أكد رئيس جمعية عين كرشة العربي العمري، بأن شروع الفريق في التحضير للموسم القادم جاء بعد مخاض عسير، لأن الأزمة المالية تجاوزت الخطوط الحمراء، بسبب التأخر في استكمال الإجراءات الإدارية المقترنة بتسريح حصة النادي من إعانة البلدية، مقابل بقاء مؤشر ديون المواسم الثلاثة الفارطة مرتفعا، مما جعل التفكير في المستقبل مغامرة غير مضمونة العواقب.
العمري، وفي حوار مع النصر، اعترف بأنه وافق على مواصلة حمل مشعل التسيير، بنية إنقاذ «لاجيباك» من الانسحاب النهائي من المنافسة، وبالمرة حماية الإنجازات التاريخية المحققة في المواسم الأخيرة، مضيفا بأن الوضعية الراهنة تجبر اللجنة المسيرة على إعادة النظر في سياسة التسيير المنتهجة، وذلك بالاعتماد أكثر على العناصر المحلية لتقليص المصاريف، مع حصر الهدف في حدود العمل على تفادي السقوط إلى الجهوي.
هل لنا أن نعرف الأسباب التي كانت وراء التأخر في انطلاق التحضيرات؟
هناك سبب رئيسي ووحيد، ويتمثل في الجانب المادي، لأن النادي لم يتحصل الموسم المنصرم على أي سنتيم من السلطات المحلية، ومصاريف التسيير لتلك الفترة الإستثنائية قاربت 1,8 مليار سنتيم، وقد نجت الجمعية من شبح السقوط في آخر جولة من البطولة، في «سيناريو» كان أشبه بالمعجزة، بالنظر إلى النتائج الكارثية التي كانت في بداية المشوار، ولو أن كل حساباتنا كانت مبنية على إعانة البلدية لتسديد شطر من الديون، لأنها تراكمت على مدار 3 سنوات، عقب تقلص حجم الإعانات المقدمة، بالمقارنة مع ما كانت عليه في المواسم التي سبقت عهدتنا، وتأخر استكمال الإجراءات الإدارية، حال دون وصول إعانة بنحو ملياري سنتيم لخزينة النادي، رغم أن المجلس كان قد عقد دورته منذ نحو ثلاثة أشهر، وبالتالي فقد كان من المستحيل الحديث عن المستقبل في غياب أي مؤشر انفراج، في ظل ارتفاع الديون إلى أزيد من 2,6 مليار سنتيم، وقد طرقت جميع الأبواب طيلة الصائفة المنقضية، بحثا عن مخرج من هذه الوضعية العالقة، إلا أن دار لقمان ظلت على حالها.
لكن القطار انطلق من جديد بعد وضعه على السكة، فكيف كان ذلك؟
تواجد الفريق في القسم الثالث يعد إنجازا تاريخيا، تحقق خلال الفترة التي تولينا فيها تسيير الجمعية، إثر النجاح في الصعود لموسمين متتاليين، بعدما كانت «لاجيباك» قد لازمت الجهوي لعقود عديدة، وبالتالي فلم يكن باستطاعتنا التنازل بسهولة عن هذا المكسب، رغم أنني شخصيا فتحت الباب أمام كل من يرغب في رئاسة النادي، شريطة تسوية الديون العالقة، لأن هناك بعض الأطراف كانت قد حاولت الاستثمار في الظرف الاستثنائي لتتغنى بحبها للفريق، ودفاعها عن مصلحته، ولو أن نفس الأشخاص كانوا خلال الموسم الماضي يترقبون السقوط إلى الجهوي، في الوقت الذي تحرك فيه الكثير من المناصرين الأوفياء، وأصروا على ضرورة استئناف النشاط، فكانت الوعود التي تلقيناها من مسؤولي البلدية، كافية للشروع في العمل.
في ظل هذه الظروف، ما هو جديد الفريق تحسبا للموسم المقبل؟
المحافظة على الانجاز المحقق، يستوجب ضمان الاستقرار على جميع الأصعدة، لأن التواجد في الوطني الثالث كان ثمرة استقرار كبير في التعداد، وعليه فقد قررنا تجديد الثقة في الطاقم الفني بقيادة سمير زللو، مع الاحتفاظ بأغلب الركائز، والتي تقيم بعين كرشة وعين مليلة، لأننا لا نتوفر على الامكانيات التي من شأنها أن تدفع بنا إلى جلب لاعبين من ولايات أخرى، وبالتالي فإننا سنعتمد على المنتوج المحلي، لتقليص كتلة المصاريف، وهذا وفق الإمكانيات المادية المتوفرة، على اعتبار أن الوضع الراهن، يحتم علينا توزيع الإعانة التي ننتظر وصولها إلى خزينة النادي، بين تسديد شطر من الديون وتخصيص حصة للتسيير الحالي.
نفهم من هذا الكلام أن الموسم القادم سيكون صعبا بالنسبة لكم؟
الصعوبة تكون دوما في الانطلاقة، لأن ترتيب البيت ليس بالأمر السهل، وإقناع اللاعبين بالشروع في التدريبات كان نتيجة الثقة المتبادلة بيننا، لأنهم لم يتحصلوا على أي سنتيم، وهناك حتى من مازالت لديه مستحقات عالقة منذ الموسم الماضي، دون تجاهل تكاليف اقتناء العتاد وكذا تغطية مصاريف التحضير، فضلا عن تكلفة الملفات الطبية، وهي أمور تستوجب توفر السيولة المالية، وبداية التحضيرات كانت مع أبناء المدينة، في انتظار تدعيم التعداد بعناصر بإمكانها تأطير المجموعة، رغم أن الفريق سيتأثر بنقص التحضير، لكننا نفكر بجدية في المشوار المراطوني، لأن بطولة الموسم القادم صعبة للغاية، والمنافسة ستمتد على مدار 30 جولة، وهدفنا لن يتجاوز عتبة السعي لضمان البقاء بكل أريحية، لأننا أصبحنا مطالبين بالمحافظة على مكانة «لاجيباك» في هذا المستوى، وتجنب السقوط مجددا إلى الجهوي.
حــاوره: ص/ فرطــاس