يلتقي صبيحة اليوم، أعضاء الجمعية العامة للاتحاد الجزائري لكرة القدم في جمعية عامة عادية، هي الأخيرة في العهدة الحالية للمكتب الفيدرالي، وستكون تقييمية، تمهيدا لتزكية مسبقة وبالإجماع لوليد صادي من أجل مواصلة مهامه على رأس الفاف لعهدة ثانية تواليا، خاصة وأنه المترشح الوحيد لخلافة نفسه، تحسبا للجمعية الانتخابية المزمع عقدها يوم 25 فيفري الجاري.
دورة اليوم، والتي سيحتضن أطوارها نادي الجيش ببني مسوس، من المقرر أن تشهد تكريم بعض الوجوه الرياضية، عرفانا بما قدمته للكرة الجزائرية، في صورة الرئيس السابق للفاف محمد روراوة، اللاعب الدولي السابق علي بن الشيخ، وكذا بعض رؤساء الرابطات الذين وضعوا نقطة النهاية لمسيرتهم في التسيير الرياضي بنهاية العهدة الماضية، كعلي باعمر، الرئيس السابق لرابطة ورقلة الجهوية ومحمد سكفالي، الذي قضى ربع قرن في رئاسة رابطة قالمة الولائية، وعليه فإن رئيس الاتحادية وليد صادي أصر على استغلال هذه الفرصة لتكريم هذه الشخصيات، لأن هذه التكريمات أصبحت من «التقاليد» المعمول بها في الجمعيات العامة للفاف.
إلى ذلك، فإن أشغال الجمعية العامة العادية من المرتقب أن تكون مجرد إجراء شكلي، لأن حصول صادي على التزكية بالإجماع أمر لا نقاش فيه، بالنظر إلى العمل الذي قام به منذ توليه رئاسة الفاف في سبتمبر 2023، والذي اتضحت نتائجه ميدانيا على الصعيدين الميداني والإداري، لأن تخليص النوادي المحترفة من هاجس الديون التي كانت مقيّدة ضدها، والناتجة عن قرارات الغرفة الفيدرالية للمنازعات، ساهم بشكل كبير في خلق توازن في المنافسة، سواء في بطولة الرابطة المحترفة، أو قسمي الهواة وما بين الجهات، وذلك بعد لجوء صادي إلى اعتماد «بروتوكول» بين الفاف والأندية لتسوية المستحقات العالقة للاعبين والمدربين لفترات سابقة، وهو إشكال كان مطروحا بحدة في المواسم الماضية، وألقى بظلاله على البطولة بمختلف مستوياتها، إلى درجة أن بعض الفرق لم تتمكن من «الصمود» في الساحة، بسبب عدم قدرة مسيريها على التخلص من إرث الديون العالقة، وما لذلك من عواقب، كانت أبرزها منع تأهيل لاعبي الأكابر، والنماذج الميدانية كثيرة ومتعددة لفرق سقطت من الرابطة المحترفة، لتتدحرج بسقوط حر إلى الجهوي أو إلى قسم ما بين الجهات.
من جهة أخرى، فإن العهدة الأولى لصادي على رأس الفاف، والتي امتدت على مدار 17 شهرا، شهدت رسم خارطة طريق لتجديد الهيئات الكروية، وهذا تزامنا مع انتخابات التجديد تحسبا للعهدة الأولمبية، وذلك من خلال المزاوجة بين الخبرة والتشبيب، مع وضع استراتيجية عمل «موحدة»، ألزمت فيها الاتحادية كل الرابطات بالتوجه نحو التسيير وفق نظام يهدف إلى ترشيد النفقات، والتشاركية والحوكمة في دراسة الملفات الحاسمة، فضلا عن التواصل المباشر مع القاعدة، إضافة إلى توطيد العلاقات مع المحيط وباقي الهيئات، سيما وأن التوجه الجديد للوزارة يصب في إطار المراهنة على ضخ دماء جديدة في المنظومة الكروية الوطنية، مع اختيار الرياضة المدرسية كنقطة انطلاق للمشروع الجديد، وهذا بإبرام اتفاقيات شراكة، بطابعها «الوطني» و»المحلي»، وهي الأمور التي منحت صادي نقاطا إضافية في المشروع الذي كان قد سطره عند توليه رئاسة الفاف، والذي كان مبنيا على 21 محورا، لكن النشاط الميداني رفع من ريتم العمل، بتوجهه نحو جوانب أخرى.
على صعيد آخر، فإن دورة اليوم ستعرف عرض الحصيلة المالية للاتحادية، والتي تأخذ في الحسبان عقود «الرعاية» التي أبرمها صادي منذ توليه رئاسة الفاف، ولو أن الوضعية الحالية دفعت برئيس الاتحاد إلى اقتراح الاستثمار في الوضعية المالية، وذلك بتسجيل مشروع لانجاز ملحق فندق بمركز سيدي موسى، يندرج ضمن المساعي الرامية إلى الرفع من طاقة الاستيعاب، وهو المشروع الذي سيتم عرضه للمصادقة في دورة اليوم، ضمن مشروع ميزانية سنة 2025.
ص/ فرطاس