أبدى صانع ألعاب جمعية عين مليلة إبراهيم ذيب تشوّقه الكبير لاستئناف التدريبات، واستعادة أجواء المجموعة التي افتقدها كل اللاعبين منذ قرابة شهرين، وأكد بأن فترة الراحة الإجبارية التي فرضها فيروس كورونا أدخلت الملل إلى نفوس اللاعبين، بسبب الروتين الناتج عن تدريبات فردية دون طعم، وكذا الضغوطات التي خلفها فيروس كرونا على الجانب البسيكولوجي.
حــاوره: ص/ فرطــاس
ذيب، وفي حوار مع النصر، كشف بأن إدارة النادي لم تتفاوض إطلاقا مع اللاعبين، بخصوص قضية تخفيض الرواتب المتعلقة بفترة التوقف عن التدريبات، وأوضح بأن لاعبي «لاصام» يدينون بأجور سبعة أشهر، ووضعية الفريق إزدادت تأزما بعد قضية المدرب الصربي ياناكوفيتش، ولو أنه أشار إلى أن الجمعية قادرة على التنافس على مقعد فوق «البوديوم»، لو توفرت على الامكانيات المادية التي تكفي لتغطية العجز المالي المسجل.
- كيف تتعاملون مع التدريبات الفردية، سيما وأن فترة توقف المنافسة تقارب الشهرين؟
ليس من السهل على أي لاعب التأقلم مع الظروف الاستثنائية التي فرضها الوباء، لأن متعة كرة القدم بالنسبة لنا تكمن في أجواء المجموعة، والتدرب على انفراد يبقى مجرد حل ترقيعي للمحافظة على الجاهزية البدنية، وتفادي الزيادة في الوزن، وعليه فإن طول فترة توقف المنافسة ومنع التدريبات الجماعية، جعلنا نتشوق أكثر لمداعبة الكرة، رغم أننا نتدرب وفق برنامج مضبوط من طرف الطاقم الفني، الذي يتعامل معنا بانتظام، من خلال إرسال فيديوهات عبر «الواتساب»، لكن ذلك لا يكفي لتجسيد ما يحتاجه أي لاعب من نشاط، خاصة ما يتعلق بالعمل بالكرة، كما أن طول مدة التوقف سرب إلى نفوسنا الملل من التدرب على انفراد، لأن التنويع يبقى منحصرا بين الركض وبعض التمارين، ونحن في الحقيقة أصبحنا في أمس الحاجة إلى العمل الجماعي، لأن الفيروس رفع من درجة الضغوطات النفسية المفروضة على المواطنين، والحجر الصحي يبقى من التدابير الحتمية الواجب الإلتزام بها، لتفادي الإصابة، خاصة وأن ولاية قسنطينة عرفت في الأسبوعين الأخيرين ارتفاع مؤشر الحالات المؤكدة بشكل سريع، وذلك راجع بالأساس إلى نقص الوعي، وشخصيا فإنني لا أغادر المنزل إلا من أجل التدرب، لضمان الوقاية الشخصية وكذا حماية أفراد عائلتي من العدوى.
- نفهم من هذا بأنكم متشوقون لاستئناف المنافسة بفارغ الصبر، رغم أن الأمور صعبة التجسيد ميدانيا؟
رغبة كل اللاعبين في العودة إلى أجواء التدريبات واستعادة الروح الجماعية التي افتقدناها فترة طويلة، يمكن إدراجها في أمنية أي مواطن في عودة الحياة اليومية إلى نظامها الطبيعي، لأن الجميع يتضرع إلى المولى عزّ وجلّ بأن يخلصنا من هذا البلاء في أسرع وقت ممكنة، وبأضعف حصيلة ممكنة من الضحايا، لأن «كوفيد 19» أجبرنا بين عشية وضحاها على معايشة ريتم لسنا متعودين عليه، من خلال إجبارية إلتزام البيوت، وتفادي التجمعات، وهذه الأمور صعبة على كل اللاعبين، دون تجاهل الانعكاسات السلبية التي خلفها على الجانب البسيكولوجي لأي شخص، ولو أن هذه الضغوطات تكون أكثر لدى الرياضيين، الذين اعتادوا على النشاط اليومي في الملاعب، وترقبنا قرار الترخيص باستئناف التدريبات على أحر من الجمر لا يعني بأننا لا نراعي الظروف التي تعيشها البلاد، لأن الأرواح البشرية لا تقاس بثمن، وهي أغلى من النشاط الكروي، وبالتالي فإن كل شيء يبقى متوقف على تطورات الأزمة الوبائية السائدة في الجزائر، ولو رأى أهل الاختصاص بأن تعليق الموسم ضرورة حتمية فإننا سنتقبل ذلك بصدر رحب، لأن الضغط المفروض على اللاعبين حاليا ناتج بالأساس عن عدم اتضاح الرؤية أكثر حول مستقبل الموسم الكروي، خاصة موعد استئناف التدريبات.
- وماذا عن علاقة اللاعبين بالإدارة، سيما بعد قرار الفيفا باجبارية التفاوض في قضية خفض الأجور استثنائيا خلال مدة التوقف عن التدريبات؟
منذ توقيف المنافسة منتصف شهر مارس الفارط، أصبحت العلاقة الرياضية في جمعية عين مليلة منحصرة في التواصل المنتظم بين اللاعبين والطاقم الفني، لأن أعضاء اللجنة المسيرة ألقوا بالكرة في مرمى المدرب بوغرارة، لتسيير هذه المدة من الناحية التقنية، من خلال متابعة التدريبات، لكن دون الخوض في إطلاقا في قضية المستحقات المالية، رغم أن الوضعية تجاوزت الخطوط الحمراء، لأننا لم نتلق منذ انطلاق التحضيرات سوى رواتب شهرين، مما جعلنا ندين بأجور 7 أشهر، إضافة إلى علاوة الفوز الأخير المحقق على حساب نصر حسين داي، وهذه المعطيات تبقي الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، لأن العديد من اللاعبين بحاجة إلى شطر من مستحقاتهم، خاصة في هذه المرحلة الاستثنائية، وأوضاع الفريق ازدادت تأزما بعد قضية المدرب دانيال ياناكوفيتش، لأن صدور حكم بتعويضه مبلغا يفوق 2 مليار سنتيم، سيجبر اللجنة المسيرة على الاهتمام أكثر بهذه القضية سعيا لإيجاد مخرج منها، وأعضاء الطاقم الإداري لم يتصلوا باللاعبين إطلاقا للتفاوض بشأن قضية خفض الرواتب خلال فترة التوقف الاجبارية الناتجة عن أزمة فيروس كورونا، كوننا لم نتلق أي أجرة منذ أكتوبر 2019، مما حال دون فتحتهم المجال عن قضية المستحقات المالية إطلاقا.
- لكن هذه الأزمة لم تنعكس على نتائج الفريق هذا الموسم، فما سر ذلك؟
لا يوجد أي سر، وكل ما في الأمر أننا نمتلك هذا الموسم مجموعة منسجمة ومتناسقة فيما بينها، وضع المدرب آيت جودي لبنتها الأساسية في فترة التحضير، بالاعتماد على مزيج بين الخبرة والطموح، فكانت ثمار ذلك ظهور الفريق بوجه مغاير منذ دخول المنافسة الرسمية، بدليل أننا قدمنا مباريات في المستوى، خاصة خارج الديار أمام الأندية التي تتنافس على اللقب، والتغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية، لا يقلل من قيمة العمل الذي قام به المدرب السابق، كما أن بوغرارة أعطى بقدومه نفسا ثانيا للفريق، رغم المشاكل المالية التي يعيش على وقعها النادي، والتي أجبرتنا كلاعبين على مقاطعة التدريبات والدخول في إضراب عدة مرات، إلا أن مصلحة «لاصام» ترغمنا في كل مرة على العدول عن مواقفنا، من خلال الموافقة على خوض المقابلات الرسمية وتفادي المقاطعة، فكانت عواقب هذه المواقف تراكم المستحقات العالقة للاعبين، مقابل تواجد الجمعية في الصف السابع برصيد 32 نقطة.
- في ظل هذه المعطيات، كيف ترى مستقبل «لاصام» في المرحلة المتبقية من الموسم الجاري؟
الرصيد الحالي يكفي لرفع عارضة الطموح عاليا، والمراهنة حتى على تأشيرة للمشاركة في منافسة قارية أو إقليمية، خاصة وأننا نتأخر بخمس نقاط فقط عن مركز الوصافة، كما أن الرزنامة المتبقية تتضمن 4 مباريات داخل الديار، لكن عند النظر إلى هذه الوضعية من زاوية أخرى، نرى بأن قضية المستحقات العالقة قد يكون لها تاثير كبير على مستقبل الفريق، خاصة بعد طفو قضية المدرب ياناكوفيتش على السطح، لأن «لاصام» لو كانت لديها الإمكانيات لنجحت في التنافس على مقعد فوق «البوديوم»، والأوضاع داخل الفريق تغيرت بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل سنتين، لما قضينا أفضل موسم في مشوارنا، بتحقيق الصعود من الرابطة المحترفة الثانية، وهي واحدة من أغلى الذكريات، التي أحتفظ بها في مسيرتي الكروية. ص/ف