أحلامي كبيرة وأريد ميدالية في طوكيو
فتح المتأهل إلى أولمبياد طوكيو محمد ياسر طاهر تريكي قلبه للنصر، وتحدث عن عديد الأمور لأول مرة، خاصة فيما تعلق بالتهميش الذي يعانيه من المسؤولين على الولاية التي رأى بها النور – قسنطينة -، ما أجبره على شد الرحال إلى بجاية ثم العاصمة، قبل أن يحط به الرحال في الولايات المتحدة الأمريكية. تريكي الرياضي المختص والمتألق في رياضة القفز الثلاثي والطويل، أكد في هذا الحوار، بأن حلمه يبقى إسعاد الشعب الجزائري واعتلاء منصة «البوديوم» في طوكيو، ومن ثمة تعزيز خزائن الرياضة الجزائرية بميدالية أولمبية جديدة تضاف لما حققه باقي المتألقين في الدورات الماضية.
حاوره: بورصاص.ر
• في البداية، هل لك أن تقدم نفسك إلى قرائنا الكرام؟
أهلا بكم، سعيد للغاية باهتمامكم بي، وأنا تحت تصرفكم، وتحت تصرف كل قراء جريدة النصر المحترمة، التي لديها مكانة خاصة في مدينة قسنطينة، وتحظى باهتمام كبير من طرف الرياضيين، معكم ياسر محمد الطاهر تريكي من مواليد 24 مارس 1997 بمدينة قسنطينة، ورياضي نخبة في تخصص القفز الثلاثي والقفز الطويل.
حققت في «صمت» أحسن رقم عالمي للأواسط سنة 2014
• اخترت تخصصا صعبا يبقى المتألقين فيه يعدون على الأصابع، أليس كذلك؟
صحيح، رياضة القفز الثلاثي لا تعرف وجود عدد كبير من الرياضيين الجزائريين في المستوى العالي، والحمد لله أعتبر صاحب أفضل رقم في الجزائر في هذا الاختصاص.
• برزت صغيرا، وكنت من بين القلائل الذين نجحوا في تحقيق أفضل رقم عالمي في سن الشباب، عد بنا قليلا إلى ذات الانجاز؟
نعم، نجحت عام 2014، في تحقيق قفزة قدرها 7,67 مترا، وكان ذلك في غابورون في بوتسوانا، وهو أفضل رقم عالمي للأواسط في تلك السنة، وهو الإنجاز الذي حمسني أكثر، وجعلني أشعر بقدرتي على التألق والذهاب بعيدا في هذا الاختصاص.
• وما هي أفضل إنجازاتك إلى غاية الآن في سن الأكابر؟
أحسن إنجاز بالنسبة لي، هو تتويجي بطلا لإفريقيا سنة 2019 بمناسبة الألعاب الإفريقية التي أقيمت بالمغرب، حيث نلت يومها الميدالية الذهبية في القفز الطويل وميدالية فضية في القفز الثلاثي، كما أنني توجت بالميدالية البرونزية في الألعاب العالمية العسكرية، دون أن أنسى احتلالي المركز الثاني، في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2018.
• تعتبر من بين الرياضيين الجزائريين المتأهلين للأولمبياد، أكيد أن أحلامك كبرت بعد ضمان التأشيرة؟
أعتقد بأن كل رياضي يحلم بالتواجد في محفل عالمي بهذا الحجم، والحمد لله نجحت في الوصول إلى الأولمبياد، والآن علي التحضير جيدا لهذا الموعد، بعد أن تأجل بفعل انتشار فيروس كورونا في العالم ككل، ومثلما يقال رب ضارة نافعة، وعلينا الاستثمار في الأشياء الإيجابية.
أعاني التهميش وتأهلي للأولمبياد لم يحرك المسؤولين
• عد بنا إلى ألعاب يوهان، المحطة التي ضمنت بها تواجدك في الأولمبياد ؟
هي ذكرى جميلة، حيث ضمنت التأهل إلى الأولمبياد، بمناسبة الألعاب العالمية العسكرية التي أقيمت بالصين، بعد أن حققت قفزة قدرها 17,08 أمتار في القفز الثلاثي و8,08 أمتار في القفز الطويل.
• وكم كان الحد الأدنى المطلوب؟
الحد الأدنى الذي كان يجب تجاوزه هو 17,00 متر، والحمد لله نجحت في الظفر بتأشيرة التواجد في الأولمبياد، رغم أنني حسنت هذا الرقم بعد ذلك.
• بهذا ضربت عصفورين بحجر، إذ أصبحت تملك أفضل رقم وطني في القفز الثلاثي، أليس كذلك؟
نعم، الحمد لله على كل حال، لقد نجحت في تحسين أفضل رقم وطني في مناسبتين، بعد أن قفزت 17,08 أمتار، والمرة الثانية في أمريكا حين عدلته وتمكنت من القفز لمسافة 17,12 مترا، علما وأن هذا الرقم ظل صامدا لعدة سنوات، وهو ما يشعرني الفخر، ويجعلني أمام حتمية العمل أكثر حتى أبقى في المستوى العالي، لأن الوصول إلى القمة أمر سهل، لكن البقاء فيه هو الأصعب.
درست بأمريكا ونلت تاج البطولة الجامعية
• تتواتر أخبار عن انزعاجك نتيجة تعرضك للتهميش في ولايتك، حتى أن تأهلك لطوكيو مر مرور الكرام، ولم تحظ حتى بلفتة تشجيعية، ما تقوله في هذا الجانب؟
لا أخفي عليك، هذا هو الشيء الذي يحز في نفسي، حيث لم أحظ بأي اهتمام من طرف السلطات، والإنجاز الذي حققته كان بمثابة اللاحدث بالنسبة للمسؤولين، ولم أتلق حتى الدعم المعنوي من طرف السلطات المحلية، فقط من قبل بعض الأحباب والأصدقاء، وهو أمر حز في نفسي، وجعلني أشعر بالإحباط، خاصة عندما تدير لك مدينتك ظهرها، في الوقت الذي حظي رياضيون آخرون باستقبال في ولاياتهم، وما عساني أن أقول سوى كل هذه الأمور، لن توقفني ولن تحبط من عزيمتي، بل ستزيدني إصرارا، لأن الأمر يتعلق بالراية الوطنية، التي أحلم برفعها عاليا في سماء طوكيو بحول الله.
• تبدو متأثرا من هذا الجانب، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، كنت أتمنى التفاتة من طرف السلطات، خاصة في الفترة الحالية الصعبة التي يعيشها العالم ككل بفعل انتشار هذا الوباء، وفي ظل المعاناة الكبيرة التي وجدتها، من أجل مواصلة التحضير للمحفل العالمي.
• أين تجري تحضيراتك في الوقت الراهن؟
أتدرب بمسقط رأسي ابن زياد (الروفاك) تحت إشراف مدربي القدير طلحي عز الدين، والذي أشكره كثيرا على كل المجهودات التي بذلها ويبذلها معي، حيث نركز على التحضير البدني بالدرجة الأولى، خاصة وأن الفترة الحالية مواتية جدا لهذا الجانب، على أن ننتقل إلى الجانب الفني بعد شهرين من الآن.
• هل يمكن أن تكشف لنا برنامج تحضيراتك القادمة، وهل هناك تربصات في الخارج أم لا؟
حضرنا برنامجا مكثفا، يتضمن تربصات في الخارج، لكن في ظل الظرف الحالي، فقد اختلطت الأمور بسبب فيروس كورونا، وعليه ننتظر ما ستكشفه الأيام القادمة، من أجل ترسيم التربص في الخارج، والذي سيكون لمدة شهرين ونصف على الأقل.
حطمت الرقم القياسي الوطني في القفز الثلاثي وعدلته في ظرف وجيز
• ما هي أهدافك في الأولمبياد؟
لا أخفي عليك، هدفي الأول والأخير، والذي سأعمل المستحيل من أجل تحقيقه هو البوديوم الأولمبي، أنا لا أؤمن بالمستحيل ، صحيح لا أملك كل الإمكانيات اللازمة، لكن بفضل الإرادة والعمل ووجود مدرب مثل طلحي، لن أخيب أمال كل المحبين والشعب الجزائري.
• لفت انتباهنا، تقمصك ألوان فرق مثل بجاية والمجمع البترولي، ولم تمثل فرقا من قسنطينة رغم كثـرتها، هل لك أن تكشف لنا السبب وراء ذلك؟
صحيح، كنت مع فريق بجاية سنة 2015، وبعدها في 2016 تنقلت إلى العاصمة وأنا أمثل المجمع البيرولي إلى غاية الآن، لا أخفي عليك كنت أتمنى تمثيل فريق قسنطيني، لكن أقولها لأول مرة لم «يقيمونني» جيدا، حيث اقترحت على أحد الفرق منحي قيمة مالية صغيرة، لكن طلبي قوبل بالرفض، وفي العاصمة تحصلت على ضعف ما كنت أريد !.
• ما حدث معك، يجرنا للتحسر على واقع رياضة ألعاب القوى بقسنطينة التي أنجبت الكثير من الأبطال، هل من كلمة توجهها للمسؤولين؟
هناك عدة فرق وجمعيات في قسنطينة تهتم بتخصصات رياضة ألعاب القوى، لكن أقولها بكل صراحة عدة شخصيات ورياضيين في قسنطينة، لم يكونوا يتوقعون وصولي إلى هذا المستوى ومثلما يقال بالعامية «عكسوني»، رغم أنني منذ الصغر حققت عدة نتائج، لكن الحمد لله كل ما حدث معي حفزني أكثر، أبقى أعتز بأنني من مدينة قسنطينة ومن منطقة «الروفاك» بالضبط، وسأواصل العمل حتى أكون عند مستوى التطلعات، والبحث عن التألق في الأولمبياد القادمة، لكن أتمنى أن يتم إيلاء عناية أكبر للمواهب وصقلها عوض دفتها.
• نحن مقبلون على انتخابات اللجنة الأولمبية الجزائرية، أين يتنافس 4 مترشحين، هم حماد و فرقاني ولبيب و قربوعة، من تراه الأفضل لهذا المنصب؟
بالنسبة لي أتمنى فوز المرشح عبد الرحمان حماد، لأنه رياضي من المستوى العالي، ويعرف جيدا ما يحتاجه رياضيو النخبة، وأكثر من ذلك كان في اختصاص القفز، ما يعني بأنه يعرف جيدا النقائص التي نعاني منها، كما أراه الرجل المناسب لهذا المنصب، وهو على دراية بأهمية التحضيرات التي تسبق الأولمبياد، وحتى المكان الذي يستحسن أن تجرى فيه، كما أن حماد مسير محنك وكان عضوا في اللجنة الأولمبية، حيث استقبلني في عديد المناسبات وتحدث معي بكل صراحة وقدم لي عدة نصائح.
لم أحظ بالدعم في ولايتي لهذا انتقلت إلى بجاية ثم العاصمة
• بعيدا عن الرياضة، حدثنا على الجانب الأخر من حياة ياسر ؟
لدي مستوى جامعي، كنت أدرس بالولايات المتحدة الأمريكية، تخصص «رياضة ومناجمنت»، بعدما نلت منحة سمحت لي بالمشاركة في بطولة ما بين الجامعات، والحمد لله نجحت في التتويج بهذه البطولة، وكان ذلك سنة 2018، علما وأن هذه البطولة تعتبر من بين أقوى المنافسات في العالم، لأن في أمريكا يولون أهمية كبيرة للرياضات الجامعية، وبتوفيق من المولى عز وجل، نجحت في الفوز بهذه البطولة، وأسعى للتوفيق بين التزاماتي الرياضية
ومواصلة دراستي. ب.ر