الجزائر (1) – غينيا (2)
تعرض المنتخب الوطني، سهرة أمس الأول، لهزيمة قاسية ومفاجئة أمام نظيره الغيني بهدفين لهدف واحد، في مباراة لم تكن خلالها العناصر الوطنية، عند مستوى التطلعات، رفقة الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش الذي فشل في أول اختبار رسمي له مع الخضر بعد وديتي بوليفيا وجنوب إفريقيا، ليضيع على نفسه وعلى المنتخب فرصة تعزيز صدارة المجموعة السابعة التي بُعثرت فيها الأوراق من جديد، عقب نجاح "السيلي ناسيونال" في العودة إلى سباق المنافسة، في انتظار استفاقة رفقاء ماندي في الخرجة المقبلة إلى كامبالا لملاقاة أوغندا، إذ باتوا مطالبين بالعودة بكامل الزاد، إذا ما أرادوا الحفاظ على مركزهم الريادي.
المقابلة التي احتضنها ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، لحساب الجولة الثالثة من تصفيات مونديال 2026، والتي شهدت حضورا مكثفا للجمهور الجزائري، إلى جانب تواجد النجم العالمي كريم بن زيمة، دخلتها العناصر الوطنية بتشكيلة غريبة، بعد أن فاجأ التقني البوسني الجميع بخياراته التكتيكية غير الموفقة، خصوصا على مستوى وسط الميدان والخط الأمامي، فلا أحد كان ينتظر الإبقاء على إسماعيل بن ناصر احتياطيا، وهو العائد مؤخرا إلى مستواه الحقيقي مع نادي ميلان، إضافة إلى إشراك الرباعي بن زية وبراهيمي وبن رحمة وغويري جنبا إلى جنب، ما منح الفريق المنافس الحرية في الخط الخلفي للخروج بالكرة، في غياب لاعب بإمكانه الضغط على مدافعي غينيا التي بدأت باكتساب الثقة في النفس مع مرور الوقت، لتقف الند للند للعناصر الوطنية في المرحلة الأولى التي مررنا فيها جانبا، ولم نسجل خلالها أي فرصة خطيرة، باستثناء تسديدتين من براهيمي وزروقي انبرى لهما مدافعو "السيلي ناسيونال".
وفي الشوط الثاني الذي كان الجميع يترقب مع بدايته، تعديلات على الرسم التكتيكي، في شاكلة ما حصل في ودية "البافانا بافانا"، خلال تربص مارس الماضي، تلقى الخضر ضربة موجعة في الدقيقة 50، عندما استقبلوا هدفا من مورلاي سيلا الذي استغل الارتباك الحاصل في الخط الخلفي، من أجل تسجيل هدف التقدم، ولو أن الرد كان سريعا عن طريق بن رحمة الذي رفع الكرة فوق الحارس، لتردها العارضة الأفقية، قبل أن تصطدم الكرة العائدة بالمدافع بالدي الذي سجل ضد مرماه في د52، وهو الهدف الذي لم يستثمر فيه أشبال بيتكوفيتش، ففي الوقت الذي انتظرت الجماهير تعزيزه بإصابة ثانية، تلقت العناصر الوطنية قذيفة من أغيبو كامارا في د63، لم ينجح الحارس ماندريا في إبعادها، ولو أنه يتحمل المسؤولية كاملة في هذا الهدف الذي جاء بتسديدة من خارج منطقة العمليات، ليواصل بذلك حامي عرين نادي كون الفرنسي عروضه المهتزة، وهو الذي كانت شباكه قد استقبلت هدفين في لقاء بوليفيا الودي، دون نسيان مروره جانبا في نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، ولو أن غياب البدائل دفع الناخب الوطني، لتجديد الثقة في خدماته، بالموازاة مع عدم اقتناعه بزغبة الذي لم يكن عند مستوى التطلعات خلال ودية جنوب إفريقيا هو الآخر.
هذا، واضطر بعدها التقني البوسني لإجراء تغييرات مستعجلة على مستوى الخط الأمامي، من خلال الدفع ببونجاح وعمورة مكان البعيدين عن مستواهما براهيمي وبن زية، في محاولة لمعادلة النتيجة والبحث عن هدف الفوز، غير أن الحظ عاند الوافدين الجديدين في جل الفرص المتاحة، خصوصا في لقطة الانفراد التي أضاعها بونجاح بسذاجة في الدقيقة 86، دون نسيان لقطة عمورة الذي سدد فوق العارضة الأفقية في الوقت بدل الضائع، رغم وضعيته السانحة، لتنتهي المباراة على وقع هزيمة مريرة للخضر، الذين أضاعوا على أنفسهم فرصة ثمينة للابتعاد في صدارة المجموعة السابعة، وهو ما جعلهم محل انتقادات شديدة من الجماهير الحاضرة، والتي لم تكن راضية بالأداء المقدم، حيث عاتبت اللاعبين والمدرب بيتكوفيتش بشدة ( صافرات الاستهجان)، في خرجة أثرت في معنويات المجموعة، المطالبة بتسيير اليومين المقبلين بذكاء، كون نتيجة هذه المقابلة باتت في غاية الأهمية، إذا ما أراد الخضر الإبقاء على حظوظهم كاملة في الظفر بالتأشيرة المؤهلة لكأس العالم 2026 والذي لا يرغب أي جزائري في الغياب عنه، بعد حسرة عدم المشاركة في مونديالي روسيا 2018 وقطر2022. سمير. ك
أُبقي في دكة الاحتياط رغم الجاهزية
غياب بن ناصر خلف أكثر من علامة استفهام !
خلف غياب إسماعيل بن ناصر عن مباراة غينيا حتى كبديل الكثير من علامات الاستفهام، بخصوص الخيارات التكتيكية للمدرب فلاديمير بيتكوفيش الذي زاد من حيرة الجميع، عندما برر إعفاء بن ناصر عن هذا الموعد الهام بوجود لاعبين أفضل منه في وسط الميدان، ويتعلق الأمر ببن طالب وزروقي، وهو الثنائي الذي لطالما كان محل انتقادات لاذعة من الجماهير الجزائرية التي لا تزال تؤمن بلاعب ميلان، وتعتبره الحلقة المفقودة في وسط ميدان الخضر، خلال الاستحقاقات الأخيرة التي مررنا فيها جانبا ، على غرار "كان" كوت ديفوار.
واعتقد البعض في الوهلة الأولى، بعد الإعلان عن التشكيل الأساسي، أن غياب بن ناصر راجع لتعرضه لإصابة مفاجئة، وما زاد من هذا الاحتمال إبقاء "أيقونة" ميلان في دكة الاحتياط طيلة مجريات المباراة، غير أن الحقيقة كانت مغايرة تماما، بعد الندوة الصحفية التي نشطها بيتكوفيتش، عقب نهاية موعد غينيا، أين تحدث عن "تجاهل" بن ناصر لأسباب فنية، وهو الكلام الذي ورط التقني البوسني أكثر، كيف لا والأمر يتعلق بلاعب بمواصفات خاصة ( بن ناصر )، فهو الوحيد من بين لاعبي الوسط القادر على التوفيق بين الأدوار الدفاعية والهجومية، ويكفي العودة إلى ما قدمه في "كان" مصر 2019، عندما خطف جائزة أفضل لاعب في الدورة من كل النجوم الحاضرة، ولئن كان بن ناصر لا يتواجد في نفس الفورمة السابقة، بعد إصابته الخطيرة على مستوى الركبة، ولو أنه استعاد الكثير من مستوياته، وهو الذي خاض مع نادي ميلان هذا الموسم 20 مباراة، نجح خلالها في تسجيل هدفين وتقديم تمريرتين حاسمتين.
ويبقى تهميش بن ناصر في موعد مماثل ومن طرف مدرب مشبع بالفكر التكتيكي الإيطالي، بحكم إشرافه على نادي لازيو أكثر ما حيّر أهل الاختصاص، في ظل إدراكهم بمتابعة بيتكوفيتش للكالتشيو، ولنادي ميلان بالتحديد.
ومما لا شك فيه، سيراجع بيتكوفيتش حساباته المتعلقة ببن ناصر، سيشركه كأساسي في موعد كامبالا، الذي بات لا يحتمل القسمة على اثنين.
سمير. ك
المدافع ماندي
لم نكن في المستوى
اعترف المدافع الدولي عيسى ماندي، بمروره رفقة زملائه جانبا في مباراة غينيا، الأمر الذي كلفهم خسارة قاسية أمام أحد أبرز المنافسين على تأشيرة العبور إلى مونديال 2026، مشددا على ضرورة البحث عن الأسباب الحقيقية وراء الهزيمة، وقال:" لم نكن في المستوى ومن الضروري البحث عن أسباب الهزيمة، لقد ضيعنا ثلاث نقاط ثمينة في رحلة البحث عن تأشيرة المونديال، لقد كنا نتوقع صعوبة المباراة، وفي بعض المواجهات عليك استغلال أنصاف الفرص، وهو ما لم يحدث معنا في هذا اللقاء".
وأضاف مدافع فياريال في تصريحاته في المنطقة المختلطة:" المشوار ما زال طويلا، وسنتنقل إلى كامبالا بنية العودة بكامل الزاد، نشعر بخيبة أمل كبيرة، وكنا نبحث عن إسعاد الجماهير، لكن للأسف لم نكن في المستوى". حمزة.س
المدافع آيت نوري
خانتنـا الفعــالية !
يرى الظهير الأيسر للمنتخب الوطني ريان آيت نوري، أن غياب الفعالية أحد أهم أسباب الهزيمة المسجلة أمام غينيا، مشيرا إلى ضرورة الحفاظ على التركيز قبل مواجهة هامة ثانية أمام منتخب أوغندا، وقال:" نحن محبطون، ولم نكن نتوقع الهزيمة بهذه الكيفية، أعتقد أن الفعالية خانتنا أمام المرمى، لم نكن حاسمين وهذه الأمور تحدث في كرة القدم، وعلينا عدم الاستسلام، حيث لازالت تنتظرنا عدة مباريات أخرى، والتي يجب أن نستفيق فيها، بداية بخرجة أوغندا".
وواصل مدافع الخضر كلامه بالقول:" التعثر ليس نهاية العالم، وعلينا أن نراجع حساباتنا، والبحث عن سبب هذا الظهور الشاحب، لأنه يمكننا تقديم أداء أفضل، وسنحاول تدارك الخسارة، رغم أن المسؤولية لن تكون سهلة، إلا أننا سنحاول تقديم أفضل ما لدينا".
حمزة.س
الفاف قالت إنه يعاني من إصابة
براهيمي يغادر تربص الخضر
أعلنت عشية أمس، الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن مغادرة اللاعب ياسين براهيمي تربص المنتخب الوطني بسبب إصابة يعاني منها على مستوى أوتار الركبة.
وحسب بيان نشر عشية أمس، على الموقع الالكتروني للفاف ، فإن لاعب الوسط ياسين براهيمي لن يرافق اليوم وفد المنتخب الوطني إلى العاصمة كامبالا تحسبا لمواجهة منتخب أوغندا عشية الاثنين، بعدما أظهرت فحوصات معمقة خضع لها قائد التشكيلة الوطنية صبيحة الجمعة معاناته من إصابة على مستوى أوتار الركبة، وهو الظرف الصحي الذي عجل باتخاذ الناخب الوطني لقرار إعفاء براهيمي من سفرية كامبالا وخوض المواجهة الحاسمة التي تدخل في إطار الجولة الرابعة من تصفيات المونديال.
وجاء في بيان الفاف:«سيغيب لاعب الوسط ياسين براهيمي، عن المباراة المقبلة أمام منتخب أوغندا المقررة يوم الاثنين في ملعب مانديلا الوطني ضمن الجولة الرابعة من تصفيات كأس العالم»٫ وأضاف البيان:« شعر لاعب نادي الغرافة بآلام في أوتار الركبة خلال المباراة الماضية أمام غينيا، وكشفت الفحوصات الطبية الإضافية التي أجراها صباح الجمعة عن إصابته. وعلى ضوء هذه الوضعية، سمح المدرب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، للاعب
كريم - ك
أمل المونديال قائم والوضعية تتطلب حلولا استعجالية
المنتخب في دائرة الشك و الحسابات
وضعت الهزيمة التي تلقاها سهرة الخميس، المنتخب الوطني على يد نظيره الغيني عشاق "الخضر" أمام حقيقة "ميدانية" صادمة، لأن الوجه الباهت الذي ظهرت به التشكيلة سرّب الكثير من الشكوك بخصوص القدرة على ضمان مشاركة الكرة الجزائرية في مونديال 2026 بالقارة الأمريكية في نسخته "الاستثنائية"، التي ستعرف ارتفاع عدد المنشطين إلى 48 منتخبا، لأول مرة في تاريخ المنافسة، من زيادة "كوطة" القارة الإفريقية من 5 إلى 9 ممثلين بصورة آلية، وإمكانية تأهل منتخب عاشر، خاصة وأن هذا التعثر تزامن مع أول خرجة رسمية لناخب جديد، رغم أن الأداء المقدم لم يكشف عن أي بصمة كفيلة بصنع التحول مقارنة بما عايشه ملايين الجزائريين من "انتكاسة" قبل 6 أشهر، لما كانت "الخيبة" بتوديع دورة "الكان" ومغادرة الأراضي الإيفوارية من الدور الأول، دون تذوق طعم الفوز، في "سيناريو" جسد فقدان بطل القارة سنة 2019 لهيبته، فأصبح سهل "الترويض" وفي متناول منتخبات إفريقية هي في مرحلة البناء، و"سيناريو" موريتانيا في حوار العرس القاري يبقى أبرز دليل.
الهزيمة أمام غينيا، جعلت المنتخب الوطني يهدر فرصة ثمينة جدا لتعبيد الطريق أكثر نحو الطبعة 23 من المونديال، لأن الحسابات الأولية كانت تحصر التنافس على تذكرة المرور بين هذين المنتخبين، لكن "الخضر" فشلوا في تثمين ما تحقق في الجولتين السابقتين من المرحلة التصفوية، لاسيما الانتصار المحرز بالموزمبيق، ولو أن هذا التعثر كان مفاجئا للمتتبعين، إلا أن الميدان كشف بأن الفرق شاسع بين المعطيات "النظرية" والواقع، لأن النخبة الجزائرية كانت خارج الإطار، ولم تقدم أمام غينيا ما يكفي للتحسر على الانهزام، بقدر ما كان الاستغراب من الوجه الشاحب الذي ظهرت به التشكيلة، والذي أبقى مسلسل "النكسات" متواصلا بحلقة جديدة، رغم التغيير الذي حصل على مستوى العارضة الفنية، بالتعاقد مع التقني بيتكوفيتش، وتسطير أهداف تتعدى حدود ضمان مشاركة الجزائر للمرة الخامسة في نهائيات كأس العالم.
إلى ذلك، فإن الناخب الوطني الجديد وبعدما كان قد عاين التعداد في دورة "الفيفا" الدولية شهر مارس الفارط، من خلال مواجهتي بوليفيا وجنوب إفريقيا، وبصرف النظر عن الآداء المقبول الذي قدمه المنتخب في تلك التظاهرة، رغم طابعها "الودي"، إلا أن الإخفاق في أول اختبار "رسمي" كان مصير بيتكوفيتش، مع إقراره بالمسؤولية في النتيجة المسجلة، لكن الأمر لا يتوقف عن هذا الجانب، بل يتطلب حلولا ميدانية ناجعة، كفيل ببعث الأمل في قلوب الجزائريين بقدرة المنتخب على استعادة هيبته المفقودة، لأن "الانهيار" مازال متواصلا، ورياح التغيير التي هبت لم تكن كافية لتغيير اتجاه المنحنى من الأسفل إلى الأعلى، ومواجهة غينيا كانت من أهم المنعرجات في المرحلة التصفوية المؤهلة إلى المونديال، غير أن المستوى المقدم فتح الباب على مصراعيه للمتتبعين من أجل إجراء عملية تشريح "استعجالية"، بالخوض في الخيارات التي راهن عليها بيتكوفيتش، انطلاقا من القائمة التي استدعاها لهذا التربص، وما أعقبها من قضايا، خاصة ملف محرز وكذا بلايلي، و"الزوبعة" التي أثيرت بعد ندوته الصحفية، مرورا بالعناصر التي راهن عليها ضمن التشكيلة الأساسية في هذا اللقاء، وما قدمته من آداء، وصولا إلى الوجه الباهت الذي ظهر به المنتخب، والعواقب الوخيمة لذلك، بتضييع أهم فوز في التصفيات.
ولم تقدم النخبة الجزائرية ما يدفع بأكبر المتشائمين إلى تعليق مشجب التعثر على جانب آخر، سوى انتقاد الخيارات التكتيكية للطاقم الفني، لأن الهزيمة كانت بعد "سيناريو" أبان عن أن "هشاشة" المنتخب كانت من جوانب كثيرة، والوضع ليس وليد هذه المرحلة، بل يبقى امتدادا لسلسلة انطلقت من دورة "كان 2021" بالكاميرون، عند الخروج من الدور الأول، دون انتصار، ليكون الإخفاق في التأهل إلى مونديال قطر بعد "مشهد دراماتيكي" أمام الكاميرون الفصل الثاني من هذه السلسلة، قبل أن تتكرر "نكسة" دورات "الكان" وبنفس الدرجة في كوت ديفوار، الأمر الذي يجسد تراجع المنتخب بشكل متواصل، ولو أن الآمال كانت معلقة على بيتكوفيتش لوقف السقوط الحر، لكن التقني البوسني لم يتمكن من وضع بصمته في أول امتحان رسمي، لأن المردود المقدم كان مستنسخا من ذلك الذي عهده الجزائريون، منذ أزيد نحو 30 شهرا.
خيارات بيتكوفيتش في مواجهة غينيا لم تكن موفقة، لأن الهشاشة الدفاعية تبقى من أبرز نقاط الضعف، بالفشل في ضمان التغطية، فضلا عن خسارة كل الصراعات الثنائية في الكرات العالية داخل منطقة العمليات، في حين أن تركيبة خط الوسط تبقي الكثير من علامات الاستفهام مطروحة، في ظل إبقاء بن ناصر في "الدكة" وتبرير ذلك بخيار تكتيكي، مقابل الاعتماد على ثنائي في الاسترجاع، الأمر الذي استغله الغينيون وبادروا إلى البناء الهجومي بمرتدات فعالة، انطلاقا من الفراغات المسجلة بين خطي الدفاع والهجوم، كما أن القاطرة الأمامية للمنتخب كانت شبه مشلولة، لأن آداء التشكيلة انطلاقا من الدفاع كان ثقيلا عند استرجاع الكرة، الأمر الذي انعكس بالسلب على البناء الهجومي عند استرجاع الكرة، فكان تركيز العمل على الرواقين الحل الوحيد، في ظل اعتماد المنافس على 3 مدافعين في المحور، لكن هذه "الاستراتيجية" كانت مكشوفة للغينيين، وسهلت من مهمتهم، بفرض رقابة لصيقة وقطع الطريق أمام عمورة للتوغل أكثر داخل منطقة العمليات، مادام نسق لعب النخبة الوطنية كان بريتم بطيء، جراء الافتقاد للتنشيط الهجومي اللازم، فضلا عن غياب لاعبين قادرين على صنع الفارق بالاعتماد على حلول فردية، وهي وضعيات "حاسمة" في مثل هذه المباريات.
من هذا المنطلق، فإن الهزيمة داخل الديار تبقى صعبة الهضم، رغم أن منتخب غينيا سبق له وأن فعلها بالجزائر ذات 16 جوان 2007، لما فاز على "الخضر" بثنائية نظيفة، وقطع أمامهم طريق التأهل إلى دورة "كان 2008"، لكن الوضعية الراهنة تجعل هذا التعثر بمثابة الدرس القاسي، الذي يستوجب استخلاص العبر، وطي صفحة "النكسات" بسرعة البرق، لأن حلم العودة إلى المونديال يبقى قابلا للتجسيد، مادامت فرصة التدارك تبقى قائمة، إلا أن تصحيح الأخطاء والهفوات، وتحسين الأداء يبقى استعجاليا، بداية من موقعة هذا الإثنين بكامبالا، والتي يبقى فيها لزاما على "الخضر" المحافظة على صدارة المجموعة، لتمرير الإسفنجة على هذه "الكبوة" خاصة وأن استئناف المرحلة التصفوية سيكون في مارس 2025، وفترة 9 أشهر تمنح الفرصة لبيتكوفيتش وطاقمه من أجل العمل على إعادة القطار إلى السكة الصحيحة.
صالح فرطاس
الخضر يشدون الرحال إلى كامبالا اليوم
يشد اليوم، وفد المنتخب الوطني الرحال إلى كامبالا عاصمة أوغندا، على متن رحلة جوية خاصة، تغادر مطار هواري بومدين الدولي في حدود الساعة الثانية بعد الزوال، بعدما فضل الناخب الوطني التنقل 48 ساعة قبل موعد لقاء الجولة الرابعة أمام أشبال البلجيكي بول بيت، من أجل ضمان الاسترجاع، والتأقلم مع الظروف المناخية السائدة هناك، ولو أن الأجواء في الفترة الحالية مساعدة على تقديم أداء جيد، بالنظر إلى درجة الحرارة في حدود 27 درجة، إلى جانب تساقط الأمطار في أغلب فترات اليوم.
وكان الناخب الوطني قد برمج أمس، حصة استرخائية، بالنسبة للاعبين الذين شاركوا في لقاء غينيا، وأخرى عادية بالنسبة لبقية العناصر، قبل الفصل في التشكيلة الأساسية غدا، بمناسبة الحصة التدريبية المبرمجة بالملعب الوطني "مانديلا نامبولي"، التي ستشهد عدة تغييرات، مثلما صرح به الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، بناء على عدم رضاه على الأداء، لاسيما على مستوى الخط الأمامي، إلى جانب معاينته المنافس أمس في لقاء بوتسوانا.
ومن بين العناصر المرشحة للعودة إلى التشكيلة الأساسية، نجد كلا من بن ناصر وبونجاح وعمورة وبدرجة أقل عوار، الذي لازم كرسي الاحتياط في مواجهة غينيا، لأسباب تبقى مجهولة، بحكم أن التقني البوسني لم يتحدث عنه في الندوة الصحفية، التي نشطها بعد اللقاء.
جدير بالذكر، أن المنتخب الوطني سيجري حصة تدريبية صبيحة اليوم بمركز سيدي موسى.
حمزة.س