أسفرت مخلفات الجولة الخامسة لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، عن إبرام عقد شراكة ثنائي في صدارة الفوجين، مع ارتسام المعالم الأولية لسباق الصعود، بكشف العديد من الفرق عن نواياها في حجز مقعد على متن القطار المؤدي إلى قسم ما بين الرابطات، في الوقت الذي أثبتت فيه أندية أخرى عجزها الكلي عن مسايرة ريتم المنافسة، الأمر الذي قد يجعلها تستسلم مبكرا لمصير السقوط، في صورة رجاص، تالة إيفاسن، وفاق عباس، وبدرجة أكثر بئر العرش ورمضان جمال.
فعلى مستوى المجموعة الأولى، لم تكن الراحة الإجبارية التي ركن لها الصاعد المتمرد وداد زيغود يوسف، كافية لتجريده من عرش الصدارة، بل التحق به وفاق القل في الريادة، وذلك في أعقاب سقوط الملعب السطايفي في «الديربي» الذي جمعه بالجار نجم عين ولمان، في قمة اهتزت فيها شباك «الصاص» لأول مرة هذا الموسم، مما كلف تشكيلة المدرب بلحوسين هزيمة، قطعت أمامها الطريق نحو الريادة، مما أبقى «الوازي» متربعا على العرش، لكن بشراكة مع وفاق القل، سيما وأن «الدلافين» حققت الأهم، وتجاوزت عقبة الضيف وفاق عباس، ولو بصعوبة كبيرة، بهدفي مومن وبوسيس في الشوط الثاني.
من جهة أخرى، فقد واصل شباب الطاهير تسلق سلم الترتيب بعد عودته بكامل الزاد من تالة إيفاسن، حاله حال نجم عين ولمان، الذي سمحت له ثنائية بجاوي وعطاء الله في مرمى «الصاص» من القفز إلى الصف الثالث، مما يعني بأن التنافس على ورقة الصعود في هذا الفوج، سيكون بمعادلة خماسية الأطراف، من بينها ثلاثة أندية مازالت لم تتجرع مرارة الهزيمة، بينما تواصلت معاناة وفاق عباس، بعجزه عن تذوق نشوة الفوز إلى حد الآن، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد تالة إيفاسن المنهزم للمرة الثالثة داخل الديار، إضافة إلى شبيبة رجاص المنهارة كلية، وعبدت الطريق أمام نجم هنشير تومغني للسطوع، وإحراز أول انتصار له في الموسم.
على صعيد آخر، فقد كرست إفرازات هذه المحطة الوضع القائم على مستوى ريادة المجموعة الثانية، بعد تعثر شباب حمام السخنة وجمعية أولاد زواي، باكتفاء كل طرف بالتعادل في عقر الديار، ولو أن نتيجة «الحمّام» كانت منتظرة، بمراعاة طابع «الديربي»، لكن تعثر أولاد زواي كان مفاجئا، بحكم أن الضيف ترجي تاجنانت يعاني، ومع ذلك فقد تمكن من الصمود.
هذه المخلفات، أبقت عقد الشراكة الثنائي في الصدارة ساري المفعول لجولة أخرى على الأقل، إلا أنها خدمت مصلحة كوكبة المطاردة، خاصة بعد ركون اتحاد الفوبور إلى الراحة الإجبارية، مقابل نجاح شباب الميلية وشبيبة منزل الأبطال في تحقيق الأهم داخل الديار، ليكون رائد بوقاعة أكبر مستفيد من هذه الجولة، إثر عودته بكامل الزاد من رمضان جمال، الأمر الذي أبقى «الورد» في المؤخرة، ورحلة بحثه عن أول نقطة وأول هدف في الموسم متواصلة، حاله حال شريكة شباب بئر العرش، وهو الثنائي الذي يكون قد وضع القدم الأولى في الجهوي الثاني مبكرا، مادامت «كوطة» السقوط، لا تقل عن 4 فرق من كل فوج.
ص/ فرطــاس
