يرجع التقني الجزائري إسماعيل جليد، المقيم في سويسرا تحكم سلطات هذا البلد الأوروبي في الوضع الصحي، لدرجة وعي المجتمع الكبيرة، مؤكدا أن الشعب السويسري جد منضبط ويلتزم بالتعليمات، لذا لم تجبر السلطات المواطنين على الحجر الصحي والتزام البيوت، مؤكدا في حوار مع النصر، أمله في قرب زوال هذا الكابوس، والعودة للحياة الطبيعية التي قد يستهلها بإنهاء مشروع مؤلفين منشغل بكتاباتهما.
( أين يتواجد «الكوتش» إسماعيل جليد في الوقت الحالي؟
أنا متواجد بمقر إقامتي بسويسرا منذ عدة أسابيع، خاصة بعد أنهيت كافة ارتباطاتي مع فريق اتحاد الحراش، الذي كانت لي تجربة معه مع انطلاق الموسم الكروي، غير أنها لم تدم طويلا للأسباب التي يعرفها الجميع.
( قبل الحديث عن تجربة الحراش، كيف هي الأوضاع في سويسرا، بعد تفشي فيروس كورونا ؟
الأوضاع صعبة من الناحية الصحية كغالبية بلدان أوروبا، فالوباء أوقف كل شيء الرياضة والاقتصاد والثقافة وغيرها من المجالات الأخرى، هذا الفيروس أدى إلى 26 ألف إصابة و 1077 حالة وفاة، والحجر الصحي في سويسرا ليس مطلقا كما هو حال فرنسا وبلدان أوروبية أخرى، فهنا لديك الحق في التجوال والخروج، ولكن ممنوع تجمع أكثر من خمسة أشخاص، لتفادي انتقال العدوى.
( إذن لا يوجد حجر صحي شامل أو جزئي في سويسرا ؟
أجل لا وجود لحجر صحي، غير أن الشعب السويسري يحترم كل التعليمات المقدمة من طرف السلطات لمجابهة هذا الوباء، والدليل على ذلك أن منحنى الأرقام في تراجع يومي، وعدد الإصابات والوفيات يقل من يوم إلى آخر، والسلطات الصحية تتحكم في الوضع، وهذا راجع إلى درجة الوعي الكبيرة لدى المجتمع السويسري.
( ألم تطالب بعض الجهات بتطبيق الحجر الصحي لتفادي تأزم الأوضاع ؟
الحجر الشامل لا يطبق كما قلت لكم، لأن السويسريين يتحلون بروح المسؤولية، ويطبقون تعليمات السلطات بحذافيرها، وإلا كيف نفسر تراجع عدد الإصابات رغم عدم ملازمة المنازل، فدرجة الوعي الكبيرة لدى الشعب السويسري أدت إلى التحكم في هذه الوباء، وكل المؤشرات الآن تبشر بالخير، على أن تنفرج الأزمة بحول الله بعد أسبوعين أو ثلاث، ولم لا تعود الحياة إلى طبيعتها، ولكن مع توحي الحيطة دوما.
( تبدو متفائلا بتحسن الأوضاع عن قريب...
كما قلت لكم، عدد الإصابات والوفيات في انخفاض يومي، والطواقم الطبية في شتى المستشفيات تقوم بعمل جبار، وأظن بعد أسبوعين الوضعية ستكون أحسن.
( ماذا عن يومياتك ؟
لا توجد ساعات محددة للخروج أو الدخول، رغم ذلك لا أغادر منزلي سوى للضرورة القصوى، وأغتنم هذه المرحلة حتى أتقدم في أعمالي، فحاليا أنا بصدد التجهيز لإصدار كتاب حول التكوين والتدريب باللعب، وآخر حول المرحلة الانتقالية في كرة القدم، ويومي أقضيه بين القراء والكتابة، واختتمه بممارسة الرياضة كالركض وتمارين القوة والتحمل، للحفاظ على لياقتي البدنية.
( هل تتابع الوضع في الجزائر؟
بطبيعة الحال، أتابع عن كثب الوضع في الجزائر وأحاول الإطلاع على آخر المستجدات يوميا، فالوضع يقلقني بعض الشيء، مع تواصل تسجيل الإصابات والوفيات، ولهذا يتوجب الحذر وعلى الجميع إتباع تعليمات وزارة الصحة والسلطات العمومية، كما يجب أن نكون واعين حتى نقضي على هذا الوباء ونتجاوز هذه الأزمة.
( هل تطمئن على أقاربك بالجزائر؟
نعم أنا على تواصل دائم مع أقاربي و أصدقائي للاطمئنان على سلامتهم، وأمل أن لا يصاب أحد بأي مكروه، كما أتمنى السلامة لكافة الشعب الجزائري.
( حدثنا عن تجربتك مع اتحاد الحراش في بداية الموسم ؟
بالنسبة لي تجربة كانت إيجابية، رغم المشاكل التي يتخبط فيها النادي ونقص الوسائل وظروف العمل غير المتوفرة، لقد قدمت عملا جيدا وحضرت الفريق في وقت قصير، أين كان يقدم كرة راقية وطريقة لعب جميلة رغم خيبة النتائج التي كانت قضية وقت فقط، ولو صبروا قليلا لكان الفريق في المراتب الأولى الآن، فقد قبلت تدريب اتحاد الحراش من أجل مشروع لعب، وكنت بحاجة لموسمين حتى أطبق مشروعي، ولكن «ما صبروش علي» كما يقال، والمحيط المتعفن لم يساعد على ذلك، والخاسر الأكبر هو الفريق، فصدقوني لم يكن لدينا مسؤولون ولا إدارة ولا ملعب ولا ظروف عمل ملائمة ولا وسائل، ولا حتى أجرة ....إلخ، رغم كل هذا عملت بكل احترافية، وكونت فريقا شابا، كان بحاجة للوقت فقط، فقد أشرفت على خمس مقابلات سيطرت فيها تشكيلتي على كل المنافسين، وقدمنا كرة جميلة، خاصة أمام العلمة في بولوغين ( لم تلعب أي مقابلة في الحراش) كما قلت من قبل، والقضية كانت قضية وقت فقط، لو صبروا لما تواجدت الحراش في المراتب الأخيرة، كما يحدث الآن.
حاوره: مروان. ب