واصل النادي الرياضي القسنطيني، تحضيراته للموعد القاري الكبير وسط دعم غير مسبوق من كل المكونات، بداية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مرورا بالوزارة والاتحادية، وصولا إلى السلطات المحلية ورجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية، وهو ما يعكس حجم الالتفاف الوطني حول السنافر في هذه المرحلة المفصلية، من تاريخ الفريق، الباحث عن أول تتويج قاري.
وتجندت السلطات المحلية بكل قوتها خلف الشباب، حيث خصصت له دعما كبيرا، بهدف مساعدته على تجاوز عقبة نهضة بركان، في نصف نهائي كأس الكونفدرالية، المنافسة التي يتطلع خلالها ممثل الكرة الجزائرية لتحقيق اللقب، وتكرار سيناريو اتحاد الجزائر المُتوّج قبل عامين.
وفي إطار تحفيز الفريق ودعمه، نظمت السلطات المحلية بقيادة والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، مأدبة عشاء أمس الأول، على شرف الفريق، وحضر سهرة دعم النادي، وزير الشباب والرياضة وليد صادي، الذي لم يكن حضوره مجرد « إجراء بروتوكولي»، بل كان فرصة لتحفيز اللاعبين لمواصلة المسيرة في نصف النهائي، خاصة وأنه نقل رسالة دعم من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي عبر عن التزامه الكبير بتطوير الرياضة الجزائرية، وتشجيع الأندية المحلية على التألق في المحافل القارية والدولية.
وكانت مأدبة العشاء المنظمة بفندق «الماريوت»، مناسبة استثنائية لتحفيز رفقاء ذيب على تقديم أفضل ما لديهم في مباراتي نصف النهائي، كما أن هذا اللقاء لم يكن مجرد تحفيزا معنويا، بل حمل في طياته وعودا ملموسة بالمكافآت المالية غير المسبوقة، التي قُدمت وستُقدم للاعبين في حال الوصول إلى المباراة النهائية، حيث خصص المجلس الشعبي البلدي حاليا مبلغ مليار سنتيم، في حين قررت ولاية قسنطينة تقديم مبلغ 800 مليون سنتيم كعلاوة استثنائية، كما كان هذا الحفل المتميز فرصة لحضور عدد من رجال المال والأعمال، الذين قدموا وعودا إضافية، متعهدين بتقديم علاوات أكبر في حال التأهل للمحطة الختامية.
وفي أجواء من التفاؤل والروح المعنوية العالية، عبر اللاعبون عن استعدادهم للقتال، من أجل تحقيق حلم الوصول إلى النهائي، وتحقيق إنجاز جديد للنادي الرياضي القسنطيني، وقال الغالبية في هذا الخصوص:» نحن لا نعتبر الوصول إلى نصف النهائي إنجازا، بل لدينا طموحات أكبر وأحلام أكبر».
الفاف ترافق ممثل الجزائر وتتكفل بنفقات السفرية
أعلن وليد صادي، أن «الفاف» ستتكفل بكامل مصاريف سفرية الشباب إلى بركان، تحسبا لمباراة الذهاب، المقررة سهرة هذا الأحد.
وتعد هذه المبادرة التفاتة هامة وتحفيزا إضافيا لأسرة الفريق، من أجل التركيز التام على هذا الرهان، بعيدا عن الأعباء اللوجستيكية والتنظيمية التي عادة ما ترافق السفر في مثل هذه المنافسات القارية.
وستتكفل الاتحادية، حسب ما أكده صادي، بجميع التكاليف المرتبطة بالسفر، بما في ذلك التنقل الجوي والإقامة والإيواء، وحتى المتطلبات التنظيمية الأخرى، وهو ما أراح كثيرا الطاقمين الإداري والفني وحتى اللاعبين، الذين عبروا عن ارتياحهم الكبير لهذه المبادرة، واعتبروها عربون ثقة من المسؤولين في قدراتهم على صنع الفارق في هذا الدور المتقدم من المنافسة.
وعبرت إدارة السنافر عن امتنانها العميق لرئيس الاتحادية، مؤكدة أن هذا الدعم المعنوي والمادي، سيكون له وقع إيجابي على مردود اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، خاصة مع ارتفاع سقف الطموحات، ورغبة الجميع في الوصول إلى النهائي، وإهداء الجزائر لقبا قاريا جديدا.
وتعتبر هذه المبادرة، جزءا من التحفيزات التي تم الإعلان عنها لدعم الشباب في مشوارهم القاري، بعد الإنجاز المميز بالوصول إلى المربع الذهبي لأول مرة في تاريخ الفريق.
يذكر أن بعثة الشباب ستشد الرحال إلى بركان يوم الجمعة، أي قبل يومين فقط من مواجهة الذهاب أمام نهضة بركان، وهي المباراة التي يعوّل فيها المدرب مضوي على انضباط لاعبيه وقتاليتهم للعودة بنتيجة إيجابية تُسهل مهمة الإياب.
رسالة دعم وتحفيز من الرئيس تبون
حمل رئيس «الفاف»رسالة مؤثرة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى لاعبي وإدارة الشباب، وجاء كلام صادي ليعزز المعنويات ويرفع سقف الطموحات، حيث أكد أن الرئيس تبون تابع عن كثب مسيرة الفريق، ويثمن الإنجاز غير المسبوق بالوصول إلى المربع الذهبي للكاف، وفي تصريحاته الإعلامية، قال وزير الرياضة:» شباب قسنطينة هو شباب الجزائر، واليوم لم يعد يُمثل مدينة فقط، بل بلده بأكمله..، إنه يلعب من أجل رفع راية الوطن، وراية بلد المليون ونصف المليون شهيد».
وأكد صادي، أن رئيس الجمهورية، يوجه سلامه الخاص لكل عناصر الشباب، ويثمن الأداء البطولي المقدم حتى الآن، كما دعاهم لمواصلة المشوار بنفس العزيمة والإرادة، والتطلع للعودة بنتيجة إيجابية من لقاء الذهاب تُمهد الطريق لبلوغ النهائي، وأضاف صادي:» سعيد بتواجدي بينكم، وأتقاسم معكم الفرحة بهذا الإنجاز الرائع، ولديّ شعور قوي بأن هذا الفريق يملك من الإيمان والإصرار ما يكفي للذهاب بعيدا في هذه المسابقة. دعمنا لكم غير محدود، ولدينا ثقة كبيرة في قدرتكم على تشريف الجزائر».
ولاقت كلمات الوزير ورسالة الرئيس تبون تجاوبا كبيرا لدى أسرة السنافر، وأعطت دفعة معنوية قوية قبل السفرية المرتقبة، وقد عبر اللاعبون بدورهم عن امتنانهم لهذا الدعم الكبير، مؤكدين أن الرسائل التحفيزية، التي وصلتهم زادت من إصرارهم على تقديم كل ما لديهم لبلوغ النهائي، ولم لا التتويج باللقب القاري.
والي قسنطينة يطلب رفع الميزانية السنوية
كشف والي ولاية قسنطينة عن مقترح يهدف إلى تعزيز مكانة الفريق وتحسين قدرته التنافسية قاريا ومحليا، وذلك من خلال رفع الميزانية السنوية المخصصة للشباب.
ولم يكتف الوالي بتقديم المكافآت والوعود المالية فقط، بل طرح على الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار (غلاب)، فكرة رفع الميزانية السنوية الموجه للفريق، في خطوة تهدف إلى تأمين استمرارية النتائج المميزة، وتمكين الفريق من عقد صفقات نوعية تعزز تشكيلته، تحسبا للمواسم القادمة.
وقال الوالي في تصريح صحفي على هامش مأدبة العشاء:» حرصنا على تنظيم هذا اللقاء في هذا الوقت تحديدا لتحفيز اللاعبين، بعد مشوارهم البطولي في المنافسة القارية، ووصولهم التاريخي إلى المربع الذهبي، ولقد خصصنا مكافآت استثنائية للفريق، كما تحدثنا مع ملاك النادي، والرئيس المدير العام من أجل رفع الميزانية، لأننا نؤمن بأن الشباب يستحق مكانة ضمن كبار القارة».
وعبر الوالي عبد الخالق صيودة عن ثقته الكبيرة في قدرة النادي الرياضي القسنطيني على مجاراة كبار القارة مستقبلا، مؤكدا أن الفريق يمتلك جميع المقومات التي تؤهله للمنافسة على أعلى المستويات من جماهيرية عريضة، وبنية تحتية محترمة، وإدارة طموحة، وأطقم فنية ولاعبين يقدمون أفضل ما لديهم.
وتأتي هذه الخطوة من الوالي، لتؤكد أن الدعم المقدم للشباب، لا يقتصر على الظرف الحالي فحسب، بل هو جزء من رؤية استراتيجية تسعى إلى تمكين النادي الرياضي القسنطيني من الثبات في المنافسة القارية والمحلية، تماما كما هو الحال مع الفرق الكبرى، التي تستثمر بشكل مستمر للحفاظ على بريقها.
غـلاب يعد بمنحة استثنـائية: «فرحونا.. نفرحوكم! “
وفي ختام مأدبة العشاء، أدلى غلاب الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للأشغال في الآبار، بتصريحات محفزة ومؤثرة، عبر من خلالها عن فخره واعتزازه، بما حققه السنافر في المنافسة القارية، كما أكد وقوف الشركة المالكة إلى جانب الفريق، بكل الإمكانيات الممكنة.
ولم يُفوّت غلاب الفرصة دون توجيه رسالة واضحة وصريحة لأشبال مضوي، قال فيها:» فرحونا.. نفرحوكم !»، في إشارة صريحة إلى تخصيص منحة استثنائية معتبرة سيتم صرفها في حال النجاح في تجاوز عقبة نصف النهائي أمام نهضة بركان.
وأكد غلاب أيضا، أن التضحيات التي يبذلها الجميع تستحق كل التقدير، مضيفا أن روح التحدي التي ظهر بها الفريق تجعل الأنصار والسلطات يضعون ثقتهم الكاملة في هذا الفريق الذي أعاد للأذهان صورة الفريق الطموح المتوج بلقب البطولة موسم 2017/2018.
كما توجه غلاب بالشكر إلى وزير الرياضة ووالي قسنطينة، نظير جهودهما في دعم الفريق معنويا وماديا، وتنظيم هذا الحدث الذي وصفه بأنه أكثر من مجرد مأدبة عشاء، بل رسالة قوية بأن الجزائر كلها تقف خلف النادي الرياضي القسنطيني، وأضاف:» نتمنى أن يكون اللقاء القادم مناسبة للاحتفال بإنجاز جديد، وهو التأهل إلى نهائي كأس الكونفدرالية..سنكون حينها في حفلة أكبر وأجمل».
فرصادو يعد بمستقبل مشرق: سنظهر بوجه جديد العام المقبل
خرج المدير العام بالنيابة ياسين فرصادو، بتصريحات رسم من خلالها ملامح مستقبل الشباب، مؤكدا أن إدارة الفريق لا تنظر فقط إلى النجاحات الآنية، بل تضع نصب أعينها مشروعا طويل الأمد.
فرصادو، الذي توجه بالشكر العميق إلى الوزير صادي، والوالي صيودة، إضافة إلى الملاك وكل الداعمين، ثمن هذا الالتفاف الكبير خلف السنافر، معتبرا أن ما يحدث اليوم هو نتيجة لتكاثف جهود الجميع، من أجل هدف مشترك وهو رفع راية الجزائر عاليا.
وكشف فرصادو أن الموسم المقبل سيشهد انطلاقة جديدة للفريق من الجانبين الإداري والفني، وقال:»سنظهر بوجه مختلف كليا العام القادم، سواء من الناحية التنظيمية أو الفنية، بما يتماشى مع طموحات الفريق وقاعدته الجماهيرية».
كما أشار المدير العام بالنيابة، إلى انطلاق مشروع أكاديمية الفريق، حيث تم الشروع فعليا في عملية انتقاء أولية تستهدف 100 طفل موهوب، من أجل صقل مهاراتهم وتكوينهم وفق أحدث المعايير، وقال:» نؤمن بأن التكوين هو الاستثمار الحقيقي، لذلك انطلقت أولى خطواتنا بانتقاء نخبة من الأطفال، تمهيدا لبعث أكاديمية قوية تحتضن المواهب، وهذا المشروع سيكون أحد أعمدة الفريق». حمزة. س / سمير . ك