السبت 12 أفريل 2025 الموافق لـ 13 شوال 1446
Accueil Top Pub

صفحة "كان 2021" طويت بعد مخاض عسير: أسود السنغال تخلف الخضر على عرش الكرة الإفريقية


أسدل الستار سهرة أول أمس على النسخة 33 من نهائيات كاس أمم إفريقيا، التي جرت أطوارها بالكاميرون على مدار قرابة شهر، وذلك بتتويج منتخب السنغال، الذي عانق التاج القاري لأول مرة في تاريخه، إثر فوزه في النهائي على نظيره المصري بركلات الترجيح، لتخلف بذلك "أسود التيرانغا" المنتخب الجزائري على منصة التتويج، وتدخل النخبة السنغالية قائمة المنتخبات التي نالت شرف التربع على العرش القاري.

إسدال الستار على هذه الطبعة جاء لينهي الكثير من الجدل الذي أثير بخصوص الجانب التنظيمي، لأن السلطات الكاميرونية كانت قد أصرت على التمسك بشرف تنظيم هذه الدورة، رغم التحفظات العديدة التي كانت قد تلقتها من الكاف، لكن حقيقة الميدان كشفت بأن دولة الكاميرون لم تكن على أهبة الاستعداد لاستضافة العرس القاري، بدليل النقائص الكثيرة المسجلة في التنظيم، كما أن إشكالية الملاعب طفت على السطح أثناء المنافسة، خاصة بالنسبة لملعب جابوما بياوندي، والذي كان في حالة "كارثية" في مباريات الدور الأول.
إلى ذلك فإن التحكيم كان قد لفت الانتباه في "كان 2021"، سيما في الشق المتعلق بتقنية "الفار"، والتي راحت ضحيتها منتخبات تصنف في خانة "صغار القارة"، كما كان عليه الحال بالنسبة لجزر القمر وكذا جزر الرأس الأخضر، لتبقى حادثة الحكم الزامبي سيكازوي في لقاء الدور الأول بين منتخبي تونس ومالي "الأغرب" على الإطلاق، لأنه كان قد أنهى المباراة قبل انقضاء وقتها القانوني، ولو أن مستوى التحكيم تحسن مع تقدم المنافسة، ليكون الجنوب إفريقي ميغال غوميز الحكم النموذجي في المباراة النهائية، مع تسجيل تألق الصافرة الجزائرية، خاصة طاقم غربال، الذي كان قد أدار لقاء الافتتاح.
دورة الكاميرون، والتي جرت في ظروف استثنائية، طغت عليها أيضا قضية الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا، لأن العديد من المنتخبات عرفت تسجيل حالات مؤكدة في أوساط لاعبيها وأعضاء طواقمها، بينما شذّ منتخب البلد المنظم عن هذه القاعدة، الأمر الذي فتح باب الشكوك على مصراعيه، في الوقت الذي شهدت فيه مباراة ثمن النهائي بين الكاميرون وجزر القمر تسجيل 7 وفيات في أوساط الأنصار، جراء التدافع الكبير أمام بوابات ملعب أوليمبي، وهي الحادثة التي تبقى بمثابة النقطة السوداء في الجانب التنظيمي لهذه التظاهرة.
على صعيد آخر فإن المنافسة في "كان 2021" سمحت لبعض المنتخبات "الصغيرة" بوضع بصماتها، وتغيير المشهد الكروي الإفريقي، لأن البطل، منتخب الجزائر توقفت رحلة الدفاع عهن لقبه من الدور الأول، وهي خامس مرة في آخر ست دورات يخرج فيها البطل من أول دور في النسخة الموالية، بينما تألقت منتخبات أخرى، على غرار منتخب غامبيا، الذي بلغ ربع النهائي في أول مشاركة له، وكذلك الشأن بالنسبة لجزر القمر، الذي تأهل إلى ثمن النهائي، وقد توقفت ملحمة هذين المنتخبين أمام البلد المنظم، كما نجح منتخب غينيا الإستوائية في سرقة الأضواء، والظهور كقوة ضاربة، بتأهله إلى ربع النهائي، والأمر ذاته ينطبق على جزر الرأس الأخضر، الذي تجاوز عقبة الدور الأول، في الوقت الذي أقصي فيه منتخب غانا من دور المجموعات، وتوقفت مسيرة نيجيريا في ثمن النهائي.
على صعيد آخر فقد كان تتويج منتخب السنغال باللقب القاري مستحقا، رغم أن "أسود تيرانغا" لم تظهر بوجهها المعتاد في دور المجموعات، ومستواها ارتفع مع تقدم المنافسة، والوضعية نفسها عايشها المنتخب المصري، الذي ارتفع نسقه في الأدوار الحاسمة، فاضطر "الفراعنة" إلى لعب الأشواط الإضافية في 4 مباريات متتالية، احتكموا في ثلاثة منها إلى ركلات الترجيح، في أمر يحدث لأول مرة في تاريخ "الكان"، لكنهم خسروا الرهان في النهائي بضربات الحظ، مما سمح للمنتخب السنغالي بتسجيل إسمه في قائمة أبطال القارة، وهو المنتخب رقم 15 الذي يتربع على العرش الإفريقي، وهي المرة التاسعة التي يتم فيها الحسم في أمر اللقب القاري بضربات الحظ، بعدما كان السنغال قد خسرها مرة بنفس الكيفية.
من جهة أخرى فإن انتهاء العديد من المباريات دون فائز، خاصة في الأدوار الإقصائية لم يكن له تأثير كبير على عطاء خطوط الهجوم، لأن هذه الدورة عرفت تسجيل 100 هدف في 52 مباراة، بتراجع بهدفين فقط مقارنة بنسخة 2019 بمصر، مع اعتلاء الكاميروني فانسون أبو بكر لائحة الهدافين برصيد 8 أهداف، معادلا الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في دورة واحدة، لتطوي الكرة الإفريقية صفحة "كان 2021" بعد مخاض عسير، بعد تأجيل إضطراري بسبب الوضعية الوبائية أصبحت الأنظار منذ سهرة أمس مشدودة صوب الطبعة 34 المقررة في جوان 2023 بكوت ديفوار، لأن عامل الوقت له تأثير كبير على سير المرحلة التصفوية.                    
صالح فرطــاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com