خرج رئيس مولودية قسنطينة نور الدين قدري، في خضم الأزمة التي يعيشها الفريق عن صمته ليؤكد أن استقالته الأخيرة كانت مجرد رد فعل انفعالي، لكنه لن يتخلى عن الموك في هذا الظرف الحساس، داعيا الجميع إلى الالتفاف حول النادي لإنقاذه من المصير المجهول.
وقال قدري في تصريح خاص للنصر:» الموك ليست ملكا لي وحدي، بل هي إرث مشترك لكل من يحبها، وعلى كل من يدّعي الانتماء لهذا النادي أن يتحمل مسؤولياته. الأزمة التي نعيشها اليوم ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات سنوات طويلة، ولا يمكنني بمفردي مواجهة هذا الوضع دون دعم حقيقي من محبي الفريق والمسؤولين على حد سواء».
قلصت الديون من 14 مليارا إلى 4 ملايير
وكشف رئيس المولودية، أن الأزمة المالية كانت وما زالت العائق الأكبر أمام استقرار الفريق، مشيرا إلى أنه نجح بعد مجهودات جبارة في تقليص الديون المتراكمة من 14 مليار سنتيم إلى 4 مليارات فقط، وهو ما اعتبره إنجازا كبيرا ساهم في تخفيف الضغوط المالية التي يعاني منها النادي منذ سنوات، وأضاف في هذا السياق: «كل الرؤساء الذين تعاقبوا على الفريق تركوا ديونا أثقلت كاهله، وكانت السبب الرئيسي في الأزمات المتكررة مع بداية كل موسم. منذ استلامي للمهمة، عملت بكل جهد على معالجة هذا الإشكال، واستطعنا بفضل الله تخفيض الديون بشكل كبير، مما مكّننا من استعادة جزء من الاستقرار، لكن لا يمكنني تحمل هذا العبء بمفردي إلى ما لا نهاية».
سأسلم الإجازات للسلطات غدا
كما أعلن قدري عن عزمه تسليم السلطات إجازات اللاعبين يوم الأحد، مؤكدا أنه لم يعد قادرا على تحمل الضغط بمفرده، في ظل غياب الدعم المالي.
وتعهد قدري بعدم ترك الفريق يواجه خطر السقوط، مشيرا إلى أن إنقاذ الموك يتطلب جهودا جماعية، وليس مجرد انتقادات من بعيد.
وقال في هذا الصدد: «أتعهد بأن المولودية لن تسقط، لكن على الجميع الالتفاف حولها ودعمها في هذا الظرف الحساس. أنا مناصر قبل أن أكون رئيسا، ولم أبخل يوما بشيء على الفريق، لكن هناك من اختاروا إدارة ظهورهم له في هذا الوقت العصيب، معتقدين أنهم يضعفون قدري، في حين أن الحقيقة هي أن الموك هي التي تحتاج إليهم اليوم».
قد نضطر لفتح أبواب اللقاءات المتبقية بالمجان
وفي خطوة تهدف إلى تحفيز الجماهير على تقديم الدعم المطلوب، أعلن قدري عن إمكانية فتح أبواب المباريات المتبقية بالمجان، داعيا الأنصار إلى العودة بقوة إلى المدرجات، معتبرا أن دعمهم المعنوي سيكون حاسما في هذه المرحلة الحساسة.
وبخصوص مستقبله على رأس النادي، أكد قدري أنه لا يتمسك بالمنصب، ومستعد للتنحي في أي وقت، لكن بشرط أن يكون خليفته قادرا على تقديم 4 مليارات سنتيم كضمان مالي، لضمان عدم ترك الفريق في أزمة أكبر، وأوضح قائلا:»أنا مستعد للتنازل عن منصبي لأي شخص يرى في نفسه القدرة على قيادة النادي نحو بر الأمان، لكن تسيير المولودية يحتاج إلى إمكانيات مادية ورؤية واضحة، وليس مجرد وعود. لهذا، من يريد استلام زمام الأمور، عليه أن يثبت جديته كما فعلت أنا عندما قدمت ملياري سنتيم قبل استلام المهمة.»
وفي ختام حديثه، وجه قدري نداء إلى كل محبي المولودية، مؤكدا أن الفريق في حاجة إلى دعم أبنائه الحقيقيين، وليس إلى المزيد من الانتقادات والوعود الفارغة، وقال في رسالته الأخيرة: «الموك اليوم تنادي أبناءها الحقيقيين، إلى كل من يستطيع المساعدة بالفعل وليس بالكلام. أنا هنا، وسأظل إلى جانب الفريق، لكن يدي وحدها لا تكفي... فهل من مستجيب ؟».
ودخلت المولودية نفق الحسابات المعقدة في صراع البقاء، بعد الانهزام الأخير أمام شباب برج منايل، مما جعل الفارق يتقلص إلى ثلاث نقاط فقط عن أول المهددين بالسقوط.
وسيكون الفريق على موعد مع مباراة مصيرية يوم الجمعة المقبل، عندما يستضيف الجار جمعية الخروب في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين.
وتواجه الموك إشكالا يتمثل في غياب ومقاطعة بعض اللاعبين، ما يفرض على الإدارة بذل جهود إضافية لتجميع التعداد وضمان الجاهزية لهذا الموعد الحاسم.
في المقابل، سيشهد اللقاء عودة كل من الدسن وبن ساحلي بعد استنفادهما للعقوبة. سمير. ك