كشف تعامل المواطن العربي في قطر بعد أسبوع عن انطلاق النسخة 22 من نهائيات كاس العالم، أن القضية الفلسطينية لا تزال في وجدان الشباب العرب، على اختلاف جنسياتهم أو حتى علاقة البلد الحاملين لجنسيته مع دولة الكيان الصهيوني.
وتم اعتماد عدد من الصحفيين العاملين في قنوات تتبع «الكيان الغاصب»، حيث تنقل غالبيتهم إلى الدوحة، ليس بغرض نقل مجريات البطولة، وإنما في «مهام» سياسية، كلفوا من خلالها باقتناص صور ومشاهد تساعد حكومة «نتنياهو» على الترويج لنجاحات وهمية متعلقة بملف التطبيع الذي سقطت في مخالبه بعض الحكومات، على غرار نظام المخزن الذي ورط شعبه في فضيحة بعد الاتفاق المبرم مع مغتصبي الأراضي الفلسطينية العربية.
وصدمت مشاهد تعامل الشباب العربي مع مراسلي القنوات الصهيونية، ساسة الكيان الغاصب، خاصة أنه جرى التعامل معهم كالمصاب بالجرب أو من هو مصاب بالطاعون أو جائحة « كورونا» يجب التطهر منه بعد لمسه وعدم الاقتراب منه.
وكان هذا المشهد طاغ في الشوارع وفي الأزقة وفي المطاعم وفي وسائل النقل وفي اللقاءات الإعلامية، حتى أن كل من يعرف بأن من يقابله أو ينقله في سيارته أو يتواجد في مطعمه مواطن أو مراسل من دولة الكيان، يبادر للتبرؤ والتطهر منه، وفي هذا الخصوص كانت صور قطع شباب ومناصرين للقاءات إعلامية في الملاعب أو مناطق المشجعين، بمجرد التيقن من أن من يجري لقاء إعلاميا يعمل لقناة البلد المحتل لفلسطين، جد مميزة كاشفة حجم الرفض العربي للتطبيع الذي رغم انغماس بعض الساسة والبلدان في براثنه، حيث يبقى «الهم» الفلسطيني قضية تتبناها كل الشعوب العربية الرافضة لوجود هذا «السرطان» في المنطقة.
ولم يقتصر رفض التعامل مع مراسلي قنوات «الاحتلال» على شباب البلدان العربية على غرار القادمين من الجزائر أو العرق أو سوريا، بل كان أيضا من سياح قدموا من دول أمريكا اللاتينية، في حين كان أبرز مشهد هو ذلك السائق الذي أنزل الركاب الذين معه لمجرد معرفته بأنهم من دولة الكيان، ولم يتقاض أجرة منهم، شأنه شأن صاحب مطعم طرد زبائن وأخذ هاتف أحدهم ومسح كل الصور عليه، «تطهرا» من أي تهمة بالتطبيع في المستقبل.
ق - ر