أصحاب «الأقدام الحافية» يخرجون فريق الملايير من البوابة الخلفية
فجر نادي بارادو مساء أول أمس مفاجأة مدوية في مستهل الدور الثاني والثلاثين من كأس الجمهورية، من خلال إقصائه أحد أقطاب الكرة الجزائرية فريق اتحاد الجزائر الذي دخل هذا الدور المتقدم بمعنويات تعانق السحاب، نتيجة تواجده في رواق الأفضلية قياسا بما يمتلكه من إمكانات بشرية ومادية ومعها العوامل الكلاسيكية.
«الصغير» بارادو القادم من وسط هرم الرابطة المحترفة الثانية، لقن الجميع درسا في الواقعية وحسن استثمار الموارد البشرية، في بداية موسم جني ثمار الأكاديمية الكروية التي وضع حجر أساسها الرئيس خير الدين زتشي في العام 2007 بالتعاون مع أكاديمية الفرنسي جون مارك غيو، ولئن انغمست أكبر الأندية الجزائرية في التسوق بمبالغ «فلكية» في بورصة لاعبين محليين، لم يتمكنوا من انتزاع مكانة ضمن المنتخب الأول، منذ عودة الخضر إلى العالمية في العام 2010، فإن أصحاب «الأرجل الحافية» شقوا طريق المجد في صمت وبخطى ثابتة، بداية بابن مدينة قسنطينة رامي بن سبعيني الذي احترف عن جدارة واستحقاق في القارة العجوز، ويلعب حاليا بانتظام في صفوف نادي مونبيلييه الفرنسي إلى جانب رياض بودبوز، و يحظى بثقة الناخب الوطني كريستيان غوركوف الذي يرى فيه «النموذج» الأمثل للاعب الشاب، مرورا بعديد اللاعبين الذين اقتحموا عالم الاحتراف وصنعوا لأنفسهم أسماء في الرابطتين الأولى والثانية في صورة عبد الرؤوف بن غيث، الذي سطع نجمه قبل أيام في نهائيات «كان» أقل من 23 سنة في السنغال، أين أعاد رفقة خريجي أكاديمية الفاف وبعض الشبان الموهوبين الكرة الجزائرية إلى الأولمبياد بعد 35 سنة من الغياب، ليفجر «الباك» أول أمس أكبر مفاجأة في المنافسة الأكثر شعبية محليا، بإخراجه العملاق اتحاد الجزائر عبر البوابة الخلفية، و تكمن أهمية انجاز كتيبة سي الطاهر شريف الوزاني في تباين الإمكانات والمؤهلات بين الطرفين، وتألق بن غيث ورفاقه بفضل إيمانهم بإمكاناتهم وإصرارهم على البروز ومقارعة الكبار دون عقدة، ما دامت الكرة وخاصة في منافسة السيدة الكأس لا تعترف بمنطق الأسماء و الانتماء، فكان الضحية اتحاد دخل المباراة في ثوب صاحب الاختصاص في منافسة السيدة الكأس، برصيد تسعة نهائيات وثمانية تتويجات، كما أن أبناء سوسطارة يتواجدون في أفضل حالاتهم، وهم بصدد أداء أحد أفضل مواسمهم، فمنذ أيام نشطوا نهائي رابطة أبطال إفريقيا، ويتربعون على كرسي ريادة الرابطة المحترفة الأولى، بفارق تسع نقاط عن الوصيف وبمباراة متأخرة وبهزيمة واحدة تلقوها في مستهل الموسم، وكلها أرقام وانجازات تزيد من قيمة خريجي أكاديمية بارادو، الذين أكدوا بما لا يدع مجالا للشك جودة منتوج هذه المدرسة الكروية، التي اختارت طريق التكوين والعمل على المدى البعيد، بتطلعها إلى صناعة نموذج عصري وحديث في مجال التكوين الرياضي، الذي تأكد القائمون على شؤون الكرة عندنا بأنه صار خيارا ضروريا لصناعة لاعبين في مستوى التطلعات والآمال.
نورالدين - ت