لا تزال المنتخبات الإفريقية تبحث عن إنجازات فريدة من نوعها خلال نهائيات كأس العالم، على غرار تأهل أكثر من منتخبين للدور الثاني، وهو الإنجاز الذي لم يسبق أن تحقق على مدار 21 نسخة ماضية، وإن كانت الدورة الحالية المقامة بقطر، قد تعرف حدثا استثنائيا، يتمثل في تجاوز ثلاث منتخبات أو أكثر من القارة السمراء لدور المجموعات، خاصة وأن منتخبي غانا والمغرب يمتلكان حظوظا كبيرة، من أجل مرافقة المنتخب السنغالي، المتأهل عن جدارة واستحقاق ضمن مجموعته الأولى التي ضمت هولندا والإكوادور وقطر، دون نسيان إمكانية تأهل المنتخب الكاميروني الذي أحيا آماله، بعد التعادل المحقق أمام صربيا، وإن كانت مأمورية الأسود، تبدو مستحيلة لتخطي عقبة البرازيل في الجولة الختامية.
وشاركت عديد المنتخبات الإفريقية في نهائيات كأس العالم على مدار تاريخ البطولة منذ انطلاقها عام 1930 في الأوروغواي، حتى نسختها 22 في قطر (أول مشاركة افريقية كانت في عام 1934 ممثلة بمنتخب مصر)، ونجحت إفريقيا في ترك بصمتها في كؤوس العالم، بعدما وصلت إلى 5 مقاعد حتى الآن في المونديال كحصة ثابتة، وهو تقريبا نفس عدد مقاعد أمريكا الجنوبية، القارة المتوجة 9 مرات بنهائيات كأس العالم( 5 كؤوس من نصيب منتخب البرازيل).
وكما هو معلوم، شارك 13 منتخبا إفريقيا في نهائيات كأس العالم عبر التاريخ، حيث كان الإنجاز الأكبر والأبرز لمنتخبات الكاميرون والسنغال وغانا، وهذا بعد التأهل للدور ربع النهائي أعوام 1990 و2002 و2010 على الترتيب.
وطيلة المشاركات السابقة للمنتخبات الإفريقية لم تشهد أي نسخة من نهائيات كأس العالم، تأهل أكثر من منتخب إفريقي للدور الثاني، باستثناء مونديال 2014 الذي عرف تخطي المنتخبين الجزائري والنيجيري لدور المجموعات، وبالتالي قد يكون مونديال قطر مميزا بالنسبة لمنتخبات القارة السمراء، خاصة وأن هناك حظوظ وافرة لعبور ثلاث منتخبات أو أكثر، في ظل التأهل الرسمي لأسود التيرانغا، في انتظار التحاق غانا التي تمتلك في رصيدها ثلاث نقاط، عقب تخطيها عقبة كوريا الجنوبية، وسيكون التعادل كافيا بالنسبة ل "البلاك ستارز" أمام الأورغواي لمرافقة السنغال، دون نسيان المنتخب المغربي المتواجد في أفضل رواق لتحقيق التأهل، في ظل امتلاكه لأربع نقاط، كما أن الخسارة قد تكفيه في حال فوز منتخب كرواتيا على حساب المنتخب البلجيكي في اللقاء الآخر.
كما يوجد احتمال ولو ضئيل لتأهل المنتخب الكاميروني، المطالب بالفوز على البرازيل، وانتظار هدية من اللقاء الأخير الذي سيجمع بين صربيا وسويسرا.
ويأمل محبو الكرة الإفريقية في تحقيق إنجاز أفضل من ذلك المسجل في مونديال البرازيل، من خلال تأهل ثلاث منتخبات من القارة السمراء للدور السادس عشر، في سابقة هي الأولى من نوعها بالنسبة لمنتخبات إفريقيا في كأس العالم.
وكانت المعطيات السابقة بالنسبة للمشاركات الإفريقية، تحول دون تأهل أكثر من منتخبين إفريقيين للدور الثاني، على اعتبار أن المقاعد الخاصة بالقارة السمراء كانت محدودة، حيث كان التمثيل الإفريقي لا يتعدى المنتخبين إلى غاية نسخة 1994 التي شهدت رفع حصة المنتخبات الإفريقية إلى ثلاث، وهذا بفضل إنجاز المنتخب الكاميروني في دورة 1990، بعد وصوله إلى الدور ربع النهائي.
وانتظرت القارة السمراء إلى غاية نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا لكي تشارك بخمسة منتخبات (المغرب وتونس وجنوب إفريقيا والكاميرون ونيجيريا)، وإن كان ذلك غير كافي خلال النسخ التي تلت من أجل رؤية أكثر من منتخب إفريقي في الدور الثاني، إذ انتظر عشاق الكرة السمراء 16 سنة كاملة لمشاهدة منتخبين إفريقيين يتجاوزان دور المجموعات ( الجزائر ونيجيريا في مونديال 2014).
وعرف مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان تخطي المنتخب السنغالي بقيادة المرحوم برونو ميتسو لدور المجموعات، وواصل "أسود التيرانغا" المغامرة للدور ربع النهائي، بينما كان منتخب غانا الممثل الوحيد للأفارقة في الدور السادس عشر في مونديال ألمانيا 2006، ومونديال 2010 بجنوب إفريقيا الذي شهد إنجازا غير مسبوق للكرة الغانية التي كانت قاب قوسين للوصول للمربع الذهبي، لولا يد سواريز التي حرمتهم من هدف محقق في الأوقات الإضافية.
بالمقابل، قدم المنتخب الوطني أداء لافتا في كأس العالم 2014، حيث كان الممثل الثاني للكرة الإفريقية في الدور 16 رفقة منتخب نيجيريا، وهي المرة الأولى والأخيرة، التي ينجح فيها منتخبان إفريقيان في تخطي دور المجموعات.
وحقق الخضر في مونديال البرازيل نتيجة عريضة في الجولة الثانية من دور المجموعات على المنتخب الكوري الجنوبي بالفوز 4-2، ليصبح أول منتخب إفريقي، يستطيع إحراز ما يزيد على ثلاثة أهداف في مباراة واحدة بكأس العالم.
وإلى جانب المنتخب الجزائري وانجازاته سواء في موندياليي اسبانيا عام 1982 (أول منتخب إفريقي يحرز انتصارين في دورة واحدة) أو في نسخة عام 2014، ، فقد تصدرت نيجيريا في مناسبتين مجموعتها في مونديالي 94 و98.
وجدير ذكره أنه في كأس العالم 2018، كانت المنتخبات الإفريقية الخمسة بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب، فقد تم إقصاء جميع منتخبات القارة من دور المجموعات، بما في ذلك مصر والسنغال، أبطال المباراة النهائية ل"كان" الكاميرون 2021.
سمير. ك