتعاون الجزائري السعودي منذ النصف الأخير من القرن العشرين كان تعاونا إيجابيا فلم تكن هناك أشياء تعكر جو هذه العلاقات وقد كانت إيجابية وبناءة، كما أنه علينا أن ننظر إلى العلاقات الثنائية من المقاربة الاقتصادية، فالنفط يعتبر القاسم المشترك الآن في العلاقات الاقتصادية الجزائرية السعودية ، وانهيار أسعار النفط اليوم يعتبر ضربة لدول الخليج وللجزائر وللدول النفطية في المنطقة واعتقد أن النفط يعتبر محور أساسي في التعاون بين الجانبين من أجل الوصول إلى معادلة تسمح بتحقيق سعر لهذه المادة الإستراتيجية بما يحقق مصالح البلدين، وطبعا السعودية بإمكانياتها  قادرة على فرض نفسها على السوق النفطية والجزائر أيضا بإمكانها من خلال علاقاتها الخاصة مع إيران وروسيا أن تقنع الأطراف داخل «أوبك» وخارجها للوصول إلى ما يخدم المصالح المشتركة ووقف هذا الانهيار الخطير للأسعار ، ومن المستحيل أن نتصور أن السعودية تضر بالمصالح العليا للجزائر، وكذلك من المستحيل أن نتصور الجزائر تضر بالمصالح العليا للسعودية. واعتقد أن العلاقات بين البلدين هي اقتصادية بالدرجة الأولى، حيث توجد شركات سعودية تستثمر في الجزائر وهناك مجالات كبيرة جدا ممكن أن يكون فيها تعاون ، والسعودية تمتلك الكثير من الخبرات الاقتصادية ولديها الشركات المؤهلة ولديها تجربة ناجحة فيما يخص القطاع الخاص و  التعاون الاقتصادي بين البلدين سيكون المحرك لهذه العلاقات الثنائية .
•  النصر: الجزائر والسعودية دولتان محوريتان كيف ترون التقارب الإيجابي بين البلدين لمعالجة الأزمات في المنطقة ؟
• لزهر ماروك : ننظر إلى العلاقات الجزائرية السعودية من المنظور الجيو بوليتيكي، بمعنى الوزن وأهمية كل من الجزائر والسعودية ، في المنطقة العربية، السعودية بحكم موقعها الجيو استراتيجي وبحكم وزنها الديموغرافي والحضاري  وهذا يعطي للسعودية مكانة جيو بوليتيكية خاصة في الشرق الأوسط، وفي العالم العربي وبطبيعة الحال تصبح السعودية رقم فاعل في معادلة الشرق الأوسط ولا يمكن تصور أي مستقبل للشرق الأوسط خارج مشاركة السعودية في رسم هذا المستقبل وكذلك الجزائر بحكم وزنها الديموغرافي وموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومساحتها الشاسعة تعتبر أيضا دولة محورية بإمكانها أن تلعب دورا كبيرا في المنطقة العربية وفي منطقة الساحل وإفريقيا، فاعتقد أن المقاربة الجيوبوليتيكية للعلاقات السعودية الجزائرية تجعل من السعودية والجزائر دولتين محوريتين وكل تقارب بينهما يستطيع أن يخلق معادلة قوية لرسم معالم المنطقة العربية، وكذلك لحل الأزمات السياسية والأمنية في المنطقة ومن الأهمية أن ننظر إلى العلاقات من الزاوية الأمنية، فالآن اعتقد أن الجزائر تواجه مخاطر جمّة منها الوضع المنهار في ليبيا والوضع الخطير في الساحل، وتسرب الأسلحة وجماعات الإرهاب والجريمة المنظمة، كلها مؤشرات تهدد الأمن القومي الجزائري. و السعودية الآن أصبحت في قلب الإعصار والضغوطات الدولية عليها فهي الآن أصبحت بين نارين أو أكثر من نار مشتعلة على حدودها ، تدهور الوضع الأمني في العراق والحرب المجنونة في سوريا وكذلك الحرب في اليمن وكل هذه الحروب تستنزف قدرات السعودية وكذلك تؤدي إلى تهديد الأمن القومي العربي، وبالتالي المخاطر التي تواجهها السعودية والجزائر وإن اختلفت من حيث الطبيعة فهي تدفع الجانبين إلى التشاور والتعاون لأجل حل هذه الأزمات الأمنية الخطيرة التي تهدد الطرفين، فلابد من إيجاد حل سلمي ويحفظ وحدة تراب وشعب سوريا، وكذلك لابد من إنجاح المفاوضات في اليمن من أجل وقف هذه الحرب التي باتت تهدد لأول مرة في التاريخ المعاصر حتى أمن الأماكن المقدسة. وأنا اعتقد أنه لا بد أن يكون هناك تعاون جزائري سعودي من أجل حل هذه الأزمات بما يخدم الاستقرار والأمن في المنطقة وعلى الجزائر أن تلعب دورا بحكم علاقاتها الخاصة مع إيران، وبإمكان الجزائر أن تلعب دورا في تحسين وتذويب الخلافات بين إيران والسعودية ولا يمكن لمنطقة الخليج أن تشهد أي استقرار أو تقدم أو تطور طالما أن العلاقات السعودية الإيرانية متدهورة وبطبيعة الحال هناك تنافس على الخليج بين السعودية وإيران لكن يبدو أن التعاون بينهما سيحفظ الاستقرار والأمن في هذه المنطقة.
•  النصر : العلاقات بين الجزائر والسعودية قائمة على المصالح المشتركة ولا تخضع للمقابل أو الابتزاز ما رأيكم ؟
• لزهر ماروك : اعتقد أن هناك مؤامرة كبيرة على العربية السعودية لضرب استقرارها  واستنزاف أموالها، و للزج بها في صراعات وحروب ربما ستعود بالسلب على استقرار المملكة لا قدر الله واليوم العربية السعودية تعتبر في أدق ظرف في مسيرتها السياسية، وهي بأشد الحاجة إلى دعم العالم العربي والإسلامي لها خاصة مع ظهور لوبيات متطرفة في الإدارة الأمريكية تريد أن تحمل العربية السعودية كل مآسي العالم، وهذه اللوبيات عينها على ثروات السعودية وتريد ابتزازها، وبالتالي فإن السعودية اليوم بحاجة إلى العالم العربي ليقف إلى جانبها من أجل إفشال هذه الضغوطات الغربية التي تقوم بها دوائر و لوبيات في الولايات المتحدة، وحتى في بعض الدول العربية، ونحن في الجزائر دائما  وأبدا كنا حكومة وشعبا إلى جانب العربية السعودية من  أجل أن تقوم بدورها الإقليمي في المنطقة. و لا يجب أن ننسى  أن السعودية تتوفر على الكثير من المزايا والشروط التي تجعل منها دولة رائدة في العالم العربي والإسلامي، وإذا ما طلبت العربية السعودية من الجزائر وساطات فعلى الجزائر أن ترمي بكل ثقلها من أجل تلبية مطالب العربية السعودية لإنجاح هذه الوساطات واعتبار أن المساس بالأمن القومي للعربية السعودية هو مساس بالأمن القومي للجزائر. وهناك بعض الدول التي تقيم علاقات جيدة مع السعودية لكن ذلك  بالمقابل ، فهذه الدول تساند السعودية ليس للدفاع على مكانة المملكة وموقعها بل هي تبتز السعودية، لكن الجزائر لا تستخدم علاقاتها مع السعودية من أجل مصالح ضيقة ولا تنتظر مقابل من السعودية فالجزائر تقيم علاقاتها على اعتبار أن السعودية دولة محورية في المنطقة و علاقاتها مع السعودية هي من أجل مصالح مشتركة يربح فيها الجانبان، ولا تخضع للمقابل أو الابتزاز أو لشروط مسبقة على الإطلاق،  وعلينا أن ننظر إلى العربية السعودية كحليف ونتعاون معه في شتى المجالات ونقف إلى جانبها في ظل الضغوط والمؤامرات الدولية التي تريد استهدافها.                

مراد – ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com