سباق - الموطوكروس - يجذب اهتمام المئات من عشاق الرياضات الميكانيكية
احتضنت غابة «الشعبية» بمشتة «مرجة الذيب» المتواجدة بمرتفعات وأعالي بلدية تاشودة، يوم الجمعة، فعاليات المرحلة الثالثة والنهائية من البطولة الوطنية للرياضة الميكانيكية من الفئة المسماة «الموطوكروس»، وذلك بمشاركة 80 متسابقا من مختلف الأعمار السنية والأصناف، يمثلون مختلف الأندية التابعة لأكثر من 20 ولاية.
تهيئة المضمار الترابي حسب المعايير الدولية
وأشرف على تنظيم هذه المسابقة نادي الربيع الرياضي العلمي فرع الرياضات الميكانيكية، بالتنسيق مع الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية ومديرية الشباب والرياضة لولاية سطيف، مع تسجيل حضور قوي من قبل المئات من هواة وعشاق سباقات الدراجات النارية من بلديات ولاية سطيف وحتى من الولايات المجاورة، مثل: برج بوعريرج وميلة و باتنة وحتى من قسنطينة.
وفضل العشرات من مشاهدي هذا السباق، القدوم إلى بلدية تاشودة عن طريق دراجاتهم النارية، مع تسخير بعض البلديات الحافلات لضمان حضور عشرات الأطفال لمتابعة هذه التظاهرة الرياضية عن قرب.
ونجحت الهيئة المنظمة من ترتيب مضمار السباق حسب المعايير الدولية المعمول بها، حيث سهر طيلة الأسابيع الماضية أعضاء نادي الربيع الرياضي على تهيئة وصيانة هذا المضمار الترابي، والذي يقع على علو 1300 متر على سطح البحر، في حين يبلغ طوله 1250 متر أما العرض فإنه يبلغ 07 كيلومترات.
وبالنظر إلى تزامن المرحلة الثالثة من السباق مع اليوم الوطني للشهيد، المصادف لتاريخ 18 فيفري من كل سنة، فقد ارتأت دار الشباب لبلدية تاشودة تنظيم معرض تاريخي خاص بصور مجاهدي وشهداء المنطقة على الهواء الطلق، واغتنم رئيس البلدية هذه الفرصة من أجل التأكيد أمام أعضاء الوفود المشاركة والمتسابقين أن المنطقة التي احتضنت السباق، استشهد فيها نهاية الخمسينات العشرات من أبطال الثورة التحريرية، وعلى رأسهم القيادي في جيش التحرير الوطني البطل «عمر بوزرقاطة» المعروف باسمه الحركي «عمر دقو»، مؤكدا أن المنطقة قدمت المئات من الشهداء طيلة سنوات الثورة المجيدة..
أعالي تاشودة منطقة غابية سياحية بامتياز
وشدت انتباه متابعي سباق المرحلة الثالثة من سباقات الدراجات النارية، المناظر الطبيعية الخلابة التي تتمتع بها جبال وأعالي بلدية تاشودة، الواقعة في الجهة الشرقية من ولاية سطيف، حيث اصطحب هؤلاء الزائرون أبناءهم لاكتشاف سحر وجمال الغابات والجبال والاستماع بالهواء النقي في المرتفعات، مؤكدين أنهم يزورون لأول مرة هذه المنطقة، خاصة بعد تمكنت السلطات المحلية بالتنسيق مع مسؤولي الأندية المحلية للرياضات الميكانيكية من تهيئة الممرات والمسارات المؤدية إلى المضمار الترابي.
وتعتبر هذه المنطقة سياحية بامتياز، خاصة وأنها تقع بالقرب من بلدية جميلة الأثرية، والتي تزخر بدورها بالعديد من المدن والآثار الرومانية، وتستقطب بدورها الآلاف من السياح سنويا.
وسمحت الجهة المنظمة لأبناء المنطقة بنصب الخيم والعربات لتقديم وجبات الأكل السريعة، للمئات من الوافدين إلى مضمار السباق، والسماح كذلك للباعة المتجولين ببيع المرطبات والعصائر، مع تكفل أفراد فرق الكشافة الإسلامية بعملية تنظيف المكان، بهدف الحفاظ على جمالية الغابة.
والملاحظ في هذه الدورة هو الحضور القوي لقوات الدرك الوطني، من خلال تنصيب حواجز المراقبة في الطرق المؤدية إلى المضمار، مع العمل أيضا على توفير الطمأنينة والسكينة لفائدة المئات من العائلات والشباب، الذين سجلوا حضورهم القوي لمتابعة هذه التظاهرة الرياضية.
وأكد المسؤولون عن الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية، أنهم يعمدون في كل مرة تنظيم السباقات الوطنية بمختلف جهات الوطن، من أجل تحقيق العديد من الأهداف، وعلى رأسها التعريف بجمال وسحر الكثير من جهات الوطن وتشجيع السياحة الداخلية، مؤكدين أن انطلاق الموسم الرياضي 2022/2023 سيكون من عمق الصحراء، وبالضبط في مدينة «المنيعة»، من خلال تنظيم سباق «الرالي»، سواء بالنسبة للسيارات أو الدراجات النارية.
* اليزيد زواوي (مدير الشباب والرياضة لولاية سطيف)
«اتفقنا على تنظيم تظاهرة دولية بمضمار تاشودة»
أكد مدير الشباب والرياضة لولاية سطيف، اليزيد زواوي، في تصريح للنصر أن نجاح تجربة احتضان سباق الدراجات النارية من فئة «الموطوكروس» بمضمار بلدية تاشودة في السنة الماضية، شجع سلطات ولاية سطيف على تكرار التجربة في السنة الجارية، خاصة مع التخفيف من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، مع موافقة الجهات الطبية الوصية على استئناف جميع النشاطات الرياضية، مضيفا أن المديرية وافقت دون تردد على طلب نادي الربيع الرياضي العلمي على تنظيم المرحلة النهائية من السباقات الوطنية، مع تسخير كامل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذه التظاهرة.
وأضاف محدثنا أنه وقع اتفاق نهائي بين المديرية واتحادية الرياضات الميكانيكية على تقدم الجزائر لاحتضان إحدى المسابقات الدولية في الأشهر المقبلة، وبالضبط في مضمار تاشودة الترابي، خاصة بعد تهيئته حسب المعايير الدولية المتفق عليها، موضحا أن عاصمة الهضاب العليا تتوفر على جميع الهياكل القاعدية التي تسمح لها بتنظيم هذه المسابقات الدولية، وعلى رأسها الفنادق والمركبات الرياضية، حيث قال إن مدينتي سطيف والعلمة القريبتين من بلدية تاشودة، تتوفران مجتمعتين عن ما لا يقل 130 فندقا، بالإضافة إلى العشرات من دور الشباب على تراب الولاية.
وأشار أيضا في حديثه عن تضاعف عدد الشباب ممارسي الرياضات الميكانيكية على مستوى ولاية سطيف في السنوات الأخيرة، ونجاح بعضهم في الصعود إلى منصات التتويج والحصول على ألقاب وطنية، مؤكدا أن المديرية تشجع باستمرار على منح الرخص والاعتمادات القانونية للجمعيات المهتمة بالرياضات الميكانيكية، مع العمل في الوقت نفسه على تسخير كامل الإمكانيات المادية لمساعدة الرياضيين على تحقيق النتائج المرجوة.
خليل-ب