الجزائر – فرنسا (اليوم 18 سا)
تستهل النخبة الوطنية عشية اليوم، مشوارها في الدور الرئيسي لمونديال كرة اليد بمواجهة المنتخب الفرنسي، في مباراة غير متكافئة على الورق، وتبدو فيها مأمورية الخضر صعبة للغاية، لأن «الديّكة» دخلت مباشرة في صلب الموضوع، وتريد ترصيع سجلها بلقب عالمي خامس، ولو أن الخلفيات التاريخية بين البلدين، تلقي دوما بظلالها على أجواء الحوارات الرياضية بين المنتخبين، حيث يتسلح الجزائريون بإرادة فولاذية من أجل الإطاحة بالفرنسيين، الأمر الذي يضفي حماسا «استثنائيا» على مثل هذه المقابلات.
مباراة هذه الأمسية، ستلعب بمعطيات مغايرة، لأن المنتخب الوطني لا ينظر إلى الدور الموالي، كهدف يسعى إلى إدراكه، بل أن المسعى من المشاركة في مونديال مصر تحقق، والتباري مع «عمالقة» القارة الأوروبية يجعل السباعي الجزائري مطالبا بتحسين مستواه، والظهور بأفضل صورة ممكنة، وذلك بتفادي الهزائم بنتائج ثقيلة، و»سيناريو» مواجهة أيسلندا في الدور الأول، يبقى بمثابة الدرس الذي يجب أن تستخلص منه العبر، وهذا بكسب الثقة في النفس والإمكانيات، واللعب دون مركب نقص، لأن الخضر ليس لديهم ما يخسرونه، وما عليهم سوى تشريف الراية الوطنية، بالخروج بأخف الأضرار، مع العمل على «الاقتصاد» في المجهودات البدنية، مادامت الرزنامة تتضمن 4 لقاءات أخرى مهما كانت الظروف.
«خصوصية» المقابلة بين المنتخبين الوطني والفرنسي لا تفتح أي باب للتفاؤل بالقدرة على خروج الخضر بنتيجة إيجابية، لأنه لا يوجد أي مجال للمقارنة بين الطرفين، سواء من حيث التركيبة البشرية أو ظروف التحضير، رغم أن أداء النخبة الوطنية كان قد تحسن نسبيا أمام البرتغال، لكن منتخب «الزرق» ظهر كقوة ضاربة في هذه النسخة، وخرج من الدور الأول بالعلامة الكاملة، بعد فوزين بشق الأنفس على كل من سويسرا والنرويج، في وجود النجم كاراباتيتش، ولو أن موعد اليوم سيكون بنكهة «خاصة» للناخب الوطني آلان بورت، الذي سيواجه أبناء بلده، بقيادة زميله جيول جيل.
للإشارة، فإن هذه المقابلة ستكون الخامسة من نوعها التي تجمع المنتخب الجزائري بنظيره الفرنسي، في إطار فعاليات المونديال، بعدما كانت الأولى في نسخة 1990 الأكثر إثارة، لأن الفرنسيين تفوقوا في آخر لحظة بفارق هدف واحد، و»السيناريو» نفسه تكرر بعد سنوات، والفارق كان بهدفين، بينما كانت النتيجة عريضة نسبيا في دورتي 2001 و 2015.
ص / فرطاس