سارت مرحلة الذهاب من الموسم الجاري لبطولة الرابطة الثانية في مجموعة «وسط -شرق» على وقع «سيناريو» يكاد يكون مستنسخا من ذلك الذي كان في الطبعة الماضية، على اعتبار أن الصدارة ظلت من احتكار ضيف جديد، لكنه سرق الأضواء، ونجح في إعطاء السباق ريتما سريعا، ويتعلق الأمر بمستقبل الرويسات، الذي لم يختلف في مشواره عن انجاز أولمبي أقبو الموسم المنصرم، في الوقت الذي ارتسمت فيه معالم صراع تفادي السقوط، باحتدام التنافس أكثر من أجل تفادي التذكرة الثالثة على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الجهات، بعدما أثبت ثنائي مدينة الوادي، الاتحاد السوفي وأولمبي المقرن عجزهما عن مسايرة الركب.
قراءة: صالح فرطاس
هذه الطبعة من بطولة الرابطة الثانية للهواة، عرفت تواجد 4 ضيوف جدد مقارنة مع تركيبة الموسم المنصرم، وذلك بعد عودة الاتحاد السوفي سريعا من الرابطة المحترفة، وكذا استعادة اتحاد الشاوية لمكانته في القسم الثاني، بعد مغامرة في القسم الأسفل دامت سنة، إضافة إلى صعود شبيبة جيجل بعد غياب دام 37 سنة، والوضع ذاته يكاد ينطبق على مستقبل الرويسات، بينما كان حضور 12 زبونا تقليديا من تركيبة هذه المجموعة أمرا مألوفا، لأن أندية مولودية قسنطينة، اتحاد عنابة، نادي التلاغمة، شباب باتنة، اتحاد الحراش، شباب برج منايل واتحاد ورقلة تسجل تواجدها في هذا المستوى للموسم الخامس تواليا.
الضيف الجديد يفرض ريتما سريعـا لسباق الصعود
ضرب مستقبل الرويسات بكل الحسابات الأولية عرض الحائط، لأنه ورغم حداثة تواجده في هذا القسم، إلا أنه تمكن من الدخول مباشرة في صلب الموضوع، بتسجيل سلسلة من الانتصارات المتتالية، مكنته من إحكام قبضته على مشعل القيادة منذ جولة رفع الستار، رغم أنه كان قد تلقى هزيمة بالحراش، وأخرى داخل الديار أمام جمعية الخروب، لكن الانتصارات التي أحرزها بقسنطينة وعنابة وكذا في مناسبتين بالوادي مكنته من تعزيز الصدارة، وإحراز هامش مناورة في حدود 5 خطوات.
مشوار مستقبل الرويسات لم يختلف كثيرا عن ما صنعه أولمبي أقبو الموسم الماضي، والقواسم المشتركة بين الفريقين متعددة، لكن عامل حداثة التواجد في القسم، أصبح من الألغاز التي تفتح باب التساؤلات على مصراعيه بخصوص نجاح ضيف جديد من قسم ما بين الجهات على مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، وتحقيق الصعود الثاني تواليا، لأن هذا «السيناريو» كان قد حدث مع الاتحاد السوفي عند صعوده، وتكرر الموسم المنصرم مع أولمبي أقبو، في انتظار نهاية مشوار مستقبل الرويسات، وكأن الصاعدين من قسم ما بين الجهات، أصبحوا يتخذون من الرابطة الثانية محطة عبور فقط، لمواصلة المسيرة نحو الرابطة المحترفة، مما يبقي السؤال مطروحا بشأن مدة قدرة أبناء «الرويسات» على الإبقاء على هذه القاعدة سارية المفعول للموسم الثالث على التوالي في فوج الشرق.
وبالنظر إلى وضعية ترتيب المجموعة في نهاية مرحلة الذهاب، يمكن القول بأن سباق الصعود أصبح منحصرا بين الرائد ووصيفه، وبدرجة أقل اتحاد عنابة، لأن «الطلبة» يتأخرون ب 7 خطوات عن قائد القافلة، والرزنامة تضعهم أمام امتحانات عسيرة، بالتنقل إلى الرائد والوصيف، ومع ذلك فإن بصيص الأمل يبقى يراود أبناء «بونة»، في حين يبقى اتحاد الحراش بمثابة المنافس الأبرز لمستقبل الرويسات على ورقة الصعود، لأن «صفراء الضاحية» كانت قد قدمت أوراق الاعتماد كواحد من المرشحين للتنافس على التأشيرة، من خلال الاستقدامات، وكذا المشوار المميز الذي أدته التشكيلة، خاصة بعد النجاح في الصمود، وعدم تجرع مرارة الهزيمة إلى غاية الجولة 11، قبل السقوط في باتنة، على يد «البوبية»، الأمر الذي نصب «الحراشية» في الوصافة، على بعد 5 نقاط من الرائد.
زبائن تقليديون في مهمة الخروج المبكر من دائرة الحسـابات
رسمت «الديناميكية» التي فرضها مستقبل الرويسات المعالم الأساسية لدائرة التنافس بين فريقين أو ثلاثة، بينما أصبح هدف باقي الأندية منحصرا في الخروج المبكر من دائرة الحسابات، وضمان البقاء.
هذا الأمر يخص بالأساس الفرق التي تتواجد بين المركزين الرابع والعاشر، وهي الكوكبة التي تتشكل من فرق ولايات قسنطينة، باتنة وميلة، لأن أندية على غرار مولودية قسنطينة، جمعية الخروب، شباب ومولودية باتنة، هلال شلغوم العيد ونادي التلاغمة كانت تراهن على لعب الأدوار الأولى، على اعتبار أن هذه القائمة اعتادت في المواسم المنصرمة على التواجد ضمن كوكبة الصدارة، لكن مشوارها خلال الموسم الجاري كان متوسطا، وطبعه تذبذب كبير، الأمر الذي كلف كل فريق العديد من النقاط بملعبه، ولو أن اللافت للانتباه أن فرق «الموك»، ونادي التلاغمة و»الهلال» حافظت على نفس رصيدها النقطي، بالمقارنة مع حصيلتها في مرحلة الذهاب من الموسم الماضي، بينما سجلت جمعية الخروب قفزة نوعية، بتحصيل 4 نقاط إضافية، في حين كانت تراجع قطبي عاصمة «الأوراس» ملحوظا، لأن «الكاب» تقهقر من الصف الثالث إلى الثامن، بعد تقلص رصيده ب 10 نقاط، ووضعية «البوبية» لم تختلف كثيرا عن مشوار الجار، وذلك بتراجع الرصيد النقطي بما يعادل حصاد 4 مباريات.
«النمـرة» والشـاوية بمـشوار متذبذب على مشارف خطـر السقوط
على صعيد آخر، فإن الضيفين الجديدين اتحاد الشاوية وشبيبة جيجل لم يتمكنا من تسجيل حضورهما القوي في النصف الأول من البطولة، مما جعلهما يتواجدان على مشارف منطقة الجاذبية في نهاية مرحلة الذهاب، لأن معادلة السقوط مازالت تحتفظ ببعض أسرارها، مادام الزبون الثالث على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الجهات لا يزال مجهولا، وشبح التدحرج يهدد ما لا يقل عن 10 فرق، لأن شباب برج منايل سجل استفاقة نسبية في الثلث الأخير من مرحلة الذهاب، والتداول على المركز الأخير كان بين 4 فرق، ولو أن اتحاد خميس الخشنة كان قد تسلق الهرم بخطوات ثابتة، فتخلص من الفانوس الأحمر وارتقى إلى الصف الرابع، بينما كان مرور شباب برج منايل على مدار 4 جولات، ليبقى الاتحاد السوفي الفريق الأكثر تواجدا في مؤخرة الترتيب، متأخرا عن جاره أولمبي المقرن، الذي انهار كلية في الجولات الأخيرة من الذهاب.
ص / ف
أرقـــــــــــام مـــــــــــن مـــرحلـــــــة الذهـــــــــــــــــــــــــاب
شهدت مرحلة الذهاب إجراء 120 مقابلة، انتهت منها 33 مباراة بالتعادل، بينما كان الفوز من نصيب المحليين في 65 لقاء، في حين نجح الزوار في التمرد على كرم الضيافة في 22 مباراة.
عرفت مرحلة الذهاب تسجيل 274 هدفا في 120 مقابلة، منها 179 هدفا من تسجيل الفرق المحلية، في حين وصل الزوار إلى الشباك في 95 مرة، بمعدل 18,2 هدفا في كل جولة، و2.28 في كل مقابلة.
ارتفع الحصاد الهجومي في مرحلة الذهاب، بالمقارنة مع حصيلة الموسم الماضي، بنحو 24 هدفا، ولو أن اللافت للانتباه أن الأهداف المسجلة خارج الديار ارتفعت بهدف وحيد، بينما كانت حصيلة المحليين أفضل ب 23 هدفا، مقارنة بين الموسمين الماضي والجاري.
صنع فريق شبيبة جيجل الاستثناء، بحصد نقطة وحيدة خارج الديار في السفريات السبع التي قام بها خلال مرحلة الذهاب، بينما كان الرائد مستقبل الرويسات الأكثر حصادا للنقاط بعيدا عن قواعده، لأنه أحرز 5 انتصارات وتعادل من 7 تنقلات، وهزيمته الوحيدة خارج ورقلة كانت بالحراش. لم تتمكن 4 فرق من تذوق طعم الانتصار خارج الديار، وهي اتحاد ورقلة، شبيبة جيجل، الاتحاد السوفي وأولمبي المقرن، في الوقت الذي لم تنهزم فيه 4 فرق أخرى بملاعبها، ويتعلق الأمر بكل من اتحاد الحراش، شبيبة جيجل، مولودية باتنة واتحاد خميس الخشنة.
بصم اتحاد الحراش على رقم مميز في النصف الأول من البطولة، وذلك بمحافظة حارسه فوزي شاوشي على عذرية الشباك في اللقاءات السبعة التي خاضها بملعب المحمدية.
حاز شباب باتنة على أضعف هجوم داخل القواعد، لأنه لم يصل إلى شباك ضيوفه سوى في 4 مناسبات.
ص / ف