كشف رئيس الجمهورية عن عزم الدولة مواصلة سياستها في مجال بناء السكن بمختلف صيغه وأصنافه، شريطة أن تكون لديها أموال لتغطية الورشات واسترجاعها من عند المواطن، وقال بهذا الخصوص إن بناء السكن لا يمكن أن يتوقف «لعدة أسباب أولها بسيكولوجي، فالجزائري لما يكون مستأجرا للسكن يعتبر نفسه في العراء وهو يريد تملك سكنه، وحتى بالنسبة لتمليك السكن لما قررت الدولة بيع السكنات الاجتماعية لم يرغب أحد في الشراء لأن الكراء رمزي و لا يتعدى في أقصى الحالات 2500 دينار.
واعتبر المتحدث أن السكن في بلادنا « فلسفة مجتمعية» لأنه يعمل على خلق عدالة بين الجزائريين، قائلا إنه من غير الممكن ترك جزائريين في بيوت قصديرية في وقت يتمكن آخرون من بناء مساكنهم، والنتيجة في الأخير ستؤدي إلى الاصطدام.
وهنا أبرز رئيس الجمهورية الدور الكبير الذي لعبه السكن في حل مشاكل مجتمعية وتوفير الفرصة للعائلات في عيش كريم، وقدم مثالا على ترحيل 52 ألف عائلة في الجزائر العاصمة وحدها سنة 2017 من بيوت وأحياء قصديرية إلى عمارات جديدة لائقة تتوفر على كل ضروريات الحياة، وما لذلك من تأثير على حياة أبنائها في مجالات الدراسة وغيرها.
كما أشار إلى التأثيرات الأخرى للسكن على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للفرد والمجتمع بصفة عامة وفي تنمية الروح الوطنية لدى الفرد الجزائري و«تجعل من البلاد قلعة لا يستطيع أحد الاقتراب منها، وهو ما يبين أن الجزائر اليوم دخلت مرحلة جديدة».
كم اعتبر أن السكن يعد مساهمة حضارية في بناء الجزائر وخلق طبقة وسطى، وبهذا الشأن أكد أن شغله الشاغل منذ مدة طويلة هو الدفاع عن الطبقة الوسطى لأنه لما فقدت البلاد الطبقة الوسطى فقدت توازنها وضربها الإرهاب والأزمة الاقتصادية.«بعض الأطراف كانت تنتظر انفجار البلاد بسبب السكن»
وعليه أكد الرئيس مواصلة بناء السكنات من صيغة البيع بالإيجار «عدل» وقال «لا يوجد حل آخر من غير البيع بالإيجار» الذي حل مشاكل العديد من شرائح المجتمع، معتبرا قضية السكن من الأولويات.لم يغفل رئيس الجمهورية في حديثه، الدور الكبير الذي لعبه السكن الريفي الذي ساهم في إعادة تعمير الأرياف بعد مرحلة الإرهاب، ووصف السكن الريفي بـ« الثورة الصامتة في تاريخ الجزائر»، ومن هذا المنطلق خلص الرئيس إلى أن سياسة السكن المتبعة خالفت تنبؤات بعض الأطراف التي كانت تنتظر انفجار البلاد بسبب مشكل السكن، لأن الجزائر تأخذ كل المشاكل بعين الاعتبار وتحلها بالإمكانات المتوفرة، داعيا كل المواطنين إلى النظر إلى الجزائر كأم حنون ولا يشاركون في الحملات التي تشن ضد الجزائر.
كما أشار الرئيس إلى أن الوضع المالي مريح اليوم وأن سكن اليوم ليس مثل سكن 2013 حيث كانت تستورد كل المواد البناء، لكن اليوم كل هذه المواد تنتج محليا، وبالتالي فإن تكلفة السكن اليوم تقاس بالدينار وليس بالعملة الصعبة، حيث أصبح اليوم السكن جزائريا، داعيا المواطنين إلى تقبل عدم وجود أراضي في المدن الكبرى، وطالب القائمين على السكن باحترام خصوصيات كل منطقة. إلياس/ب