القرية المتوسطية - مدينة مصغرة - بمعايير عالمية
تعتبر القرية المتوسطية التي شيدت خصيصا من أجل استقبال الوفود المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، أحد أكبر المكاسب لمدينة وهران بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة، ويمكن وصفها بـ"مدينة مصغرة" بمعايير عالمية، وهو ما وقفت عليه النصر خلال جولة تفقدية قامت بها عشية أمس.
تعتبر القرية المتوسطية التي شيدت خصيصا من أجل استقبال الوفود المشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، أحد أكبر المكاسب لمدينة وهران بصفة خاصة والجزائر بصفة عامة، ويمكن وصفها بـ"مدينة مصغرة" بمعايير عالمية، وهو ما وقفت عليه النصر خلال جولة تفقدية قامت بها عشية أمس.
وتقع القرية المتوسطية في منطقة «بلقايد»، وتبعد عن وسط مدينة وهران حوالي 15 كلم، حيث استغرقت رحلتنا على متن الحافلة حوالي نصف ساعة، والشيء الملاحظ هو الموقع الاستراتيجي للمنشأة والبعيد عن ضوضاء المدينة، وهو ما يعتبر عامل مهم بالنسبة لتشييد هذا النوع من المرافق، ما يضع الرياضيين في أماكن تسمح لهم بالتركيز على التحضيرات، خاصة مع وجود كل الضروريات، أين يمكن لأي رياضي «الاستغناء» عن مغادرة القرية، في ظل توفر كل المتطلبات.
طاقة استيعاب بـ4266 سريرا
قبل بداية جولتنا، بحثنا عن مدير القرية سعيد قرني جبير، الذي كان منشغلا بآخر الترتيبات الخاصة بحفل الافتتاح، وعدم قدرته على الإدلاء بتصريحات، مثل ما أكدته مساعدته، التي ردت علينا بالقول:"إنه مشغول للغاية، يمكنكم زيارته مرة أخرى"، وهو ما جعلنا نقوم بالاستفسار عن بعض المعلومات الخاصة بالقرية الأولمبية، التي بمجرد التجول فيها تقف على كبرها، إذ تشبه كثيرا المدن الصغيرة، كيف لا وهي التي تملك طاقة استيعابها 4266 سريرا، جاءت على نحو 9 أجنحة بها غرف مجهزة بأحدث الوسائل.
والملاحظ هو تقسيم الأجنحة على الوفود، حيث أن كل وفد تخصص له خلال مدة الإقامة عمارة خاصة به، خاصة وأن عدد الرياضيين لم يصل بعد إلى العدد الإجمالي (عتبة المشاركين)، على اعتبار أن هناك بعض الرياضات التي سيتأخر انطلاقها إلى الأيام المقبلة.
قاعات وملاعب التدريب متوفرة بكثرة
وتتوفر القرية المتوسطية على عدة قاعات خاصة بالتدريب إلى جانب ملاعب صغيرة الحجم وملعب كبير الحجم معشوشب اصطناعيا، حيث توجد على مقربة من كل جناح قاعة متعددة الرياضات، أين يتم ضبط برنامج التدريب، لتفادي الضغط على المنشأة، أين تقوم لجنة تسيير القرية بتعليق البرنامج على مستوى مداخل كل جناح.
والملاحظ من خلال الجولة التي قمنا بها هو التفاهم الموجود بين الرياضيين، بدليل أنهم يتدربون في بعض الأحيان جنبا إلى جنب داخل القاعة وسط أجواء حيوية.
أجهزة سحب آلي للنقود لراحة الزوار
فكر القائمون على تنظيم القرية المتوسطية في الرياضيين الأجانب، والعمل على وضعهم في أحسن الظروف، من خلال توفير أجهزة السحب الآلي للنقود، والتي تسهل من عملية تحويل النقود من العملة الصعبة إلى الدينار الجزائري، حتى يتسنى لهم القيام بالتبادلات التجارية داخل وخارج «المدينة المصغرة».
ويوجد جهاز سحب آلي داخل كل مطعم، خاصة وأن المنطقة مزودة بكاميرات مراقبة، لتسهيل عملية تأمين الوفود.
محلات تجارية وخدمة تنظيف الملابس متوفرة
واصلنا جولتنا التفقدية داخل القرية المتوسطية، أين لفت انتباهنا وجود عدة محلات تجارية كبيرة الحجم، تعرض المواد الغذائية للبيع، في خطوة لقيت استحسانا كبيرا لدى الرياضيين، كيف لا وهو ما يجنبهم عناء التنقل خارج القرية، حيث يمكنهم اقتناء بعض المواد الغذائية بكل أريحية.ولم تكن المحلات التجارية الوحيدة التي وضعت تحت تصرف الوفود المقيمة بالقرية المتوسطية، بل أيضا تم تجهيز محلات خاصة بتنظيف الملابس، بحيث يوجد محل بالقرب من كل جناح.
وفي السياق ذاته، فقد تم وضع خيمة تقليدية في مدخل القرية، وذلك للترويج للتراث الصحراوي، بحيث تكون هذه الخيمة وجهة وقبلة الوفود في أوقات الفراغ، ويلتقطون فيها صورا للذكرى، وسط أجواء أكثر من رائعة.
الاستعانة بمترجمين والعمال غالبيتهم شباب
حرصت لجنة تسيير القرية على توفير مترجمين لعدة لغات، من أجل تسهيل عملية التواصل مع مختلف الوفود، أين يوجد مترجمين تحت تصرف كل بعثة أجنبية، لكن الشيء الملاحظ هو تواجد المترجمين من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية بقوة.
والملاحظ من خلال حديثنا إلى عمال القرية المتوسطية، هو تواجد عنصر الشباب بقوة، ما يؤكد توجه الدولة الجزائرية نحو التشبيب ومحاولة استغلال الطاقات الشابة، وهو الرهان الذي يعول كل من تحدثنا إليهم على المساهمة في كسبه، من خلال تقديم صورة مشرفة عن بلد المليون ونصف المليون شهيد.
حضور مكثف لرجال الشرطة وأعوان الحماية المدنية
تعرف القرية المتوسطية دوريات مستمرة وحركية كبيرة من طرف رجال الشرطة، الذين يسهرون على تأمين كل الوفود، حيث توجد عدة مجموعات على متن السيارات الخاصة بهم وحتى الدرجات الهوائية متوفرة لتسهيل عملية تنقلهم، إلى جانب أعوان الحماية المدنية، وسيارات الإسعاف الموجودة على أتم الاستعداد تحسبا لأي طارئ.وعبر العديد ممن تحدثت إليهم النصر، عن رضاهم التام على ظروف الإقامة، إلى جانب شعورهم بأنهم في بلدهم، بالنظر إلى التسهيلات الكبيرة الموجودة، ما يجعل من دورة وهران مرشحة بقوة لأن تكون الأفضل على الإطلاق.
وفي السياق ذاته، فقد شاهدنا تواجد سيارات خاصة بهلال الأحمر الجزائري، إلى جانب إلى بعض لافتات الممولين، والذين تم التعاقد معهم من قبل على شكل «سبونسور».
5 مطاعم وعيادات متطورة
حرص القائمون على تشييد «القرية المتوسطية» على توفير كل المرافق، والبداية بوضع خمسة مطاعم تحت تصرف الرياضيين، مع التأكيد على عامل النظافة والمساحة الكبيرة، لتفادي أي نوع من الازدحام والضغط على مطعم معين، أين تم تقسيم المطاعم كل على حسب الجناح القريب منه.ويشرف على مراقبة الوجبات المقدمة طبيب مختص في التغذية إلى جانب مسؤول على التغذية ومراقب للأمن.
كما تضع القرية تحت تصرف كل الوفود عيادة خاصة، مع وجود طبيب في كل جناح، إلى جانب طبيب أسنان، وذلك لتفادي تنقل الرياضيين خارج المدينة، وهو ما أكده لنا عدة رياضيين تحدثنا إليهم.
* بن قرين مسؤول التغذية للنصر
نقدم وجبات متنوعة وإرضاء الوفود غايتنا
كان للنصر حديث مع مسؤول التغذية على مستوى المطعم رقم 9، بن قرين نور الدين، بخصوص نوعية الوجبات المقدمة للرياضيين، حيث قال:» نبحث عن إرضاء كل الوفود، ونحن سعداء بردة الفعل الإيجابية من طرف جل الرياضيين».
وأضاف:» نحرص على تنويع الوجبات وتقديم أطباق رياضية، وذلك بناء على المضمون المخصص على مدار الأيام، مع مراعاة الوجبات التي تساعد الرياضيين».
وختم:»نجاح الحدث الرياضي لا يقوم على نجاح الجانب الرياضي فقط، بل هو عمل مجموعة بأكملها».
ح.س
* الملاكم عبد العزيز يوسف(سوريا) للنصر
الجزائــــر ستبهــــر كل المتتبعـــــين
أكد الملاكم السوري عبد العزيز يوسف في تصريح للنصر، بأنه يتوقع نجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط «طبعة" وهران، بالنظر إلى توفر كل الظروف، وقال:
" الجزائر ستبهر كل المتتبعين، وأتوقع نجاح هذه الطبعة، بناء على ما وقفت عليه منذ وصولي إلى مدينة وهران، صراحة كل شيء على أحسن ما يرام".وأضاف:" لقد حظينا باستقبال مميز، وظروف الإقامة رائعة، إضافة إلى قاعات التدريب، وهو ما يجعلك كرياضي لا تفكر سوى في كيفية تقديم أفضل مستوياتك، ونحن كمنتخب سوري جئنا إلى الجزائر بنية حصد أكبر عدد ممكن من الميداليات".وختم محدثنا تصريحاته، بالقول:"المشاركة الجزائرية ستكون قوية، بحكم توفر عدة رياضيين من المستوى العالي، سيما في اختصاص الملاكمة".
* بهاء الدين عمر (مصر) للنصر
ظـروف الإقامة رائعة والشعب الجزائري طيـب
سار لاعب منتخب مصر لرياضة رمي القرص والسهم بهاء الدين عمر على نحو جل الرياضيين الذين تحدثنا إليهم، عندما أشاد بظروف الإقامة في القرية المتوسطية، وقال:" القرية المتوسطية رائعة وظروف الإقامة أكثر من جيدة، إضافة إلى نوعية الوجبات المقدمة والتي تعتبر في المستوى، دون أن أنسى الشعب الجزائري المضياف والطيب للغاية، بدليل أنهم استقبلونا أحسن استقبال، وأينما نتجول يرحبون بنا". وختم:" المنافسة ستكون قوية في وجود عدة رياضيين وأبطال معروفين، وسنعمل على تشريف مصر، من خلال حصد أكبر عدد ممكن من الميداليات".
حمزة.س