قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مساء أمس، تعليق كل النشاطات الكروية المبرمجة عبر التراب الوطني إلى إشعار لاحق، وذلك تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وما خلفه العدوان الإسرائيلي الغاشم من ضحايا، خاصة في غزة، لأن الجزائر يبقى موقفها ثابت وصريح، وذلك بدعهما اللامشروط والدائم للقضية الفلسطينية، مما استوجب إلغاء كل المنافسات الرياضية، في فترة يتعرض فيها الأشقاء في فلسطين، لاعتداءات همجية من المستعمر الإسرائيلي، خلفت مئات الضحايا.
قرار الفاف بتجميد كل المنافسات، جاء مواكبة لحملات الدعم والمساندة التي تطلقها الجزائر، حكومة وشعبا، لفلسطين، والتنديد بالمجازر التي يقترفها العدو الإسرائيلي بكل وحشية في حق الأبرياء، لأن الأسرة الكروية الجزائرية تنحدر من بلد كان قد أعرب عن وقوفه الدائم إلى جانب الفلسطينيين، وقد تجلى ذلك في العديد من المناسبات، آخرها دخول عناصر المنتخب الوطني ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة وعلى أكتافهم الوشاح الفلسطيني، تعبيرا منهم عن موقفهم من رفضهم للعدوان التي تشنه قوات العدو الصهيوني بأبشع صور الوحشية في قطاع غزة، كما أن الجزائر كانت قد استضافت المنتخب الفلسطيني في مقابلة ودية، فضلا عن إعلان الحكومة الجزائرية، ومن خلالها الفاف عن الترحيب بمنتخب فلسطين لإجراء كل لقاءاته التي تندرج في إطار تصفيات كأس آسيا وكذا مونديال 2024 بالجزائر، رغم أن الأمر يتعلق بالقارة الأسيوية، لكن موقف الدولة الجزائرية، يؤكد تمسكها بدعم القضية الفلسطينية الدائم.
من هذا المنطلق، وفي ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتزامنا مع المسيرات التي ستنظم اليوم بكل ولايات الوطن، للتعبير عن التضامن الكبير للجزائريين مع أشقائهم الفلسطينيين فإن الفاف ارتأت إلغاء كل المنافسات التي كانت مبرمجة في نهاية هذا الأسبوع، لأن بشاعة الجرائم المرتكبة تفقد المباريات «نكهتها» وطابعها، على اعتبار أن التواجد في الملعب لإجراء لقاء كروي، يقابله بالموازاة مع ذلك مجازر ترتكب بكل وحشية في فلسطين، رغم صور الدعم والمساندة التي ما فتئ يصنعها المناصرون واللاعبون الجزائريون في مختلف الملاعب، لكن ذلك لا يكفي للتخفيف من آلام الأشقاء في غزة.
على هذا الأساس، فإن الاتحادية قررت إلغاء مباريات الجولة الخامسة لبطولة الرابطة المحترفة، كما امتد قرار تعليق المنافسات ليمس مباراة تسوية رزنامة الوطني الثاني، بعدما كانت الرابطة المعنية قد أجلت الجولة الرابعة عشية أول أمس، في حين كان مفعول تأجيل كل المنافسات إلى إشعار آخر بآثار على الرابطات الجهوية، وذلك بتعليق مباريات كأس الجزائر، وتأخيرها إلى موعد لاحق، لأن الفاف لم تحدد موعد استئناف المنافسات، مادام كل شيء يبقى مقترنا بحجم الجرائم التي يقترفها العدو الصهيوني في حق الفلسطينيين، لأن بشاعة المشاهد والصور تحول دون توجه الجزائريين إلى الملاعب وأشقاؤهم في غزة وباقي مدن القطاع يتعرضون للقتل بوحشية.
للإشارة، فإن الدولة الجزائرية كانت دوما سباقة لمثل هذه المبادرات التضامنية، والتي تشمل أيضا تعليق وتجميد المنافسات الرياضية، لأن هذا الإجراء يساير موقف الحكومة الثابت في نضالها الدائم لنبذ العنف، والسعي للعيش في سلام وأمان بين الشعوب.
ص / فرطـاس
