اليوم الثاني من الدور ثمن النهائي
تتواصل اليوم، فعاليات الدور ثمن النهائي للنسخة 59 من منافسة كأس الجزائر بإجراء 4 لقاءات، وهذا بعد التعديل الذي أقرته اللجنة الفيدرالية المختصة، القاضي بتأخير موقعة بسكرة من الجمعة إلى السبت، فضلا عن تحويل مباراة شبيبة عزازقة ووداد تلمسان من ملعب تيرساتين بعزازقة إلى مركب 1 نوفمبر بتيزي وزو، إثر تلقي الضوء الأخضر من السلطات الولائية باللعب في السهرة تحت الأضواء الكاشفة، وعليه فإن برنامج اليوم الثاني سيكون موزعا على شطرين، الأول بمقابلتين بعد الزوال، والثاني بلقاءين في السهرة، مع بقاء التأشيرة الثامنة المؤدية إلى ربع النهائي معلقة إلى غاية 12 أفريل القادم، موعد إجراء لقاء اتحاد الجزائر وضيفة رائد بوقاعة، والذي تم تأجيله بسبب انشغال أبناء "سوسطارة" بالمنافسة القارية.
طبق اليوم، سيعرف خروج زبونين على الأقل من الرابطة المحترفة من السباق، لأن البرنامج يخص 5 فرق من "الكبار" و3 أندية من قسم ما بين الجهات، في غياب أي تمثيل للرابطة الثانية، ولو أن الأنظار ستكون مشدودة في المساء صوب ملعب حمام عمار بخنشلة، أين سينزل متصدر ترتيب الرابطة المحترفة فريق مولودية الجزائر في ضيافة "سيسكاوة"، في لقاء يكتسي الطابع "الثأري" للطرفين، مباراة مقابلة الذهاب لبطولة هذا الموسم كانت قد انتهت بفوز المولودية بثلاثية نظيفة، والمواجهات الثلاثة السابقة بين الفريقين في إطار بطولة الرابطة المحترفة كانت قد خضعت لمنطق الأرض والجمهور، بعدم تنازل أي فريق عن نقاط ملعبه، لكن اتحاد خنشلة سبق له التأهل على حساب "الشناوة" في منافسة الكأس، بملعب حمام عمار، وكان ذلك في مارس 1998، بفضل ركلات الترجيح، بعد انتهاء المقابلة بالتعادل دون أهداف، رغم أن "الخناشلة" كانوا في تلك الفترة ينشطون في الجهوي الأول، بصرف النظر عن الظروف الاستثنائية التي تأتي فيها هذه المواجهة، سيما وأن الرئيس بوكرومة لوّح بالاستقالة، والتأهل إلى ربع النهائي كفيل باحتواء الأزمة الداخلية وترتيب البيت مجددا،لأن منافسة الكأس تبقى هدف "سيسكاوة" لإنقاذ موسمهم، بالسعي لتحقيق أفضل انجاز لهم، مادامت أغلى ذكرى لهم مع "السيدة المدللة" تعود إلى سنة 1971، لما نشطوا نصف النهائي، والحظ كان إلى جانبهم في عملية القرعة، لأنهم سيستفيدون من فرصة اللعب داخل الديار للمرة الثالثة تواليا، وهذا على النقيض من المولودية العاصمية التي ستقوم بثالث سفرية في هذه النسخة من منافسة الكأس، وستنزل بخنشلة في ثوب زبون ثقيل، بالنظر إلى عزفها المنفرد على أوتار الصدارة في البطولة، ومدها خطوة عملاقة نحو حسم أمر اللقب، فضلا عن كون المولودية لها سجل ثري في الكأس، لأنها من بين الرباعي الأكثر تتويجا، بثمانية ألقاب، حصدتها في 9 نهائيات نشطتها، وآخرها كان قبل 7 سنوات، لتكون هذه المعطيات كافية للتأكيد على أن موقعة خنشلة جديرة بالمتابعة، لأن الإثارة الميدانية ستبلغ الذروة، وأجواء "أوركيسترا المدرجات" ستصنع الفرجة.
قمة أخرى مستنسخة من برنامج الجولة 25 من رزنامة الرابطة المحترفة، تلك التي سيحتضن أطوارها مركب العالية ببسكرة، والتي تم تأخيرها بـ 24 ساعة عن الموعد الذي كان محددا آنفا، تلبية لطلب الفريقين، ونتيجتها ستنهي مشوار فريق من الرابطة المحترفة مع "الكأس" في هذه الطبعة، ولو أن المعطيات الأولية تمنح "خضراء الزيبان" أفضلية نسبية لكسب الرهان، مادام انشغال "الحمراوة" منصّب أكثر على البطولة، سعيا لتفادي شبح السقوط، رغم أن التباين الصارخ في تاريخ الفريقين في منافسة كأس الجزائر، على اعتبار أن "البساكرة" مازالوا لم يبلغوا بعد "البوديوم"، بينما يبقى أبناء "الباهية" يحتفظون بذكريات الماضي، التي عانقوا فيها "السيدة المدللة" في 4 مناسبات، من خلال 6 نهائيات نشطوها، آخرها كان في سنة 2002.
على صعيد آخر، فإن نجم بن عكنون سيكون خامس فريق من الرابطة المحترفة معني بدخول غمار المنافسة زوال اليوم، وذلك باستقبال شبيبة جيجل، في مقابلة غير متكافئة على الورق، ومع ذلك فإن عنصر المفاجأة يبقى واردا، وباب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه، لأن "النمرة" بقاعدتها الجماهيرية الكبيرة تبحث عن التأهل في العاصمة لثاني مرة على التوالي، بعدما كانت قد كسبت الرهان في الدور 16 أمام أمل حيدرة، وتواجدها في ثمن النهائي كان بتجاوز عقبة فريقين من الجهوي الأول، ومحطة اليوم ستكون أصعب، كون فريق بن عكنون يبحث بدوره عن انجاز تاريخي، موازاة مع مسعاه الأساسي المتمثل في المحافظة على مكانته في قسم "النخبة" لموسم آخر.
بالموازاة مع ذلك، فإن فريقا من قسم ما بين الجهات سيضمن بصورة آلية التأهل إلى ربع النهائي، مادامت عملية القرعة قد أسفرت عن مواجهة طرفاها من الدرجة الثالثة، ويسعى من خلالها "الصغير" شبيبة عزازقة إلى مواصلة فتوحاته، وكتابة صفحة تاريخية في مشواره، والمهمة ليست سهلة، في مواجهته لثالث مرة ضيف من نفس القسم، لكن وداد تلمسان له سجل ثري في المنافسة، لأن "الزيانيين" استغلوا منافسة الكأس لنفض الغبار عن أمجادهم في أعماق تاريخ الكرة الجزائرية، بحكم أن "الوات" يبقى من بين 17 فريقا سبق لهم التتويج بالكأس في تاريخ المنافسة، وقد أحرز اللقب مرتين، في 5 نهائيات نشطها، واستعادة تلك الذكريات تمر عبر العودة من تيزي وزو بتذكرة العبور إلى ربع النهائي.
ص / فرطــاس