تلقي حسابات تفادي السقوط بظلالها على معطيات الجولة 23 لبطولة ما بين الجهات في مجموعة الشرق، لأن كوكبة المهددين بالتدحرج إلى الجهوي تتواجد في مأموريات متباينة، الأمر الذي يوحي بإمكانية حدوث تغيير على مستوى القاعدة الخلفية، في حين تبقى مولودية باتنة بمنأى عن أي مضايقة، مادامت الوضعية الراهنة تبقي الفوز في اللقاءات داخل الديار كافيا لترسيم العودة إلى الرابطة الثانية.
معطيات هذه المحطة، تنطلق من ملعب زيغود يوسف، أين سيستفيد «الوازي» من عاملي الأرض والجمهور، عندما يستضيف شباب عين ياقوت، في مقابلة أحادية الأهمية، لأن أهل الدار لا يملكون أي خيار سوى انتزاع النقاط، للتمسك بحظوظهم في «النجاة»، والفرصة مواتية لتحقيق المبتغى، سيما وأن تشكيلة «الياقوت» ضمنت البقاء، وحصادها خارج القواعد تراجع بشكل لافت للانتباه منذ نهاية النصف الأول من المشوار، الأمر الذي من شأنه أن يفسح المجال أمام الوداد لتحقيق انتصار سيكون بمثابة جرعة أوكسجين في هذا المنعرج الحاسم من السباق.
على النقيض من «الوازي»، فإن الضلعين الآخرين من مثلث المؤخرة سيجبران على الدفاع عن الحظوظ خارج القواعد، لأن شباب عين فكرون سيحط الرحال ببئر العاتر لملاقاة «الفرفوس»، في مباراة يبقى من الصعب على «السلاحف» الخروج منها بكامل الزاد، لأن أصحاب الضيافة مطالبون بتدعيم الرصيد، حتى يتسنى لهم الابتعاد أكثر عن المنطقة الحمراء، في حين يبقى الزوار بصدد البحث عن نتيجة إيجابية تشفع لهم بالتمسك بأمل البقاء، ولو أن حصادهم في التنقلات يبقى متواضعا.
وعلى نفس الموجة، يتواجد شباب قايس، الذي سيكون أمام اختبار عسير بقسنطينة، لأن مواجهة اتحاد الفوبور تبقى بحسابات أولية تصب كلها في رصيد أهل الدار، بالنظر إلى «الفورمة» العالية التي يتواجد فيها الاتحاد، الذي لم ينهزم في آخر 10 جولات، والمرشح لتعزيز مركزه في الوصافة، رغم أن الضيوف أصبحوا ملزمين بتفادي الهزيمة في أغلب اللقاءات المتبقية، لأن الخروج إلى بر الأمان يمر عبر تحسين الحصاد في باقي المشوار.
من جهة أخرى، فإن شبح السقوط مازال يتربص ببعض الفرق، خاصة ترجي قالمة، الذي يتواجد على بعد خطوة واحدة من عتبة السقوط، واستقباله لشباب ميلة يعد بمثابة فرصة الحظ الأخير، لأن أي تعثر كفيل بتعقيد وضعية «السرب الأسود» ضمن كوكبة المهددين، ولو أن «السيبيام» تبقى معنية بالحسابات، مع تواجد الفريقين في نفس الوضعية، بالعيش على وقع أزمة داخلية.
باقي المباريات تبقى دون حسابات، مع تنقل الرائد مولودية باتنة إلى هنشير تومغني لملاقاة جمعية عين كرشة، في «ديربي» يسعى من خلاله كل طرف لتأكيد النتائج الإيجابية المسجلة، لأن «البوبية» تحتكر الصدارة بهامش مناورة مريح، مع الشروع في التفكير في الموسم القادم، بعد ترسيم الصعود، بينما تبقى «لاجيباك» الفريق الوحيد الذي «فرمل» المولودية في معقلها، وتأكيد التفوق على الرائد يمر عبر هزمه، في ثاني سفرية على التوالي إلى إقليم الولاية الرابعة.
ص / فرطــاس