ركائز خارج الخدمة قبل منعرج تصفيات المونديال !
يعيش الناخب الوطني جمال بلماضي، وضعية لم يتعوّد عليها منذ تعيينه على رأس العارضة الفنية للمنتخب، بالنظر إلى الكم الهائل من الإصابات التي يعاني منها لاعبو الخضر، إذ وصل عدد العناصر غير الجاهزة إلى ستة، وهم إسلام سليماني، جمال بلعمري، راميز زروقي، رامي بن سبعيني، رشيد غزال وهشام بوداوي، يضاف إليهم متوسط ميدان نادي بوردو الفرنسي مهدي زرقان.
وفي ظل هذه المستجدات، فقد تأكد غياب بعض الأسماء عن التربص المقبل على غرار سليماني وبلعمري وبدرجة أقل بوداوي، إذ قلت فرص لحاقهم بالمعسكر الذي يسبق مواجهتي منتخب النيجر لحساب تصفيات مونديال قطر، فيما يترقب لاعبون نتائج الكشوفات النهائية المحددة لحضورهم.
وكان بلماضي يمني النفس بحضور جميع العناصر في مباراتي النيجر، خاصة وأنه قرر العمل مع 25 لاعبا في كل تربص، من أجل ضمان أحسن تحضير من جهة، ومن جهة ثانية للبحث عن زيادة الانسجام بين مكونات المجموعة الوطنية، وتطوير طريقة اللعب، وهو الذي وقف على تراجع الأداء في المباراة الأخيرة أمام منتخب بوركينافاسو، والتي عاد فيها رفقاء محرز بنتيجة التعادل من «خارج الديار».
وأمام الوضع الراهن، فإن الناخب الوطني يرفض كالعادة التسرع في ضبط القائمة النهائية، خاصة وأن الأيام الأخيرة عرفت تباينا في الأخبار بين سارة وسيئة، سيما في اليومين الماضيين، بعد تعرض عدة عناصر للإصابات، وآخرها صخرة دفاع الخضر جمال بلعمري، الذي يعتبر ركيزة في التشكيلة.
هل تأثر اللاعبون بنقص المنافسة أم كثافة البرمجة؟
ويبقى السؤال الذي يطرح بقوة في الوقت الراهن، حول الأسباب التي جعلت هذا الكم الهائل من اللاعبين، يتعرض للإصابة في هذه الفترة بالذات، حيث تضاربت تبريرات أهل الاختصاص، بين من يرى بأن لاعبي المنتخب الوطني تأثروا بكثافة البرمجة، في شاكلة اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا، والذي أعطيت إشارة انطلاقة الموسم في مختلف الدوريات منذ حوالي شهر ونصف، وبين من يعتبر ابتعاد اللاعبين عن نسق المنافسة الرسمية لفترة طويلة، ثم العودة مباشرة لأجواء المباريات بنسق مرتفع.
ورغم تضارب الآراء، إلا أن الجميع متفق على أن جل الإصابات التي تعرض لها لاعبو المنتخب الوطني عضلية، وراجعة بالدرجة الأولى إلى معاناة من الناحية البدنية إما بكثافة المباريات أو الانطلاقة المتأخرة في التحضيرات، فيما يتوجب الإشارة إلى نقطة مهمة، تتمثل في الرزنامة الجديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي كانت اضطرارية بفعل الأزمة الصحية التي يعيشها العالم ككل، وهو ما وضع المدربين في موقف محرج بالدرجة الأولى من أجل ضبط برنامج التحضيرات، خاصة وأن فترة التوقف الدولي أصبحت تأخذ أزيد من أسبوع كل شهر، يتخلله في إفريقيا مباريات تصفيات المونديال التي تعرف ندية كبيرة، بالنظر إلى قيمة الرهان، وهو ما يؤثر على منهجية التدريب بالدرجة الأولى، لأن الابتعاد عن الأندية لمدة عشرة أيام، وإجراء مباراتين مع سفريات طويلة يخلف أثارا غير محمودة العواقب، وهو ما حدث مع غالبية لاعبي المنتخب الوطني.
غياب سليماني وغزال وبلعمري مؤكد
تأكد غياب مهاجم المنتخب الوطني إسلام سليماني عن التربص القادم، حيث أشارت أمس، تقارير صحفية فرنسية إلى أن فترة ابتعاد سليماني عن مباريات فريقه ليون، ستكون إلى ما بعد التوقف الدولي، ما يعني تضييعه مواجهتي النيجر (الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات المونديال)، بالنظر إلى معاناته من إصابة على مستوى الفخذ، والحال كذلك بالنسبة للمهاجم رشيد غزال، الذي بدوره لن يكون متاحا إلى غاية 4 أكتوبر القادم، وهو نفس تاريخ انطلاق التربص، ما يضعه خارج حسابات الناخب الوطني جمال بلماضي، الذي لن يغامر بعنصر غير جاهز بنسبة مائة بالمئة، وقد تعاوده الآلام، وهو ما يرفضه مدرب الخضر، حتى يسمح للاعب بفرض نفسه في فريقه بيشكتاش التركي.
وأما بالنسبة للضربة الموجعة الأخرى، فتتمثل في إصابة المدافع جمال الدين بلعمري، حيث اضطر لمغادرة أرضية الميدان في مباراة فريقه نادي قطر أمام العربي بعد مرور 27 دقيقة فقط من انطلاقتها، بعد أن شعر بآلام على مستوى مؤخرة الفخذ، وملامح وجهه وحتى ردة فعل زميله في المنتخب الوطني يوسف بلايلي عندما مسك رأسه، توحي بحجم خطورة الإصابة، في انتظار نتائج الكشوفات، ولو أن التقارير الأولية تشير إلى معاناته من تمدد عضلي، والمخاوف من تحوله إلى تمزق عضلي، قد يبعده عن الميادين لفترة لن تقل عن ثلاثة أسابيع إلى أربعة أسابيع، ما يعني بكل بساطة الغياب عن التربص المقبل.
ضبابية تلف حالة ثلاثي آخر
لم يكن متوسط ميدان المنتخب الوطني راميز زروقي محظوظا سهرة أمس الأول، فبعد أن رفض الحكم احتساب له هدفا جميلا، بالعودة إلى الفيديو (الفار)، فقد أنهى المقابلة مصابا، حيث شعر بآلام هو الآخر على مستوى الفخذ، في انتظار صدور نتائج الكشوفات، وهو ما يضعه في خانة العناصر التي قد تغيب عن الموعدين المقبلين، رغم أن الناخب الوطني يتمنى تواجده من أجل كسب خبرة أكبر، خاصة وأنه نجح في فرض نفسه مع المجموعة الوطنية، وبات ركيزة أساسية في وسط الميدان.
من جهته، تبقى مشاركة متوسط الميدان هشام بوداوي في التربص المقبل غير مؤكدة، رغم أن إدارة نادي نيس لم تشر إلى فترة غيابه عن التدريبات، بعد أن ضيع لقاء سانت إيتيان الأخير في البطولة، بفعل الإصابة التي يعاني منها على مستوى الظهر، والحال كذلك بالنسبة لمتوسط ميدان نادي بوردو مهدي زرقان، نزيل عيادة فريق بوردو هو الأخر.
بن سبعيني يستأنف ولكن...
أعلن نادي بورسيا مانشنغلادباخ، استئناف مدافع المنتخب الوطني رامي بن سبعيني التدريبات، لكن على انفراد وفق برنامج خاص، في انتظار اندماجه في التدريبات الجماعية، وتحديد موعد عودته لأجواء المنافسة الرسمية، حيث يمني الناخب الوطني النفس أن يشارك ابن مدينة قسنطينة في مباراة واحدة على الأقل، قبل الالتحاق بتربص المنتخب الوطني المبرمج بداية من 4 أكتوبر المقبل، من أجل التأكد من تعافي مدافع الخضر بصفة نهائية، وحتى يكون جاهزا لخوض مباراتي النيجر، والتي سيكون فيها بن سبعيني، أحد أبرز الحلول بالنسبة لمدرب الخضر على مستوى محور الدفاع.
أسبوع حاسم أمام الناخب الوطني
سيكون الناخب الوطني جمال بلماضي على موعد مع أسبوع حاسم، قبل ضبط القائمة النهائية المعنية بمباراتي النيجر، خاصة في ظل إمكانية ارتفاع عدد العناصر التي ستغيب عن التربص القادم، وهو ما لا يتمناه عاشق الخضر، لكن مهندس التتويج بالنجمة الإفريقية تعود على إيجاد الحلول منذ توليه زمام العارضة الفنية، لكن الإشكال الذي صادفه هذه المرة، يتمثل في غياب عدة ركائز دفعة واحدة، وهو ما قد يجبره على منح الفرصة لبعض العناصر الاحتياطية، التي ستكون أمام فرصة العمر من أجل تثبيت مكانتها، خاصة مع قرب موعد كأس أمم إفريقيا للأمم في الكاميرون، والتي ستكون فيها المناصب غالية وصعبة المنال، بالنظر إلى الكم الهائل من اللاعبين الذين ينشطون في أندية أوروبية، ولم يحظوا بعد بفرصة المشاركة مع الخضر، في صورة مدافع نادي كليرمون فووت زدادكة، ولو أن عودة عطال تقلل الضرر نوعا ما على الجهة اليمنى من دفاع المنتخب، لكن قد يكون أفضل ظهير أيمن في الرابطة الثانية الفرنسية الموسم الفارط، أحسن حل يمكن اللجوء إليه مستقبلا، في ظل عدم اقتناع بلماضي بالبدائل الأخرى، بدليل اكتفائه بإقحام زفان فقط في مباراتي جيبوتي وبوركينافاسو.
ويتابع بلماضي أخبار اللاعبين باهتمام، في انتظار قدومه يوم الخميس إلى الجزائر، من أجل وضع آخر اللمسات على التربص القادم، ولو أن مصادر موثوقة أكدت للنصر، بأن مدرب الخضر يفكر في إحداث تعديل على برنامج العودة، بالنظر إلى الأحداث الأخيرة، ومشكلة الإصابات التي يعاني منها عدة ركائز، والتي سيعمل على كيفية وضع التشكيلة المناسبة، حتى لا يتأثر أداء المنتخب بالغيابات، خاصة في المباراة الثانية التي ستلعب في النيجر يوم 12 أكتوبر المقبل، والتي تعتبر أكثر صعوبة مقارنة بلقاء تشاكر، بالنظر إلى عدة معطيات أبرزها المناخ السائد في نيامي، وارتفاع درجة الحرارة، وهو العامل الذي أثر بشكل كبير على أداء رفقاء محرز في مباراة بوركينافاسو، سيما في المرحلة الثانية التي كان فيها المنتخب الوطني، بعيدا عن المستوى المطلوب.
من جهة أخرى، تلقى بلماضي تقريرا مفصلا من طرف عضو من الفاف، بخصوص حالة أرضية ميدان مصطفى تشاكر، التي تحسنت كثيرا مقارنة بمباراة جيبوتي، وحتى ملعب التدريبات في سيدي موسى يوجد في حالة جيدة، وهو ما سيضمن أحسن تحضيرات لموعدي النيجر.
منتخب النيجر يباشر التحضيرات بالمحليين
يظهر أن مدرب منتخب النيجر جون ميشال كافالي، يعول على ضمان أحسن تحضير لمواجهتي المنتخب الوطني، بدليل أنه وجه الدعوة لعشرين لاعبا محليا للدخول في معسكر تحضيري بالعاصمة نيامي، قبل اختيار 13 لاعبا ضمن القائمة النهائية المعنية بموعدي الخضر.
وضمت القائمة أفضل اللاعبين في بطولة النيجر، في صورة عومارو ايساكا، عبدول ناصر أدامو، عبد القادر بوبكر، عومارو دياج وعبدول عزيز ابراهيم، الذين ينشطون مع فريق جمارك النيجر، وعومارو سومايلا، رزاق سيني، حسن سايدو من نادي درك النيجر ولاعب نادي الساحل ابراهيم ايسوفو، في انتظار وصول العناصر المحترفة في الخارج، في مقدمتهم المنضم حديثا إلى نادي أنبي المصري فيكتوريان أديبايور زكاري المدعو أدجي، والذي ساهم بشكل كبير في الفوز المحقق في الجولة الماضية، من تصفيات المونديال أمام جيبوتي، بفضل توقيعه ثنائية وتقديمه تمريرة حاسمة إلى جانب حصوله على ضربة جزاء.
حمزة.س
