أعلنت أمس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بأن مهاجم ليل الفرنسي ياسين بن زية، اختار رسميا اللعب للجزائر، حيث التقى اللاعب أمس رئيس «الفاف» محمد روراوة بفرنسا، وتمت مناقشة العديد من الأمور الخاصة بموضوع التحاقه بالكتيبة الوطنية، قبل أن يوافق بن زية على حمل ألوان منتخب بلده الأصلي، لينهي بذلك الجدل الذي دام أكثر من سنتين، كون بن زية كان مترددا في حسم مستقبله الدولي، وعاش ضغوطات كبيرة، من أجل دفعه للسير على خطى نبيل فقير الذي حمل ألوان الديكة بطريقة لا تزال تثير غضب مسؤولي الفاف.
هذا وستباشر الفاف إتمام الإجراءات اللازمة لتأهيل المهاجم بن زية مع المنتخب الوطني، على اعتبار أن الأخير سبق وأن تقمص ألوان منتخب فرنسا للفئات الصغرى، وشارك مع أشبال الديكة في مونديال فئة أقل من 17 سنة، الذي انتظم عام 2011 بالصين. وفضل مهاجم ليل اللعب لمصلحة الخضر، بعد اقتناعه بالمشروع الرياضي الجزائري، وبنصيحة الناخب الوطني كريستيان غوركيف، ورئيس الاتحادية محمد روراوة. للتذكير كان الرجل الأول في بيت الفاف قد أعلن الشهر الماضي عن اقتراب انضمام بن زية إلى المنتخب الوطني، ولكن اللاعب كذب ذلك، مؤكدا بأنه لم يفصل بعد في مستقبله الدولي، قبل أن يصرح الأسبوع الماضي في تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، بأنه اختار أخيرا المنتخب الذي سيلعب له، وأنه سيعلن عن قراره في الأيام القادمة، وهو ما حصل بالفعل، حين التقى برئيس الفاف روراوة، وأكد بأنه سيلعب للجزائر.
روراوة تنقل إلى فرنسا خصيصا لحسم القضية
وكان رئيس الفاف قد أصر على ملاقاة المهاجم ياسين بن زية شخصيا، خاصة وأنه لم يكن مستعدا لتضييع صفقة لاعب مغترب آخر لصالح المنتخب الفرنسي، الذي ظفر بخدمات الموهبة نبيل فقير الموسم الماضي.
ونجح روراوة في إقناع بن زية بحمل ألوان الخضر، حيث سارع لتأكيد الخبر عبر موقع الفاف، التي نشرت صورا للرجل الأول في بيت «الفاف»، رفقة مهاجم ليل بأحد الفنادق الفخمة بفرنسا.ولم يسبق لروراوة أن تنقل شخصيا لملاقاة أي لاعب يود جلبه، حيث كان يكتفي بإرسال الناخب الوطني أو المناجير العام يزيد منصوري، لكن رغبته هذه المرة في عدم تضييع موهبة بمواصفات بن زية، جعلته يسارع إلى فرنسا من أجل إغلاق ملف اللاعب، الذي ينتظر أن يتم تأهيله على مستوى الفيفا خلال الأيام القليلة القادمة، بعد توقيعه على التعهد الكتابي أخيرا.
غوركوف سيستدعيه لتربص مارس القادم
هذا ومن المرتقب أن يتم استدعاء بن زية إلى المنتخب الوطني خلال شهر مارس المقبل، بمناسبة مبارتي إثيوبيا لحساب التصفيات المؤهلة لكأس أمام إفريقيا 2017 بالغابون، ويعد مهاجم ليل الفرنسي من أهم الخيارات التي كان يصر غوركوف على ضمها إلى الكتيبة الوطنية، بالنظر للمواصفات الهجومية التي يتمتع بها خريج مدرسة ليون، والتي ستجعله يشكل ثنائيا ذهبيا مع المهاجم إسلام سليماني.للإشارة سجل بن زية (21 سنة) 5 أهداف في بطولة الرابطة الأولى الفرنسية هذا الموسم بألوان نادي ليل، الذي انضم إليه الصائفة الماضية قادما من فريق ليون الذي لم يكن يحظى بكامل الفرصة معه.
مروان. ب
في أول تصريح لبن زية: اخترت الخضر بكل فخر.. إنه اختيار القلب
أكد المهاجم بن زية بأنه فخور بحمل قميص الخضر، وكتب عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي ( فايسبوك): «لقد اخترت تمثيل الخضر بكل فخر، ومن بين أسباب اختياري، المستوى الكبير الذي وصل إليه المنتخب الجزائري، وكذلك اللاعبين الذين يشكلونه، إضافة إلى أنه اختيار القلب، والارتباط العائلي بالجزائر».
وأضاف: «صحيح الاختيار لم يكن سهلا، بسبب ارتباطي بالمنتخب الفرنسي، الذي أعطاني الكثير في مسيرتي الكروية. أتمنى أن أكون عند حسن الظن، وأن أندمج بسرعة وأساعد الفريق على التتويج بالألقاب».كما قال بن زية في تصريحات عبر صفحة الفيسبوك: «سعيد جدا وفخور من أجل والداي، وجميع أفراد عائلتي التي تعيش في الجزائر. لقد تلقيت العديد من رسائل التهنئة، هذا الاختيار كان بعد تفكير عميق. كنت انتظر الوقت المناسب لأبوح به. أنا الآن متحمس كثيرا للانطلاق في هذه المغامرة، هذا إذا كنت محظوظا وتم استدعائي».
كما أضاف: «لقد التقيت غوركوف الذي شرح لي عديد الأمور. كنا إيجابيين في حوارنا، واتخذت قراري بعد اتفاقي مع عائلتي، وكيل أعمالي وكذا محيطي. أظن أن هذا الخيار كان الأحسن.
التحديات؟ يوجد قبل كل شيء تصفيات الكان بداية من مقابلة إثيوبيا الشهر المقبل وشهر جوان، كما سيكون للمنتخب موعدا مع تصفيات المونديال شهر سبتمبر».
وختم بن زية: «أريد أشكر المنتخب الفرنسي الذي حملت ألوانه بداية من فئة أقل من 16 عاما. لقد منحوني الكثير. احتفظ بعدة ذكريات وأصدقاء مميزين، أما الآن فقد فتحت صفحة جديدة».
مروان. ب
