تعيش الكرة الباتنية مرحلة أقل ما يقال عنها بأنها الأصعب في مسارها سيما من الناحية التسييرية، بفعل تواجد قطبيها المولودية والكاب دون رئيس فعلي، حيث تقودهما لجنتين مؤقتتين، وبأهداف متباينة رغم الإمكانيات المسخرة، والآمال المعلقة على هذا الموسم، للخروج من دائرة الظل.
ويجمع المتتبعون للشأن الكروي الأوراسي، على أن استرجاع المجد الضائع لكرة القدم الباتنية، يمر حتما عبر جمع الشمل ومراجعة العديد من الجوانب والابتعاد عن الصراعات، ناهيك عن الاستقرار في التسيير الذي كان يتميز به الفريقان في سالف الأعوام، إلى درجة أنهما كانا نموذجا ومرجعا لبقية الفرق، بالنظر لخبرة وحنكة مسؤوليهما.
فالشباب، ومنذ بداية الموسم الحالي ظل يعيش على وقع الخلافات بين الإدارة ومحيطه العام، إلى أن تفجر الوضع، ليتم سحب الثقة من الرئيس فرحات زغينة قبل نهاية مرحلة الذهاب من بطولة الرابطة الثانية بجولة واحدة، وتلجأ الجهة الوصية إلى تشكيل «ديركتوار» بقيادة الرئيس السابق عمار وناس، وهو الأمر الذي فرض نفسه في نظر الأنصار والمشجعين، ولو أنه سيقلل من صلاحيات اللجنة، ويؤثر على أهداف الفريق الذي سيواصل مرحلة الإياب بشعار المشاركة لا غير، ودون أي طموح.
وبخصوص المولودية، فإن الأمر يختلف بعض الشيء، حيث انطلق الفريق في بطولة ما بين الجهات، بلجنة تسيير مؤقتة يرأسها عز الدين بن سبع، وذلك، بفعل عجز الجهات المعنية عن إقامة جمعية عامة انتخابية لاختيار رئيس شرعي، نظرا لغياب مترشحين وعزوف الكفاءات المحلية عن حمل المشعل.
ومع ذلك، نجح الديركتوار في قيادة الفريق نحو الواجهة، كونه يحتل صدارة مجموعة الشرق وبفارق مريح عن الوصافة، وسط جملة من المشاكل خاصة المتعلقة بالجانب المالي، ورغم ذلك، فإن طموحات البوبية كبرت إلى درجة أن لجنة التسيير، أصرت على حمل مشعل التحدي، وتخطي إشكالية غياب الشرعية، من خلال تحقيق الصعود الذي يعد أولى الخطوات على درب استعادة هيبة الكحلة والبيضاء.
إجمالا، يمكن القول، بأن قطبي الكرة الباتنية يتقاسمان هذا الموسم نفس الهموم من الناحية التسييرية، لافتقادهما طاقم مسير يملك الشرعية القانونية، ما يستوجب في نظر أنصار الفريقين، التفكير من الآن في تدارك الأمر الموسم القادم.
م ـ مداني
