تعود زوال اليوم، عجلة بطولة الرابطة الثانية إلى الدوران بعد راحة دامت شهرا كاملا، بدخول أندية المجموعة الشرقية النصف الثاني من المشوار، بعدما كان افتتاح الإياب أمس من الخروب، بإجراء لقاء مقدم، ولو أن الاستئناف سيكون بطغيان لغة الحسابات، لأن سباق الصعود أصبح منحصرا بين 3 فرق، بينما يبقى صراع «النجاة» على أشده، ودائرة المهددين بالسقوط متسعة، الأمر الذي يجعل باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه، لأن فترة الراحة كانت متضاربة بالنسبة للفرق، بين أندية حضرت جيدا ودعمت التعداد، وأخرى عاشت على وقع أزمات داخلية، مع رحيل بعض ركائزها، فضلا عن التذبذبات الكبيرة في التحضيرات.
وتوحي القراءة الأولية في الجولة 16 بإمكانية خلط الأوراق على مستوى قمة هرم الترتيب، لأن الثلاثي الذي مازال يتمسك بأمل الصعود إلى الرابطة المحترفة، سيكون زوال اليوم في مأموريات متباينة، خاصة الرائد مستقبل الرويسات، الذي سيحط الرحال ببومرداس، لملاقاة اتحاد خميس الخشنة، في مقابلة تعتبر من أهم المنعرجات في سباق الصعود، لأن الزوار يراهنون على العودة بنتيجة إيجابية تمكنهم من المحافظة على هامش مناورة يكفي لطمأنة الأنصار، بخصوص القدرة على تجسيد حلم الصعود التاريخي إلى حظيرة “الاحتراف”، على اعتبار أنهم يقودون السباق بفارق 5 نقاط عن الوصيف، وتفادي الهزيمة يبقي الهامش في حدود الرصيد النقطي لمقابلة على أقل تقدير، لكن المهمة ليست سهلة، في أول خرجة للمستقبل تحت قيادة مدربه الجديد زموري، لأن اتحاد خميس الخشنة يبقى من الفرق التي يصعب ترويضها في بومرداس، بدليل أنه من بين الرباعي الذي لم ينهزم داخل الديار في النصف الأول من المشوار، والمواصلة بنفس “الديناميكية” من شأنها أن تخلط حسابات قمة الهرم.
قمة بومرداس، تستقطب نتيجتها اهتمام المتتبعين، لأن الوصيف اتحاد الحراش مرشح لكسب الرهان، وتدشين مرحلة الإياب بانتصار، كونه متواجد فوق بساط حريري، عند استقبال صاحب الصف الأخير الاتحاد السوفي، في مقابلة غير متكافئة، بالنظر إلى الانهيار الكلي للضيوف، وكذا “الفورمة” العالية لتشكيلة الاتحاد، سيما بعد التأهل المحقق في منافسة الكأس، وعليه فإن “الحراشية” سيخوضون هذه المباراة بأرجل في ملعب المحمدية، وآذان مصوبة إلى بومرداس، تترقب هدية من خميس الخشنة، تتمثل في “فرملة” الرويسات، حتى يتسنى لهم تشديد الخناق أكثر على الرائد.
إلى ذلك، فإن اتحاد عنابة سيكون على صفيح ساخن بباتنة، عند النزول في ضيافة المولودية، في قمة النقيضين، والتي تعد بمثابة فرصة الحظ الأخير لأبناء “بونة”، مادام التعثر قد يحرق آخر أوراقهم في الصعود، ومهمة تشكيلة المدرب عباس ليست سهلة، لأن “البوبية” تسعى من جهتها لتحصيل المزيد من النقاط، للخروج من منطقة الخطر، بحكم أنها لا تتقدم حاليا سوى ب 3 خطوات عن عتبة النزول، وهي حسابات كفيلة بالرفع من قيمة الرهان في هذه الموقعة التقليدية.
على صعيد آخر، فإن اللقاءات الأربعة الأخرى المبرمجة زوال اليوم، تكتسي أهمية بالغة في حسابات السقوط، في ظل تواجد 10 فرق ضمن الكوكبة التي تصارع من أجل تفادي النزول، بعد رهن ثنائي مدينة الوادي، أولمبي المقرن والاتحاد السوفي، نسبة كبيرة من حظوظ، والتنافس يبقى لتجنب التذكرة الثالثة، وهي الحسابات التي تلقي بظلالها على “الديربي” الذي سيجمع اتحاد الشاوية بالجار شباب باتنة، لأن الفارق بين الطرفين لا يتعدى نقطة واحدة، والعوامل التقليدية لا مكانة لها في هذه “الجوارية”، والمعطيات ذاتها تكاد تنطبق على اللقاء المحلي الذي سيحتضن أطواره ملعب المظاهرات بشلغوم العيد، لأن الهلال لا يملك أي خيار سوى الفوز، بينما تبحث مولودية قسنطينة عن نتيجة إيجابية، تسمح لها بمد خطوة إضافية نحو بر الأمان.
من هذا المنطلق، فإن فريق شبيبة جيجل سيكون أمام تحديات كبيرة، عند النزول في ضيافة أولمبي المقرن، لأن الاستثمار في وضعية المحليين يبقى الخيار الحتمي لضرب عدة عصافير بحجر، غير أن حصاد “النمرة” بعيدا عن ملعب رويبح يفتح باب الشك على مصراعيه، في أول خرجة للفريق تحت قيادة المدرب بن شوية، على اعتبار أن “الجواجلة” لم يحصدوا سوى نقطة واحدة في السفريات السبعة السابقة، وفك هذه العقدة أصبح إلزاميا لتفادي الغوص نحو المجهول، بينما يبقى مؤشر الإثارة مرشحا لبلوغ الذروة بملعب ورقلة، لأن شباب برج منايل المهدد بالسقوط سيلعب واحدة من أهم المقابلات في مشواره، والتي ستجمعه بأقرب منافس له، والعوامل التقليدية تبقى كفيلة بحسم الأمور.
ص / فرطــاس
