ميداليات البطولتين الإفريقية والعربية أنستني حسرة الأولمبياد
قال السباح الدولي جواد صيود، إن تألقه في البطولتين العربية والإفريقية وحصده 7 ميداليات، أنساه نوعا ما مرارة غيابه عن الألعاب الأولمبية الأخيرة التي جرت في طوكيو، مؤكدا في حواره مع النصر إلى أنه يعتبر الأرقام القياسية الجزائرية التي حطمها ويعمل على تحسينها أحسن تحفيز يمكن تقديمه للسباحين الشبان، حتى يتمكنوا من السير على خطاه وكسر أرقامه ومن ثمة النهوض بواقع السباحة الجزائرية وجعلها تقارع كبريات المنتخبات المسيطرة على هذه الاختصاص.
كما وجه ابن مدينة قسنطينة رسالة شكر إلى وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، وطالبه بالتدخل لوضع حد لبعض الممارسات التي يتعرض لها من طرف أشخاص في الاتحادية، التي تحاول – حسبه – عرقلته وتحطيمه.
تألقت بشكل كبير في البطولة العربية، وقبلها في البطولة الإفريقية، من خلال حصد 7 ميداليات، 6 منها ذهبية وبرونزية، ما تعليقك على هذا الإنجاز؟
النتائج التي حققتها وحصد 7 ميداليات بين البطولة العربية والإفريقية لم تكن من وحي الصدفة، بل جاءت نتاج مجهودات جبارة وتضحيات كبيرة لعدة سنوات، ولا أريد التوقف عند هذا الحد، من خلال حصد ميداليات إفريقية وعربية فقط، بل أطمح لتتويجات أولمبية وعالمية، وتشريف الراية الوطنية.
«نافذون» في الاتحادية يريدون تحطيمي وأتمنى تدخل الوزير
هل يمكن القول بأن التتويجات،وتحطيم الأرقام الوطنية أحسن رد على من وصفتهم من قبل بأعداء النجاح ؟
صراحة لا أفكر من هذا المنطلق، بل دائما أعتبر التتويجات نقطة إيجابية بالنسبة لي وللجزائر على حد سواء، كما أنني أرى الإنجازات المحققة أحسن صورة يمكن تقديمها للسباحين الشبان الصاعدين، حتى أكون قدوة بالنسبة لهم، ولما لا تسطير هدف تحطيم أرقامي الشخصية مستقبلا، أما أعداء النجاح فقد وضعتهم جانبا، ولا أعيرهم أي اهتمام في الوقت الراهن.
عانيت قبل التنقل إلى البطولة العربية، وكدت تضيع الرحلة، هل لك أن توضح ما حدث بالضبط؟
سأضعكم في الصورة، قبل انطلاق البطولة العربية، وبالضبط قبل أربعة أيام وصلتني تذكرة السفر ومخطط الرحلة، الذي لم يكن يناسبني، لأنه كان لدي متسع من الوقت لمباشرة السفر يوم السبت، الذي يسبق افتتاح البطولة (يقصد يوم 23 أكتوبر)، والذي يتزامن ويوم عطلة في فرنسا مقر إقامتي، وهو ما يسمح لي بإنهاء برنامجي التحضيري، وإجراء جميع الحصص المسطرة من قبل، لكن المكلف في الاتحادية أكد لي الحجز دون علمي وثبته يوم الجمعة صباحا، وهو ما كلفني تضييع ثلاث حصص، وأنتم على دراية ما معنى تضييع ثلاث حصص في المستوى العالي، لأن تضييع حصة واحدة هذا يعني تضييع ثانية في سباق.
أولمبياد باريس هدفي وأعدكم بمفاجآت
كما صادفني مشكل أخر، حيث عندما تقدمت إلى المطار بشكل عادي، تفاجأت بطلب عمال شركة الخطوط لشهادة تأمين السفر، وهو ما جعلني أتصل بوالدي على جناح السرعة، قبل أن أتفادي تضييعي الرحلة، وبعد الوصول إلى أبوظبي اعترضتني مشكلة ثالثة، تتمثل في عدم وصول حقيبتي الخاصة، التي كانت تحوي كل وسائل التدريب والاسترجاع، وهو ما جعلني أقضي يومين في حالة توتر وترقب، وبقيت في الفندق في انتظار الحصول على خبر سار، لأنني لم أستطع التدرب لعدم حيازتي معدات دخول الحوض، والحمد لله بعد تدخل والدي على مستوى شركة الطيران، وصلت الحقيبة ساعتين فقط قبل أول سباق، وتمكنت من حصد ميدالية ذهبية.
من هم الأطراف الذين يسعون لتحطيمك؟
هناك أطراف من الاتحادية، وأشخاص لديهم نفوذ في السباحة الجزائرية، يبحثون عن المصالح الشخصية بالدرجة الأولى، ولا يولون أهمية للمصلحة العامة وتشريف الراية الوطنية وخدمة السباحة الوطنية، هم من يريدون تحطيمي، لكن ثقتي في الله أولا وبعد ذلك في إمكاناتي، تجعلني دائما أبحث عن رفع الراية الوطنية عاليا في جميع المحافل.
هل مازلت متأثرا بغيابك عن الأولمبياد، خاصة بعد النتائج الكارثية المسجلة؟
بطبيعة الحال، مازلت متأثرا بغيابي عن المحفل الأولمبي، رغم أنني قمت بالواجب، وتحصلت على خمسة أرقام حد أدنى «ب» مؤهلة، وهناك أطراف من الاتحادية أكدوا لي بأنها كافية للتواجد في الأولمبياد، وهو ما جعلني أعيش عشرة أيام صعبة، وهي تلك التي سبقت انطلاق الألعاب الأولمبية، حيث حاولت الاتصال بمسؤولي الاتحادية والمدير التقني، لكن لم يرد أي شخص على اتصالاتي، وهو ما زاد من توتري وصدقني لم أكن في تلك الفترة أستطيع حتى النوم، بالنظر إلى رغبتي الكبيرة للمشاركة، وتحقيق أرقام جيدة، ولكن لم يكتب لي ذلك، ولا أريد الحديث عن النتائج المسجلة، والتي ليست من اختصاصي، وهناك مدير فني وطني يمكنه تقييم ذلك.
باشرت بطولة العرب دون تدريبات وحصدت 4 ذهبيات
الجزائر مقبلة على احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط، هل هناك تحضيرات خاصة لهذا الحدث؟
بالنسبة لي، النسخة المقبلة من دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ستكون عرسا كبيرا في الجزائر، ونحن مطالبون بالتواجد في أفضل حال، والتحضيرات لهذا الحدث انطلقت مطلع سنة 2021، والنتائج والأرقام التي حققتها في البطولة الإفريقية والبطولة العربية تبشر بالخير، لكن شريطة مواصلة العمل بنفس الجدية والوتيرة.
ما هي أهدافك المستقبلية؟
التأهل إلى أولمبياد باريس 2024 وتحقيق نتائج جيدة، ولكن هذا يتطلب إمكانيات كبيرة ومرافقة معنوية من طرف المسؤولين، والابتعاد عن العراقيل، حتى نستطيع الوصول إلى الهدف المسطر.
كدت أضيع المشاركة في البطولة العربية لهذا السبب..
توجت بالذهب في عدة مسافات، ما هو اختصاصك المفضل؟
أنا متخصص في سباقات أربعة أنواع، يمكنني السباحة في المسافات الطويلة والقصيرة، وحتى الأربعة الأنواع، التي أحوز على أرقامها القياسية الجزائرية، سواء في الأحواض الصغيرة أو الكبيرة، كما أمتلك أرقاما في اختصاص الفراشة والسباحة على الصدر، وإن شاء الله في القريب، سأحقق مفاجآت في السباحة الحرة أو السباحة على الظهر ونشرف الجزائر.
وهل تحلم يوما بالصعود على منصة التتويجات الدولية، في البطولة العالمية أو الألعاب الأولمبية ؟
هذا هو طموحي، أريد أن أصبح سباحا أولمبيا ودوليا بامتياز، ولكن مثل ما قلت لك من قبل، يجب أن تتوفر كل الظروف في نفس الوقت، مثل ما يحدث مع السباحين العالميين، الذين يحظون بمعاملة خاصة، وتوفر لهم كل الإمكانيات.
أريد رسم أحسن صورة للسباحين الشبان
في الأخير، ما هي رسالتك لكل من يساندك ويدعمك، وماذا تقول لمن يريدون تحطيمك؟
أول رسالة أوجهها، لكل أنصار شباب قسنطينة، لأنهم هم من يدعمونني كثيرا، من خلال رسائلهم التحفيزية، وتفاعلهم مع إنجازاتي، كما أتمنى التوفيق لفريق القلب، ولما لا تحقيق نتائج جيدة هذا الموسم في البطولة المحترفة، كما لا أفوت الفرصة لتوجيه عبارات الشكر لوزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق على مساندته، وسعدت كثيرا بمتابعة منشوراته عبر الصفحة الرسمية للوزارة على «الفايسبوك»، وأتمنى فقط أن يتدخل لوضع حد لبعض الممارسات لأطراف معروفة، وأما بالنسبة للأشخاص الذين يريدون تحطيمي، أقول لهم حسبي الله ونعم الوكيل فيكم. حاوره: حمزة.س