السبت 29 جوان 2024 الموافق لـ 22 ذو الحجة 1445
Accueil Top Pub

دخلت لائحة المتوّجين وأهدت الولاية ثاني لقب: مولودية برج بوعريريج تجسد تغير خارطة «اليد» الجزائرية


كرّس تتويج فريق مولودية برج بوعريريج بلقب البطولة الوطنية لكرة اليد للموسم الرياضي (2023 / 2024)، السيطرة التي أحكمتها أندية القاعدة الشرقية على هذه المنافسة في السنوات الستة الأخيرة، والتي كسرت من خلالها «هيمنة» مولودية الجزائر على منصات التتويج بالنسبة لمنافستي الكرة الصغيرة، بدليل أن المولودية نالت لقب البطولة 28 مرة، بينما عانقت «السيدة المدللة» في 30 مناسبة، وهي أرقام من الصعب تحطيمها، لكن «انتفاضة» العديد من فرق شرق البلاد كانت كافية لتغيير معالم «المشهد»، وقلب موازين القوى، ليغيب عملاق «اليد» الجزائرية عن منصات التتويج منذ سنة 2018، بل أن هذا الموسم شهد حادثة غير مسبوقة في تاريخ المنافسة، بسقوط مولودية الجزائر من بطولة «الامتياز» لأول مرة في التاريخ.
قراءة: صالح فرطـاس
ودخل فريق مولودية برج بوعريريج، لائحة أبطال الجزائر لكرة اليد بفضل الانجاز التاريخي الذي حققه، ليكون النادي رقم 16 الذي ينجح في اعتلاء منصة التتويج، مع البصم على ثاني لقب لكرة اليد بالولاية رقم 34، بعد ذلك الذي كان قد أحرزه الجار «الشباب» قبل 5 سنوات، والذي كان نقطة الانطلاق لمنحنى جديد في سجل كرة اليد الجزائرية، لأن تتويج شباب برج بوعريريج في سنة 2019، أوقف «هيمنة» مولودية الجزائر على لقب البطولة، فكانت نهاية المواسم الموالية بتداول أبطال من شرق البلاد على منصة التتويج، في صورة شبيبة أمل سكيكدة، وبعدها وفاق عين التوتة، الذي نال اللقب لموسمين متتاليين، ليأتي بعدها الدور على مولودية برج بوعريريج، ولو أن «فتوحات» أندية القاعدة الشرقية كانت كلها بقاسم مشترك، يتمثل في كتابة كل بطل اسمه لأول مرة في السجل التاريخي للمنافسة، لأن الرباعي الذي تداول على اعتلاء المنصة في الطبعات الخمسة الأخيرة من البطولة لم يسبق له التتويج باللقب، وانجاز وفاق عين التوتة عند الاحتفاظ بالتاج لموسمين متتاليين كان أيضا محطة تاريخية.
انتفاضة أندية
الشرق أوقفت هيمنة مولودية الجزائر
وسجل بطل الطبعة 62 للبطولة الوطنية اسمه ضمن اللائحة لأول مرة في التاريخ، بعد موسم استثنائي ظل فيه التنافس على اللقب متواصلا إلى غاية الأنفاس الأخيرة من دورة «البلاي أوف»، ولو أن المنعرج كان عند فوز مولودية برج بوعريريج على وفاق عين التوتة في الجولة السادسة من دورة اللقب، حيث كان الانتصار تاريخيا للمولودية بفارق إصابة واحدة (25 / 24)، الأمر الذي جرّد بطل النسختين الفارطتين من تاجه، وعبّد الطريق أمام «البرايجية» لدخول التاريخ عبر أوسع الأبواب، فكان اعتلاء تشكيلة المدرب زاكي عبادة منصة التتويج عن جدارة واستحقاق، وبتقدير ممتاز، في ظل انتزاع الحارس حمودي بوشطيط جائزة أفضل حارس خلال هذا الموسم، وكذلك الحال بالنسبة لياسين طاهر حاج صدوق، الذي حقق من جهته لقبا شخصيا، تمثل في تتويجه بجائز أفضل لاعب في البطولة، وهو الثنائي الذي حظي بتلقي دعوة من الناخب الوطني، رفقة عبد الرؤوف بوعكاز، مع احتكار أندية الجهة الشرقية، والجنوب الشرقي المراكز الأولى في سلم الترتيب، بدليل أن اللقب كانت من نصيب مولودية البرج، والوصافة عادت لأولمبي الوادي، في حين كان المقعد الثالث فوق «البوديوم» لشبيبة أمل سكيكدة، مع اكتفاء ترجي عين التوتة بالصف الرابع، في دورة كانت من تنشيط 8 أفضل فرق في بطولة هذا الموسم، سداسي منهم كان من شرق البلاد، في وجود شباب برج بوعريريج وكذا شباب ميلة، بينما كان هلال الأبيار الممثل الوحيد لمنطقة الوسط، وقد احتل الصف الخامس، في الوقت الذي حملت فيه مولودية وادي تليلات راية تمثيل الجهة الغربية، وأنهت دورة «البلاي أوف» في المرتبة السابعة.

انتفاضة أندية شرق البلاد مكنت من وقف السيطرة المطلقة لمولودية الجزائر على لقبي البطولة والكأس، لأن المولودية العاصمية اكتفت خلال السنوات الخمسة الأخيرة بلقبين في منافسة الكأس، وكان ذلك في نسختي 2019 و2022، بالفوز في النهائي على منافسين من الجهة الشرقية، بينما كان التتويج في باقي المواسم لفرق الشرق، سواء في البطولة أو الكأس، لأن ترجي عين التوتة عانق «السيدة المدللة» سنة 2018، قبل أن يتوج بلقب البطولة لموسمين متتاليين، كما كان تتويج شبيبة أمل سكيكدة بالثنائية في عام 2020، في حين سجل أولمبيك عنابة اسمه في السجل الذهبي لكرة اليد الجزائرية بفضل تتويجه بالكأس في نسخة 2023، ليكون بعدها الموعد في شهر جوان من سنة 2024 مع مولودية برج بوعريريج، بعدما كان ممثلا آخر لنفس الولاية قد دخل التاريخ بتتويجه بلقب البطولة لسنة 2019، ولو أن شباب البرج كان قد نشط نهائي الكأس في 3 مناسبات، غير أنه فشل في الظفر بلقب تلك المنافسة، وكان ذلك في سنوات 2010، 2015 و2018.
تتويج «البرايجية» تزامن وسقوط «العملاق»
إلى ذلك، فإن مولودية برج بوعريريج تعد ثامن فريق من شرق البلاد يدخل لائحة أبطال الجزائر لكرة اليد، لأن شبيبة سكيكدة كان أول من منح القاعدة الشرقية لقب البطولة، وذلك سنة 1966، بعد كسر سيطرة نادي وهران على الطبعات الأولى من المنافسة، قبل أن يأتي الدور على اتحاد عنابة، بعد ذلك بسنتين، لتغيب بعدها أندية الشرق عن منصات التتويج لفترة قاربت 3 عقود من الزمن، وقد نجحت مولودية باتنة في تحقيق انجاز غير مسبوق، بانتزاع لقب البطولة في سنة 1996، لتكون بعدها مهلة أخرى من الانتظار، دامت 8 سنوات، أوقفها اتحاد بسكرة بتربعه على العرش، ثم جدد فريق شبيبة أمل سكيكدة عهد التتويجات للولاية 21، بلقب أحرزه سنة 2015، في انجاز سبق أزهى فترة للقاعدة الشرقية، فكانت حصيلة المواسم الخمسة الأخيرة معادلة من حيث الألقاب لما تم تسجيله على مدار 57 نسخة سابقةّ، خلال الفترة الممتدة من الاستقلال إلى غاية 2018، مع إلغاء طبعتين في السجل النهائي للبطولة، وكان ذلك لسنتي 2012 و2021.
هذه الإفرازات جسدت التغيير الذي شهدته الخارطة الوطنية في رياضة كرة اليد، لأن «انهيار» العملاق مولودية الجزائر تزامن مع «نهضة» كبيرة للكرة الصغيرة بالقاعدة الشرقية، ولو أن مدارس عريقة في هذا الاختصاص تبقى بصماتها واضحة في «المشهد» كمدرسة سريع الحروش، صلب عنابة وشبيبة سكيكدة، لكن عامل الامكانيات كان كافيا لصنع الفارق ببسط المولودية العاصمية هيمنتها المطلقة على لقبي البطولة والكأس لفترة طويلة، تجلت في احتكار لقب البطولة 7 مواسم متتالية، وهي «الهيمنة» التي كان قد كسرها اتحاد بسكرة «استثنائيا» بتربعه على العرش في سنة 2004، لتعود المولودية إلى المنصة بسلسلة أطول، امتدت على مدار 9 نسخ متتالية، مع إلغاء بطولة 2012، وأوقفها فريق شبيبة سكيكدة بلقب أحرزه في سنة 2015، لتكون السلسلة الأخرى أقصر، وعرفت وضع نقطة النهاية من طرف شباب برج بوعريريج، الأمر الذي جعل «الكرة الصغيرة» الجزائرية تعيش عهدا جديدا، بتربع فرق الشرق على المنصة، مع سقوط مولودية الجزائر من القسم الممتاز، وهو «الانهيار» الذي كان بمثابة «زلزال» عنيف هز المنظومة، وكانت مخلفاته بتداول أندية القاعدة الشرقية على اللقب، رغم أن حصة مولودية الجزائر تقارب إجمالي ما نالته باقي الفرق، لأنها تربعت على عرش البطولة في 28 مناسبة، من أصل 60، وكانت تتويجات «عاصمية» أخرى بفضل «الأولمبيك» و»الناديت»، وحتى رائد القبة، وكذا شباب بلوزداد.
ص / ف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com