تُلقي مخلفات محطة التدشين بظلالها على الشطر الثاني من الجولة الثانية، لبطولة الرابطة المحترفة، خاصة وأن أغلب الأندية المعنية بمباريات اليوم ستسعى لتدارك ما ضاع منها عند رفع الستار، بدليل أن خمسة منها تعمل على تذوق نشوة الانتصار، وتفادي الانطلاقة المتعثرة، مادامت الرابطة قد اعتمدت هذا الموسم نمطا مغايرا لذلك الذي كان معمولا به في المواسم الخمسة الماضية، وذلك بضمان لعب كل الفرق مرة في عقر الديار في جولتي رفع الستار، الأمر الذي يعطي التوازن للمنافسة، بوضع جميع الأندية على نفس القدم من المساواة.
افتتاح اللقاءات المبرمجة لهذا السبت، سيكون من ملعب المظاهرات بشلغوم العيد، أين سيستقبل الهلال جمعية الشلف، في مقابلة غير متكافئة على الورق، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي يمر بها أهل الدار، على اعتبار أن تشكيلة المدرب روابح لم تقم بأي تحضير، ودخولها المباشر أجواء المنافسة الرسمية قد يصعب من مأمورية تدارك انعدام التحضيرات، في الوقت الذي كان فيه “الشلفاوة” قد استهلوا المشوار بانتصار معنوي على حساب شبيبة القبائل، يجعل المدرب بوغرارة وأشباله يراهنون كثيرا على هذه السفرية للاستثمار في أزمة أبناء “الشاطو”، بحثا عن نتيجة إيجابية، بينما تبقى ورقة الأرض والجمهور سلاح الهلال في رحلة السعي لتحصيل أول نقطة هذا الموسم.
على صعيد آخر، سيكون شعار “السعي للتدارك” القاسم المشترك بين مولودية الجزائر واتحاد بسكرة في المباراة التي ستجمعهما بملعب الرويبة، لأن “الشناوة” كانوا قد افتتحوا الموسم بهزيمة في بشار، زادت من درجة الضغط المفروض على اللاعبين، لأن الانطلاقة المتعثرة لم ترق إلى مستوى تطلعات الأنصار، بالنظر إلى الاستقدامات وكذا التحضيرات التي أجرتها التشكيلة، في حين كان “البساكرة” قد استهلوا المشوار بتعادل في عقر الديار، يضعهم أمام حتمية السعي لتفادي الهزيمة، سيما بعد الحسم في إشكالية تأهيل المستقدمين الجدد، فضلا عن كون “خضراء الزيبان” اعتادت على تحقيق نتائج إيجابية أمام مستضيفها لهذه الأمسية، وتكرار “سيناريو” الموسم الماضي يبقى هدف الاتحاد في أول رحلاته إلى العاصمة هذا الموسم.
من جهته، يراهن وفاق سطيف على أفضلية العوامل الكلاسيكية لتذوق طعم الانتصار لأول مرة خلال الموسم الجديد، وذلك تزامنا مع ظهوره الأول داخل الديار، بعدما كان قد افتتح العداد بنقطة في بسكرة، وتأكيد الدخول الموفق يمر عبر النجاح في تجاوز عقبة الضيف أمل الأربعاء، رغم أن تشكيلة “الفايكينغ” كانت قد كسبت شحنة معنوية كبيرة نظير الفوز العريض الذي أحرزته في محطة التدشين على حساب مولودية وهران، ولو أن كل المعطيات الأولية ترجح كفة “النسر الأسود” لكسب الرهان في هذه المواجهة، بالنظر إلى وضعية الزوار، والظروف التي عايشوها قبل انطلاق المنافسة.
إلى ذلك، سيكون الموعد تاريخيا سهرة اليوم بولاية البيض، في أول مباراة للمولودية المحلية داخل الديار في حضيرة “الكبار”، وهي المواجهة التي ستجرى تحت الأضواء الكاشفة، لأول مرة بملعب مجدوب، ولو أن مهمة الفريق صعبة للغاية، في “ديربي” يجمعه بشبيبة الساورة، وعامل الخبرة والتجربة قد يلعب دورا كبيرا، لأن أهل الدار مازالوا بحاجة إلى مرحلة ترويض للتأقلم مع أجواء المنافسة، بعدما كانوا قد افتتحوا الموسم بهزيمة أمام اتحاد الجزائر، مع تقديم مردود مقنع، إلا أن رحلة البحث عن أول الأهداف وأولى النقاط وحتى أول انتصار كفيلة بالرفع من درجة الضغط النفسي المفروض على المجموعة، وهي معطيات تبقي “السوسبانس” قائما، وباب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن “نسور الجنوب” تراهن بالمقابل على الخبرة للتمرد على المنطق، وتحقيق نتيجة إيجابية تسمح لها بتأكيد انطلاقتها الموفقة، خاصة وأن الشبيبة كانت قد حققت الأهم في جولة رفع الستار.
ص / فرطــاس