تضع مباريات الجولة 18 لبطولة وطني الهواة كوكبة المتنافسين على تأشيرة الصعود على صفيح ساخن، وإفرازاتها كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر بخصوص معالم السباق خاصة بالنسبة لاتحاد عنابة، الذي سيلعب مصيره اليوم بالحراش، في قمة تعد بمثابة «النهائي» في مشوار أبناء «بونة»، في الوقت الذي سيكون المتصدر مستقبل الرويسات على موعد مع «ديربي» المدينة، عند النزول في ضيافة اتحاد ورقلة، في قمة النقيضين، والتي تكتسي نتيجتها أهمية في حسابات الصعود والسقوط، بينما تبقى كوكبة المهددين في مأموريات متباينة، ولو أن موقعة شلغوم العيد تبقى الأهم بالنسبة لقاعدة الهرم، مادام أحد طرفيها هو شباب برج منايل، الذي يصارع من أجل تفادي المقعد الثالث المؤدي إلى قسم ما بين الجهات، رغم تشبث أولمبي المقرن بأمل النجاة.
القمة الأولى لهذه الجولة، سيحتضن أطوارها ملعب المحمدية بالحراش، وتجمع الاتحاد المحلي بالضيف اتحاد عنابة، في لقاء لا تقبل نقاطه القسمة على اثنين، بالنظر إلى وضعية الفريقين، ولو أن الأفضلية على الورق تبقى لصالح أهل الدار، الذين ورغم حرمانهم من الدعم الجماهيري بسبب العقوبة، إلا أن “الفورمة” التي ظهروا بها في منافسة الكأس ترجح كفتهم، خاصة وأنهم منتشون بالتأهل إلى ربع النهائي، دون تجاهل المستوى الذي قدمته تشكيلة المدرب عصمان في وهران، والذي كان عبارة عن مؤشر ميداني على النوايا الجادة في تجسيد حلم العودة إلى الرابطة المحترفة، بينما سيلعب الاتحاد العنابي آخر حظوظه، لأن التأخر ب 10 خطوات عن الرائد الحالي، يضع أبناء “بونة” أمام حتمية تفادي الهزيمة، ولو أن التعادل قد لا يكفي للمحافظة على هذا الهامش، وتشكيلة المدرب عباس تمر بفترة متذبذبة، جسدتها الهشاشة الدفاعية، ومع ذلك فإن حسابات الحظ الأخير كفيلة بإرغام “الطلبة” على خوض أهم مباراة في مشوارهم.
إلى ذلك، فإن الرائد مستقبل الرويسات سيكون على موعد مع مباراة محلية يلاقي فيها الجار اتحاد ورقلة، في “ديربي” نتيجته جد مهمة للطرفين، لأن “المستقبل” يسعى لمواصلة سلسلة الانتصارات، وبالتالي المحافظة على فارق 5 نقاط، تفاديا لأي “سيناريو” في قادم الجولات، بينما يبقى الإتحاد يصارع من أجل الابتعاد أكثر عن منطقة الجاذبية، على اعتبار أنه أقرب فريق إلى مثلث السقوط، ويبتعد بثلاث خطوات فقط عن أول النازلين.
على صعيد آخر، فإن باقي المباريات تكتسي نتائجها أهمية قصوى في حسابات السقوط، لأن الفارق بين رابع الترتيب وعتبة النزول لا يتعدى 8 نقاط، وعليه فإن نتيجة شباب برج منايل بشلغوم العيد تبقى “مفصلية” في معطيات صراع “النجاة”، وأبناء “الشاطو” سيعملون على توظيف ورقتي الأرض والجمهور، بحثا عن انتصار يمكنهم من ضرب عصفورين بحجر، وذلك بمد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، فضلا عن التعقيد من وضعية “الكوكليكو” ضمن مثلث المؤخرة.
إلى ذلك، سيسعى اتحاد الشاوية لاستغلال أفضلية العوامل التقليدية لتدعيم الرصيد، وإجبار الضيف أولمبي المقرن على الاستسلام المسبق لأمر السقوط، والحسابات ذاتها تنطبق على سفرية مولودية قسنطينة إلى الوادي، لأن الاستثمار في أزمة الاتحاد السوفي يبقى الخيار الحتمي للمولودية، بينما يبقى “ديربي” باتنة بين المولودية والشباب بحسابات مبنية بالأساس على السعي للخروج من منطقة الخطر، كما ستخوض جمعية الخروب اختبارا عسيرا داخل الديار، لأن شبيبة جيجل استفاقت بشكل ملحوظ في بداية مرحلة الإياب، بإحراز فوزين متتاليين، ووضعية “لايسكا” تمنعها من أي تعثر، في الوقت الذي تبدو فيه مأمورية نادي التلاغمة ببومرداس معقدة . ص / فرطــاس