تتجه ظهيرة اليوم، أنظار متتبعي بطولة الرابطة الثانية صوب ملعبي الحراش وعنابة، أين ستكون كوكبة صدارة ترتيب المجموعة الشرقية على صفيح ساخن، في قمتين واعدتين، تضع عرش الريادة في المزاد، وإمكانية إبرام عقد شراكة ثلاثي في القيادة تبقى من الاحتمالات الواردة، في حال سقوط المتصدر مستقبل الرويسات، في الوقت الذي سيخوض فيه جمعية الخروب امتحانا عسيرا بورقلة، يبقى بمثابة محطة التأكيد، بينما تتواجد مولودية قسنطينة أمام فرصة التدارك، وطي صفحة الهزيمتين، مقابل سعي قطبي مدينة باتنة للخروج من سلسلة النتائج السلبية، في حوار «مزدوج» مع ممثلي ولاية الوادي، سيما وأن «السوافة» لم يتذوقوا بعد طعم الانتصار.
قمة هذه الجولة، سيحتضن أطوارها ملعب المحمدية بالحراش، وينزل من خلاله الرائد مستقبل الرويسات في ضيافة “صفراء الضاحية”، في واحد من أعسر الامتحانات للطرفين، لأن الزوار يقودون القافلة دون هزيمة، وتعثرهم الأخير في عقر الديار أوقف سلسلة انتصاراتهم، في حين أن أهل الدار يراهنون كثيرا على هذه المواجهة لضرب عدة عصافير بحجر، على اعتبار أنهم سجلوا أفضل انطلاقة لهم، وقد ضيعوا نقطتين بملعبهم بالتعادل مع الموك، لكنهم بالموازاة مع ذلك حصدوا الزاد كاملا في سفريتين، مع نجاح الحارس شاوشي في المحافظة على نظافة شباكه في 4 مباريات متتالية، وهي معطيات أولية تكفي للتأكيد على أن مؤشر الإثارة مرشح لبلوغ الذروة، لأن الضيوف يسعون لتفادي الهزيمة من أجل الاطمئنان على الصدارة، في الوقت الذي يعمل فيه أصحاب الضيافة على تحقيق الفوز الرابع الذي سيسمح لهم بإبرام عقد شراكة في قمة الهرم، في انتظار موعد التسوية.
قمة أخرى لا تقل إثارة عن سابقتها، تلك التي سيحتضن أطوارها ملعب عنابة، وتجمع الاتحاد المحلي بالضيف نادي التلاغمة، في لقاء “تقليدي” تمنح معطياته أفضلية لأصحاب الأرض، بالنظر إلى “الفورمة” العالية التي أبانوا عنها، مع سعيهم لاستغلال العوامل الكلاسيكية لقطع طريق التفاوض بشأن نقاط “بونة”، مقابل البحث عن الفوز الثالث على التوالي، ولو أن المهمة لن تكون سهلة، لأن “التلاغمية” سبق لهم وأن “فعلوها” في أم البواقي، وتمردوا على كرم الضيافة، لكن “زلزال” ورقلة فتح باب الشك على مصراعيه.
على صعيد آخر، فإن الإثارة ستكون حاضرة بملعب المظاهرات بشلغوم العيد، لأن أبناء “الشاطو” سيستقبلون شبيبة جيجل، في “جوارية” تبقى بقواسم مشتركة، تتمثل أساسا في سعي كل طرف للتأكيد، في حين ستشد جمعية الخروب الرحال إلى ورقلة، في دورية محفوفة بالمخاطر، بالنظر إلى الانتفاضة التي سجلها المحليون، بعد الانطلاقة المتعثرة، والأمر ذاته ينطبق على اتحاد الشاوية، الذي سيضطر للدفاع عن حظوظه خارج الديار للمرة الثانية تواليا، والرحلة إلى بومرداس لمواجهة اتحاد خميس الخشنة في غاية التعقيد.
بالموازاة مع ذلك، فإن مولودية قسنطينة تتواجد في رواق جيد للعودة إلى سكة الانتصارات، لأن استقبال شباب برج منايل يمنح الموك أفضلية كسب الرهان، بالنظر إلى وضعية الضيوف، لأن تشكيلة “الكوكليكو” مازالت لم تفز، مما يرجح كفة المولودية لحصد الزاد، وبالتالي التصالح مع الأنصار، في الوقت الذي يتواجد فيه قطبا عاصمة الأوراس في وضعيتين متباينتين، وذلك من خلال الحوار “المزدوج” بين فرق ولايتي باتنة والوادي، لأن “البوبية” ستستقبل أولمبي المقرن، بحثا عن الفوز الثاني، بينما سيضع “الكاب” لشد الرحال إلى الوادي لملاقاة الاتحاد السوفي، في مباراة تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات.
ص / فرطــاس