تعطى ظهيرة غد الجمعة، إشارة انطلاق الموسم الجديد لبطولة ما بين الجهات في ظروف استثنائية، لأن إشكالية التمويل ألقت بظلالها على أغلب النوادي، الأمر الذي جعل العديد من الفرق تجد صعوبة كبيرة في ترسيم مشاركتها في المنافسة، بسبب عدم القدرة على تسديد مستحقات الانخراط، فضلا عن الاضطرابات التي عاشت على وقعها الأندية في فترة التحضيرات، بصرف النظر عن تواجد 8 أندية من هذا القسم تحت طائلة عقوبة المنع من الاستقدامات، تنفيذا للقرارات الصادرة عن الغرفة الفيدرالية للمنازعات، امتدادا للوضعيات العالقة التي ما فتئت تلاحق الأندية المعنية منذ مرورها عبر تجربة الاحتراف.
النسخة الثالثة لبطولة الوطني الثالث بتسميتها الجديدة، ستكون في ستة أفواج، بنفس نظام الموسم الفارط لكن بمعطيات مختلفة، خاصة في الشق المقترن بحسابات السقوط، لأن التدحرج إلى الجهوي الأول سيكون المصير الحتمي لـ 9 فرق على أقصى تقدير من منطقة الشمال، في وجود ثلاثة ممثلين للجهة الجنوبية في الوطني الثاني، و”الكوطة” مرشحة للانخفاض إلى عتبة 6 أندية، مقابل صعود بطل كل فوج بصورة أوتوماتيكية إلى الرابطة الثانية.
وانطلاقا من هذه المعطيات، فإن مجموعة الشرق ستحتفظ بخصوصياتها في المنافسة، خاصة وأن بعض الزبائن التقليديين قاموا بتحضيرات في المستوى تحسبا لخوض سباق الصعود، على غرار نجم تازوقاغت، مولودية باتنة، اتحاد تبسة، وحتى نجم بني والبان، الذي ورغم انطلاقته المتأخرة في التدريبات إلا أن التركيبة البشرية توحي بلعب ورقة الصعود، والسعي لتحقيق الحلم الذي ضاع في الأمتار الأخيرة لموسمين متتاليين، في الوقت الذي سيسجل فيه ثنائي ولاية قسنطينة اتحاد الفوبور ووداد زيغود يوسف تواجدا تاريخيا لأول مرة في هذه الحظيرة، والأمر ذاته ينطبق على فرفوس بئر العاتر، ولو أن “الوازي” لم يحضّر بكيفية جيدة، بسبب الظروف المادية، والإشكال طرح أيضا بالنسبة لترجي قالمة، شباب قايس وبدرجة أقل شباب عين فكرون.
والملفت للانتباه أن تركيبة مجموعة “وسط - شرق” تضم عدة فرق سبق لها اللعب في الرابطة المحترفة، في صورة مولودية وشبيبة بجاية، أهلي البرج وأمل بوسعادة، مع تواجد هذا الرباعي ضمن القائمة المحظورة من الاستقدامات، الأمر الذي يجعل مشاركة “البوسعادية” والأهلي في جولة التدشين مهددة، وغير مؤكدة، جراء صعوبة استخراج الإجازات، و”سيناريو” دفاع تاجنانت قد يتكرر، في الوقت الذي نجح فيه فريقا مدينة بريكة، الأمل والمولودية، في العودة مجددا إلى هذا القسم عبر بوابة جهوي باتنةّ، فضلا عن دخول اتحاد سطيف المنافسة بثوب جديد، تحت قيادة طاقم سابق للوفاق السطايفي، وبتعداد يقوده الدولي السابق حاج عيسى، ولو أن الصاعد الجديد أولمبي أقبو سرق الأضواء مبكرا، بطريقته في التسيير، وكذا الاستقدامات التي قامت بها إدارته، والتي تجعله من بين أكبر المرشحين للتنافس على تأشيرة الصعود إلى الرابطة الثانية.
ص / فرطــاس