أبقت مخلفات الجولة 33 لبطولة الرابطة المحترفة، التذكرة الرابعة المؤهلة إلى المنافسة القارية في المزاد، ومحل صراع بين أربعة أندية، مازالت تحتفظ بحظوظها في تمثيل الكرة الجزائرية في منافسة كأس الاتحاد الإفريقي، لكن بدرجات متفاوتة، لأن الحسابات تمنح الأفضلية لاتحاد الجزائر ووفاق سطيف على حساب الطرفين الآخرين في هذه المعادلة شباب قسنطينة ونادي بارادو، بعد ترسيم تتويج شباب بلوزداد باللقب، وضمان شبيبتي القبائل والساورة مقعدين فوق «البوديوم»، والتنافس بينهما يبقى من أجل التأشيرة الثانية في دوري الأبطال وخاسر هذا الرهان يضمن الحضور في كأس الكاف.
* قراءة: صالح فرطــاس
ولعّل أهم منعرج في المعادلة «القارية» كان فوز شباب قسنطينة بتيزي وزو على حساب شبيبة القبائل، لأن هذه النتيجة حالت دون تحديد هوية الوصيف، كون «كناري جرجرة» كان بحاجة إلى نقطة فقط للاطمئنان على التأشيرة الثانية لدوري أبطال إفريقيا، إلا أنه فشل في تجسيد ذلك بعد تجرع مرارة الهزيمة لثاني مرة في مرحلة الإياب، وقد كانت في عقر الديار، بعد الأولى التي كانت قد 6 جولات على يد جمعية الشلف، بينما تمسك «السنافر» ببصيص أمل في القدرة على خطف تأشيرة المشاركة في كأس الكاف.
سقوط شبيبة القبائل داخل قواعدها، مدّد «السوسبانس» بشأن هوية الوصيف، سيما بعد مرور شبيبة الساورة إلى السرعة الخامسة أمام نصر حسين داي، لأن الصراع من أجل المركز الثاني سيكون عن بعد بين الشبيبتين في المحطة الختامية، مع حيازة التشكيلة القبائلية على أفضلية كسب الرهان، كونها مطالبة بتفادي الهزيمة أمام نادي بارادو فقط، وهي التي تجيد التفاوض في السفريات، بدليل أن آخر سقوط للكناري بعيدا عن تيزي وزو كان في 30 جانفي الماضي بقسنطينة، في موقعة الذهاب أمام السنافر، مما يعني بأنه لم ينهزم في جميع تنقلات مرحلة الإياب.
أفضلية شبيبة القبائل تبقى «مزدوجة»، لأن الهزيمة أمام «الباك» لن تكلفها بالضرورة التنازل عن برج المراقبة، بحكم أن شبيبة الساورة ستضطر للدفاع عن حظوظها خارج الديار، وذلك بالتنقل إلى الأربعاء لملاقاة الأمل المحلي، وتمسك «نسور الجنوب» بأمل المشاركة في دوري الأبطال، يمر عبر شرط أساسي ينطلق من حتمية العودة بكامل الزاد وانتظار هزيمة شبيبة القبائل، وهي الحالة الوحيدة التي ترجح كفة أبناء بشار، في ظل حيازتهم على أفضلية الفقرة 03 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف، لأن كل طرف كان قد فاز بفارق هدف واحد في المواجهات المباشرة، إلا أن حسابات فارق الأهداف المحقق في إجمالي مباريات مرحلة الذهاب يمنح الأسبقية للساورة على حساب القبائل، وعليه فإن «النسور» سترفع شعار «الانتصار لضمان التواجد في قاعة الانتظار»، بينما يبحث «الكناري» عن نقطة تضمن الوصافة.
أمل السنافر قد يتبخر غدا
بعث فريق شباب قسنطينة نسبة ضئيلة جدا من حظوظ العودة للظهور في الساحة القارية، بفضل الفوز الثمين والمستحق المحرز بتيزي وزو، لأن إنهاء الموسم برصيد 55 نقطة، قد يضمن الصف الرابع، ولو أن هذا الاحتمال ضعيف جدا، بالنظر إلى الرزنامة المتبقية لوفاق سطيف واتحاد الجزائر في التسوية، قبل المواجهة المباشرة بين الفريقين. على هذا الأساس، فإن حجز «الخضورة» مقعدا في النسخة القادمة من كأس الكاف يبقى أشبه بالمعجزة، لأنه يمر عبر جملة من الشروط الواجب توفرها دفعة واحدة، والتي يكون منطلقها من تجمد رصيد «سوسطارة» عند النقطة 54، وبالتالي الانهزام في اللقائين المتبقيين أمام البطل شباب بلوزداد، ثم بسطيف في الجولة الأخيرة، فضلا عن تسجيل وفاق سطيف لتعثر داخل الديار في مبارياته الثلاثة المتبقية شريطة أن لا يكون أمام اتحاد الجزائر، وما دون ذلك فإن أحلام شباب قسنطينة ستتبخر.
هذه الحسابات قد تقضي على آمال السنافر غدا، دون انتظار الجولة الأخيرة، لأن اتحاد الجزائر سيكون على موعد مع «ديربي» أمام البطل شباب بلوزداد، يكتسي أهمية بالغة في حسابات «سوسطارة»، لكن نقطة التعادل وإن لا تخدم الاتحاد في المرحلة الأخيرة من المعادلة، فإنها ستخرج شباب قسنطينة نهائيا من دائرة التنافس على تذكرة كأس الكاف، وستبقي الصراع ثنائيا في أمتاره الأخيرة، لأن التساوي في الرصيد الاجمالي بين الشباب والاتحاد يرجح كفة «المسامعية» بمراعاة المواجهات المباشرة، على اعتبار أن موقعة بن عبد المالك كانت قد انتهت بالتعادل، مقابل فوز أهل الدار بثنائية نظيفة ببولوغين.وفي نفس السياق، فإن حسابات التساوي لا تخدم مصلحة القسنطينيين إذا كان صراعهم مع وفاق سطيف، وهذا الأمر لن يكون إلا في حال حصد «النسر الأسود» 7 نقاط من بين التسعة الممكنة، شرط أن يكون تعادله مسجلا في لقائي التسوية إما مع نادي بارادو أو نصر حسين داي، وتواجد السنافر والوفاق جنبا إلى جنب في سلم الترتيب النهائي، برصيد 55 نقطة يستوجب الاحتكام إلى أفضلية فارق الأهداف المسجل في مرحلة الذهاب، في ظل فوز كل فريق بملعبه على منافسه المباشر بهدف وحيد، والأفضلية في هذه الحالة ستكون لوفاق سطيف بحصيلة (+9)، مقابل (+6) للشباب.
مصير «الباك» يتحدد في «نهائي» سطيف
على غرار السنافر، فإن حظوظ نادي بارادو في ضمان تذكرة كأس الكاف تبقى ضئيلة، مادام المصير لن يكون بأرجل لاعبيه، لأن نجاح اتحاد الجزائر في الفوز بأحد اللقاءين المتبقيين يكفي للقضاء نهائيا على آمال «الأكاديمية»، حتى في حال النجاح في حصد العلامة الكاملة فيما تبقى من المشوار، ولو أن المأمورية جد معقدة، لأن تشكيلة بارادو ستكون على موعد مع مباراة صعبة للغاية يوم غد بسطيف، في شكل «نهائي»، التعثر فيها سيكلف صاحبه الخروج رسميا من السباق المؤهل إلى المنافسة الإفريقية، مع سعي الوفاق لتوظيف أفضلية الأرض والجمهور لكسب الرهان، وتمديد «السوسبانس» بنفس المعطيات في مقابلتين متبقيتين أمام اتحاد الجزائر ونصر حسين داي، بينما سيواجه نادي بارادو في المحطة الختامية منافسا آخر معنيا بالمنافسة القارية وهو شبيبة القبائل، وبالتالي فإن رزنامة «الباك» ستكون بتوابل إفريقية في آخر منعرج.
«ترويكا» عاصمية في طريق «النسر الأسود» نحو الكاف
ولئن كانت حظوظ شباب قسنطينة ونادي بارادو ضئيلة جدا، فإن كل المعطيات الأولية تحصر التنافس على رابع التذاكر الإفريقية بين وفاق سطيف واتحاد الجزائر، مع تواجد «النسر الأسود» في أفضل رواق لكسب الرهان، شريطة النجاح في استغلال أفضلية الأرض والجمهور في مشواره المتبقي، باعتباره الفريق الوحيد الذي مازال مجبرا على خوض 3 مباريات، وموسمه سينتهي يوم 14 جوان الجاري.
وقد شاءت الصدف أن ينهي الوفاق موسمه بإجراء 3 لقاءات متتالية داخل الديار، أمام «ترويكا» عاصمية، والتمسك بحظوظه لعب كأس الكاف يمر عبر عدم التفريط في أي نقطة، قبل الخوض في سلسلة أخرى من الحسابات، لأن التعثر في أي لقاء سيجرد «السطايفية» من الحسم في أمر المشاركة القارية بأيديهم، ويجبرهم على انتظار نتيجة اتحاد الجزائر أمام شباب بلوزداد.
وتلقي حسابات «الديربي» العاصمي بين بلوزداد والاتحاد بظلالها على مصير وفاق سطيف في المنافسة الإفريقية، لأن الوفاق سيستقبل غدا نادي بارادو في التسوية، قبل استضافة «سوسطارة» في نهائي حاسم و»فاصل» في أمر المركز الرابع، وهي الرزنامة التي ستوضح الرؤية، بخصوص هوية الممثل الثاني للجزائر في كأس الكاف، قبل انتظار آخر لقاء في الموسم، والذي سيكون بسطيف، باستقبال نصر حسين داي.
حسابات المادة 80 تخدم الساورة قبل سطيف
يملك فريق شبيبة الساورة الأفضلية في حالات التساوي في الرصيد النقطي سواء مع شبيبة القبائل في الصف الثاني، أو مع وفاق سطيف واتحاد الجزائر، أو أحد الفريقين في المركز الثالث، الأمر الذي سمح لممثل الجنوب من حجز مقعده على متن القطار المؤدي إلى الكاف، في انتظار تحديد مستوى تواجده، إما في منافسة دوري الأبطال أو كأس الاتحاد الإفريقي.
وتستمد «نسور الجنوب» هذه الأفضلية من حسابات المادة 80 من القوانين العامة للفاف، لأن نتائجها مع المنافسين ترجح كفتها.
على صعيد آخر، فإن وضعية وفاق سطيف تحتم عليه الفوز بفارق لا يقل عن هدفين في مباراة الجولة الأخيرة أمام اتحاد الجزائر، لضمان الصف الرابع في سلم الترتيب، وهذا في حال تساوي الفريقين في الرصيد الاجمالي، لأن الأفضلية تبقى لأبناء «سوسطارة» إذا ما تم الاحتكام إلى فارق الأهداف المسجل في مرحلة الذهاب، ب (+16) لاتحاد الجزائر وشبيبة الساورة، مقابل (+9) لوفاق سطيف، ولو أن تواجد هذا الثلاثي جنبا إلى جنب عند نهاية البطولة كفيل بترجيح كفة «النسر الأسود» على حساب الفريق العاصمي، بمراعاة الأفضلية الكبيرة التي تحوزها تشكيلة الساورة، وعليه فإن المعادلة الثلاثية ستزيح اتحاد الجزائر من السباق، وتعفي الوفاق من شرط الفوز بفارق هدفين، بل تجعله مجبرا على حصد النقاط الثلاث فارق، ليكون الفصل برصيد كل طرف في حسابات البطولة المصغرة. ص / ف