اكتملت فرحة أسرة مولودية باتنة، بعد عودة الفريق إلى حظيرة الرابطة الثانية، في انتظار قطع آخر خطوة على درب حجز مكانة ضمن كبار النوادي الجزائرية وتكرار إنجاز موسم 2007 - 2008.
إعداد: محمد مداني
ولم تسع فرحة تطليق قسم وطني الهواة، أنصار البوبية الذين خلقوا طقوسا احتفالية مميزة، مع تحليهم بالقواعد الصحية والوقائية، إدراكا منهم بقيمة المكسب المحقق، وضرورة مواصلة رفع التحدي واستكمال مسيرة البحث عن المجد الضائع.
البوبية العازمة على العودة إلى مصاف الكبار، تراهن على أبنائها وتقاليدها الكروية، لجعل الموسم المقبل، بمثابة محطة هامة في تاريخها وولادة جديدة للفريق، والتطلع لخطف الأضواء وبالمرة تثمين صعودها الثاني على التوالي، خاصة وأن الكحلة والبيضاء سبق لها خوض تجربة قصيرة، ضمن حظيرة الكبار قبل سنوات فقط، وكان ذلك في موسم 2007 ـ 2008.
ويجمع المحيط العام للبوبية، على أن الخروج من دائرة الظل، بعد موسم استثنائي لم يعرف نهايته بسبب جائحة كورونا، يعكس طموح اللاعبين ومسؤولي الفريق، لنفض الغبار واستعادة المجد الضائع، خاصة وأن الفريق شكل قوة ضاربة في مجموعة الشرق، وكان يأمل في التتويج باللقب، قبل أن يتم تجميد البطولة بعد إجراء الجولة الرابعة والعشرين.
الصعود الثاني على التوالي للمولودية وعلى قدر أهميته، لم يكن في نظر الأنصار هبة، بل جاء نتاج الكثير من التضحية والعمل الجاد، وهو ما جعل عاصمة الأوراس، تحتفي بهذا الإنجاز الهام، وسط ظروف خاصة تميزها جائحة كورونا.والملاحظ أن هذا الفريق الذي تأسس في 1962، يملك قاعدة جماهيرية واسعة، وأنصارا من ذهب تعدت شعبيتهم حدود الولاية، وحتى الجهة الشرقية من البلاد، حيث أعطوا الكثير من الدعم والمساندة للتشكيلة، من خلال تنقلاتهم إلى أبعد نقطة في الجزائر، كما أن التغيير الذي حصل في العارضة الفنية، خلال شهر جانفي المنقضي بقدوم المدرب أمين غيموز، منح نفسا جديدا للفريق، ومكنه من استرجاع الثقة المفقودة وهيبته المطلوبة، ولعل ما يجسد هذا الطرح، تخلص اللاعبين من العقدة النفسية في مرحلة الإياب من البطولة، ونجاحهم في رفع التحدي وتخطي عديد العقبات والعوائق.
المتتبعون للشأن الكروي، يعتبرون أنه من أبرز عوامل النجاح في هذا الموسم، الاستقرار في الطاقم الإداري، ومساندة الأنصار دون شروط، ما شكل حافزا معنويا للمسيرين لوضع الصعود هدفا أساسيا، ولو أن الأزمة المالية كادت تعصف بكل الجهود وتجهض هذا الحلم.
تعداد الفريق
إبراهيمي ـ زيرق ـ بوخالفة ـ سي محمد ـ ببن سالم ـ بهلول ـ بوشكريط ـ زير ـ حاج عيسى ـ جفالي ـ غضبان ـ فول ـ نجاي ـ عبد اللي ـ عياد ـ إيديو ـ بيطام ـ أمغشوش ـ سياب ـ كنون ـ بن بلقاسم ـ لوصيف ـ بودماغ ـ علوي ـ نفتار.
الطاقم الفني/ المدرب: آمين غيموز/ المدرب المساعد: عمران صدام المدعو بلال/ مدرب الحراس: عبد القادر مالكي
رئيس الفريق مسعود زيداني: صعودنا مستحق والحلم الثالث يتطلب الكثير
•الإنجاز كلفنا أزيد من 8 ملايير وعلى السلطات التحرك
اعتبر مسعود زيداني رئيس الفريق، الصعود الثاني على التوالي، بمثابة هدية للأنصار ورسالة للسلطات المحلية، لتحمل مسؤولياتها في تقديم المساعدات اللازمة، موضحا أن الحديث عن الموسم الجديد سابق لأوانه، على اعتبار أن الفريق مطالب بعقد جمعية عامة، وفق القوانين المعمول بها.
وقال زيداني، إن التحديات الكبيرة المنتظرة في بطولة قوية، تتطلب الكثير من الإمكانيات والدعم المالي، مبرزا ضرورة مساهمة جميع الأطراف، للحفاظ على هذا المكسب ومحاولة تثمينه.
*ما هي قراءتك لصعود فريقك لثاني مرة على التوالي؟
يجب أن يعلم الجميع، بأن الصعود كان هدفنا الأساسي منذ بداية الموسم، وأعتقد بأنه مستحق، نظرا للمشوار الجيد الذي أداه الفريق، حتى الجولة الـ24 التي توقفت فيها البطولة، ورغم كل ما قيل بعد تجميد المنافسة بسبب فيروس كورونا، إلا أنني أرى بأن المكسب المحقق جاء في ظروف استثنائية، وهو بحاجة إلى تثمين وتأكيد في المرحلة المقبلة، التي أراها الأصعب من عدة جوانب.
*المشوار لم يكن سهلا وكورونا لم تسمح باستكماله، كلمة عن «توابل» هذا الموسم ؟
رحلتنا كانت شاقة سيما في بداية الموسم ومرحلة الذهاب، ما اضطرنا لإحداث تغيير في العارضة الفنية في بداية مرحلة الإياب، باللجوء لخدمات المدرب غيموز خلفا لحوحو وتعزيز التشكيلة بوجوه جديدة أعطت الإضافة المرجوة، وصراحة وجدنا منافسة كبيرة وصعوبات جمة من شتى الجوانب، حيث مر الفريق بفترة فراغ خطيرة زادها بروز حالة من القلق وسط الأنصار، غير أنه سرعان ما استعاد الفريق أنفاسه في مرحلة رد الزيارة، لتأتي جائحة كورونا لتوقف المنافسة بعد الجولة الرابعة والعشرين.
*كم كلف الصعود خزينة النادي؟
أعتقد بأننا أنفقنا الكثير هذا الموسم، ولا يمكنني تحديد المبلغ بالتدقيق لكن بالتأكيد يفوق الثمانية ملايير، بغض النظر عن الديون التي ما زالت على عاتق الإدارة. وقد عانينا الأمرين من الناحية المالية، في غياب المساعدات المطلوبة، رغم محاولات الجهات الوصية في إسعاف الفريق.
*برأيك هل هذا الصعود سيمهد الطريق للعودة إلى حظيرة الكبار؟
كما سبق وأن قلت، رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ولا يمكن لي التحدث عن المستقبل قبل انعقاد الجمعية العامة. صحيح أنها فرصة لمواصلة التألق والعودة إلى قسم الكبار، لكن الأمر لن يكون سهلا وعلى جميع الأطراف لعب دورها.
*وهل ستترك مقاليد التسيير بعد صعودين متتاليين؟
سأكون صريحا معك، لو قلت بأنني أجهل مستقبلي في الفريق، لأن الجمعية العامة على الأبواب، ومبدئيا لست متحمسا للترشح لعهدة أخرى. لكن ربما الأمور ستتغير، لأنني سأضع جملة من الشروط على طاولة السلطات المحلية للبقاء، خاصة منها توفير الأموال والوقوف الفعلي إلى جانب الفريق، الذي عانى كثيرا في الموسمين الماضيين. لذلك، لا يمكن لي مواصلة مهامي في نفس الظروف الصعبة.
*كيف ترى مستقبل المولودية؟
مستقبل الفريق يكمن في توفير الأموال، لأن بطولة الرابطة الثانية تستوجب ميزانية مضاعفة وعوامل أخرى. شخصيا آمل في أن يحظى الفريق بعناية ومساعدة، لتمكينه من الظهور بوجه مشرف وسط أندية عريقة وقوية، وفي مجموعة تختلف عن قسم الهواة ولها إمكانيات أفضل مما تتوفر عليه المولودية.
قالوا عن الصعود
- علي بوخالفة (مدافع)
فخور بأول إنجاز في مشواري
لم يخف اللاعب بوخالفة سعادته بترسيم صعود فريقه مولودية باتنة، وقال للنصر:» فخور بهذا الإنجاز، الذي يعد الأول في مساري الكروي. ورغم التحاقي بالفريق في الميركاتو الشتوي الأخير، إلا أنني حظيت بثقة الطاقم الفني، حيث شاركت في جل المباريات التي لم تكن سهلة أمام منافسين أقوياء. أعتقد بأن الصعود لم يكن سوى ثمرة جهود وتضحيات كبيرة، رغم المشاكل الكبيرة التي واجهتنا والصعوبات، ناهيك عن مزاحمة بعض الفرق التي كانت تطمح لتحقيق نفس الرغبة، لكن على الفريق التفكير من الآن في الموسم القادم، لأن بطولة الرابطة الثانية تختلف في شتى جوانبها عن قسم الهواة، ومن ثمة فإنه من الأفضل ترتيب البيت وإعداد العدة مبكرا».
- سي محمد محمد (مدافع)
مكسب كبير تحقق في ظروف استثنائية
«وصف المدافع سي محمد ما حققه مع البوبية بالحدث المميز، وقال في غمرة سعادته بارتقاء المولودية إلى القسم الثاني :» أرى بأن هذا الصعود يعد حدثا مميزا، كونه جاء في ظروف استثنائية وبعد موسم توقف في ثلثه الأخير بسبب فيروس كورونا. فأنا جد سعيد بهذا المكسب الذي لم يكن هبة أو هدية من أحد، نظرا لمشوارنا الجيد، رغم أننا أنهينا البطولة في الصف الثالث»، مضيفا :»إدارة الفريق راهنت منذ البداية على ورقة الصعود، وهو ما ضاعف من درجة الضغط النفسي على اللاعبين، الذين تحلوا بكثير من الشجاعة والتحدي. شخصيا أثمن هذا الإنجاز الذي سيفتح بكل تأكيد الشهية لنجاحات أخرى، وبالنسبة لبقائي في الفريق، كل شيء يعود للمكتوب، وعند لقائي بالإدارة سأحدد مصيري»
- بلال غضبان (مهاجم)
هذا الصعود يعبد طريق استعادة مجد البوبية
قال المهاجم بلال غضبان :»لقد حققنا ما كنا نصبوا إليه، بفضل تضحيات الجميع، وأنا راض على أدائي رغم لعنة الإصابات التي حرمتني من المشاركة في لقاءات حاسمة، وشخصيا، أرى بأن الصعود يمكن اعتباره أفضل هدية للأنصار الذين وقفوا إلى جانبنا في أحلك الأوقات، وساندونا في حلنا وترحالنا. والأكيد أن هذا المكسب سيعبد الطريق للفريق لاستعادة أمجاده، كونه سبق وأن لعب في قسم الكبار وأمام أندية قوية».
المدرب أمين غيموز: ظروف قدومي تجعلني سعيدا بما وصلت إليه
•جمهور البوبية يستحق شرف المنافسة على الألقاب
*ماذا يشكل الصعود بالنسبة إليك؟
الصعود كان الهدف المسطر للإدارة قبل مجيئي، حيث أراه ثمرة عمل متواصل ومساهمة عديد الأطراف. وصراحة حملت المشعل رفقة مساعدي عمران، في مرحلة حساسة وسط حالة من الغليان لدى الأنصار لغياب النتائج. لذلك، اعتبره إنجازا مهما يضاف إلى رصيدي الشخصي من المكاسب والتتويجات.
*وهل راودك الشّك في ركوب قطار الصاعدين؟
منذ اعتلائي العارضة الفنية في الجولة الـ16 خلفا لسمير حوحو، كنت أدرك بصعوبة المهمة، خاصة وأنني وجدت الفريق في المركز السادس برصيد 23 نقطة، وفي حالة نفسية مهزوزة، لكن كنت متفائلا بتحقيق طموح الأنصار، إذ عملنا على إعادة الثقة بالنفس وفك العقدة التي لازمت الفريق، رغم الضغط المفروض على اللاعبين. ومع مرور الجولات نجحنا في العودة إلى السكة الصحيحة، وإنهاء البطولة في المركز الثالث حتى الجولة الـ24، وكان بإمكاننا تحقيق الأحسن.
*في نظرك أين تكمن قوة البوبية؟
مصادر القوة كثيرة في المولودية، انطلاقا من الجدية والانضباط في العمل والدعم المتواصل للأنصار، مرورا بحرص الإدارة على توفير كل المتطلبات، وصولا إلى دور القاعدة الجماهيرية الواسعة، التي لم أراها في أندية كبيرة. كما أن البوبية تعد من النوادي التي يجب أن لا تلعب سوى على الألقاب، ناهيك عن امتلاكها نجوما على غرار حاج عيسى، الذي كان صراحة السند القوي للتشكيلة، وقائد الأوركسترا لما يحوزه من خبرة وحنكة.
*صراحة هل كنت متأكدا من الصعود؟
منذ تسلمي المشعل في مرحلة الإياب، كنت أدرك جيدا بأننا نملك القدرة على تحقيق الصعود، بل أكثر من ذلك، كنا نطمح لإنهاء الموسم في الصدارة لو لا جائحة كورونا التي جعلتنا نكتفي بالمرتبة الثالثة، سيما وأننا كنا في الثلث الأخير من البطولة، في فورمة جيدة وفي معنويات عالية.
*كيف ترى مستقبل الفريق وهل أنت باق الموسم القادم؟
بكل بساطة، أرى بأن المولودية تملك من المؤهلات، ما يسمح لها بلعب الأدوار الأولى في بطولة الموسم القادم، شريطة تضافر الجهود وتقديم المساعدات الضرورية، ومكانتها الرابطة الأولى نظرا لتاريخها الكروي. بالنسبة لمستقبلي، أنا مستعد للبقاء ومواصلة مهامي، لأنني وجدت كل ظروف العمل متوفرة ومواتية، إلى جانب النية الصادقة من المسيرين والرغبة الأكيدة في الذهاب دوما إلى ما هو أفضل وأرقى، لكن لحد الآن لم ألتق الإدارة، للتطرق لهذا الموضوع والتفاوض حول المرحلة القادمة.