جسّد حفل اختتام الطبعة 32 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، نجاح مصر في كسب الرهان من حيث الجانب التنظيمي، لأن هذه الدورة كانت ناجحة على جميع الأصعدة، وتمكنت من خلالها السلطات المصرية من حفظ ماء وجه القارة السمراء، رغم أنها كانت قد ظفرت بشرف تنظيم العرس الكروي الإفريقي، قبل 5 أشهر فقط من انطلاقته، وذلك لخلافة الكاميرون.
حفل الاختتام، والذي أقيم قبل المباراة النهائية بين منتخبنا الوطني والسنغال، ورغم قصر مدته، لإجراءات تنظيمية بحتة، إلا أن الدقائق العشرة المخصصة له، كانت كافية لتوجيه رسالة مصرية إلى العالم بأسره، كشفت عن عمق الحضارة الفرعونية، بصور مستمدة من أعماق التاريخ، تمتزج فيها الأصالة والتقاليد المصرية، وحتى الإفريقية على اختلاف العقود.
هذا، وقد اكتسى «ستاد» القاهرة الدولي حلة استثنائية، بإطلاق الألعاب النارية، في شكل أهرامات، زينت سماء العاصمة المصرية، في محيط الملعب، تحت أنظار رؤساء 3 دول، وبحضور رئيس الفيفا جياني إينفانتينو، وكافة الأسرة الكروية الإفريقية، فضلا عن اكتظاظ المدرجات عن آخرها بنحو 70 ألف متفرج، لتضع الفنانة «دنيا سمير غانم» نقطة النهاية لهذا الحفل، الذي كان قصيرا وبسيطا، لكنه مبهرا، بأغنية بعنوان «وأدينا النهار دا».
مصر، التي احتضنت أبناء القارة السمراء على مدار 27 يوما، كسبت رهان التنظيم، بنجاح كبير، سواء تعلق الأمر بالملاعب، التي كانت على درجة عالية من الجاهزية، وخلصت إفريقيا من مشكل المنشآت، بعدما كانت دورتي 2015 بغينيا الاستوائية و2017، بالغابون قد عرفتا طفو إشكالية عدم صلاحية الأرضيات في بعض الملاعب، كما أن هياكل الاستقبال كانت في المستوى، الأمر الذي مكّن المصريين من تضميد جراحهم، بعد فشل منتخب بلادهم في كسب المعركة التقنية، حيث ودع «الفراعنة» المنافسة مبكرا، من الدور ثمن النهائي، مما أثر نسبيا على الإقبال الجماهيري، لكن النجاح الباهر في تنظيم هذه الدورة، من شأنه أن يفرض ضغطا كبيرا على السلطات الكاميرونية، التي كسبت سنتين إضافيتين في التحضير لاستضافة الطبعة 33 من النهائيات القارية، بعدما كانت مصر قد حضرت لهذه الدورة في ظرف 5 أشهر فقط.
ص / فرطــاس
