يولي الناخب الوطني، فلاديمير بيتكوفيتش، أهمية بالغة لتعزيز لحمة المجموعة، والتي يعتبرها أهم عامل في تطوير أي منتخب مهما كان اسمه وحجمه، وهو ما جعله يركز منذ استلامه مأمورية العارضة الفنية، على البحث عن كيفية الخروج من الوضعية الصعبة التي عاشها رفقاء محرز في الفترة الماضية، بعد الإقصاء من «كان كوت ديفوار»، من الدور الأول في سيناريو مشابه لما حدث في دورة الكاميرون، وهو ما ترك أثرا سلبيا على العناصر الوطنية.
ووفق بيتكوفيتش إلى حد بعيد في مسعاه، بدليل الأجواء التي ميزها التربص الأخير، فبالإضافة إلى المكسب الثمين من خلال حصد العلامة الكاملة في مباراتي غينيا الاستوائية وليبيريا، وهو ما مكن الخضر من الانفراد بصدارة الترتيب والبصم على بداية مثالية، فقد لاحظ الجميع التلاحم الكبير الموجود بين اللاعبين، وصور الاحتفالات في مقعد البدلاء بعد كل هدف تلخص كل شيء، ما يؤكد التضامن الموجود بين جميع العناصر.
وفي السياق ذاته، يصر مدرب الخضر على الاقتراب كثيرا من اللاعبين، ومحاولة البحث عن كيفية السماح لكل عنصر بالظهور بأفضل مستوياته، وذلك يمر عبر التواجد في أحسن أحواله من الناحية النفسية، لأن التقني البوسني يدرك جيدا أن الحوار أكثر من مهم، وهو ما صرح به من قبل، دون أن ننسى كيفية التعايش داخل المجموعة، والتأكيد على نقطة أكثر من ضرورية هي قبول خيارات المدرب، والذي يبحث دائما عن وضع التوليفة التي يراها قادرة على تحقيق الفوز.
وصنع الفيديو المتداول أمس، على منصات التواصل الاجتماعي، لطريقة تعامل بيتكوفيتش مع الحارس أوكيدجة الحدث، خاصة وأن التقني البوسني، ظهر يمازح العائد من الاعتزال الدولي، وسط تجاوب تام بين الطرفين، رغم أن أوكيدجة لم يشارك في أي دقيقة في المواجهتين الماضيتين، إلا أنه ظهر سعيدا، في خطوة تحسب للطاقم الفني، دون أن ننسى وقفة بيتكوفيتش مع الظهير الأيمن يوسف عطال، عندما وجه له الدعوة، في الوقت الذي كان دون فريق (قبل التوقيع مع السد القطري)، ليأتي الرد من طرف مدافع الخضر، الذي ظهر بمستويات رائعة خلال الدقائق التي استفاد منها في المباراتين.
وما يؤكد العمل الرائع الموجود داخل المنتخب الوطني في هذه الفترة والتعايش الإيجابي الموجود داخل المجموعة، هو تفاعل الغائبين عن سفرية مونروفيا مع الفوز، عبر منشورات عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في صورة بن ناصر وشايبي ووناس، دون أن ننسى القائد محرز.
حمزة.س
