أبدى رئيس نجم تازوقاغت عمارة خدومة، الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على لعب الأدوار الأولى في بطولة ما بين الجهات الموسم القادم، وأصر على ضرورة رفع عارضة الطموحات عاليا، من خلال المراهنة على ورقة الصعود إلى الرابطة الثانية.
وأكد خدومة في حوار خص به النصر، بأن المعالم الأولية لمقومات النجاح قد أخذت ترتسم، بعد الوعود التي قدمها المجلس البلدي، بشأن الدعم المالي، خاصة وأنه صنف الأمور المادية في خانة العقبة التي حالت دون تجسيد حلم الصعود خلال الموسم المنقضي، وهذا بعد التخلص من إشكالية الملعب، رغم أن ضمان البقاء في قسم ما بين الجهات، تجسد بأريحية كبيرة، وبإعانات لم تتجاوز 400 مليون سنتيم، على مدار سنتين.
*في البداية، ما تقييمكم لمشوار الفريق في بطولة ما بين الجهات للموسم الفارط ؟
ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن نجاح نجم تازوقاغت في ضمان البقاء في هذا القسم، بكل أريحية يعد مكسبا يبقى بحاجة إلى تثمين، لأننا نعتبر الفريق الذي تحصل على أضعف إعانة مالية في فوج الشرق، ومع ذلك فإن النتائج الميدانية فاقت كل التوقعات، خاصة وأننا كنا قد رسمنا معالم النجاة من شبح السقوط في مرحلة الذهاب، بحصد 23 نقطة، الأمر الذي خفف كثيرا من وطأة التراجع المسجل في النصف الثاني من المشوار، فأنهينا البطولة في الصف العاشر، بمجموع 41 نقطة، مع الابتعاد كلية عن خطر السقوط، قبل 5 جولات من نهاية الموسم، وهو ما يتماشى والهدف الذي كنا قد سطرناه.
*لكن المتتبعين كانوا يرشحون فريق تازوقاغت للتنافس على ورقة الصعود، بالنظر إلى التعداد وكذا التحضيرات التي قمتم بها؟
منذ صعودنا إلى قسم ما بين الرابطات في صائفة 2019، ونحن نحافظ على نفس الريتم، وذلك بالتواجد دوما ضمن كوكبة الصدارة، وسر هذا النجاح يكمن في روح المجموعة، وكذا الاستقرار الذي يعيشه النادي، انطلاقا من المكتب المسير، مرورا بالطاقم الفني، وصولا إلى التعداد، لأن اللجنة الإدارية مازالت تحمل على عاتقها مسؤولية التسيير، بينما تمت تزكية المدرب راسم رماش لمواصلة مهامه على رأس العارضة الفنية، بحكم معرفته بخبايا التشكيلة، في الوقت الذي احتفظنا فيه بنسبة كبيرة من التعداد، واستقدام لاعبين بحسب حاجيات الفريق، وهي أمور كانت قد ساعدتنا كثيرا على الانطلاقة المبكرة في العمل الميداني، والقيام بتحضيرات تواكب البرنامج الذي ضبطه المدرب، كما أن دخول الفريق في غمار المنافسة كان موفقا، إلا أن الأوضاع المادية ألقت بظلالها على الأجواء السائدة داخل المجموعة، خاصة في المنعرج الأخير من مرحلة الذهاب.
*أيعني هذا بأنكم كنتم قد راهنتم على ورقة الصعود؟
الحديث عن الصعود يخرج عن حدود "المعقول"، لأننا لا يمكن أن نراهن على هدف يتجاوزبكثير امكانيات الفريق، رغم أن حقيقة الميدان تكشف دوما بأن نجم تازوقاغت قادر على تجسيد حلم التواجد في الرابطة الثانية، لأننا ومنذ الصعود من جهوي باتنة قبل 4 مواسم نحتل دوما مراكز متقدمة في ترتيب فوج الشرق، فأصبحنا من الأطراف التقليدية في معادلة الصعود، وكل المتتبعين لا يترددون في ترشيحنا للتنافس على ورقة اللقب، خاصة بعد التخلص من إشكالية الملعب، والعودة للاستقبال في تازوقاغت، لكننا لا نتوفر على المقومات التي تسمح لنا برفع عارضة الطموحات، لأن الإمكانيات المادية تبقى أكبر حاجز، والدليل على ذلك أن مولودية باتنة توجت باللقب في فوج الشرق هذا الموسم، بفضل الدعم المالي الذي استفادت منه في بداية المشوار، بينما كانت طريقة تسييرنا للفريق مبنية بالأساس على سياسة "التسويف" وفق الوعود التي تلقيناها من البلدية، فكانت نهاية الموسم بتلقي إعانة بقيمة 400 مليون سنتيم من بلدية المحمل، وهذا بعد تقليصها من 700 مليون سنتيم لأسباب إدارية بحتة، وهو الدعم الذي يمثل حصة النادي من ميزانية البلدية على مدار سنتين، بعد تعليق إعانة السنة الفارطة، في حين تكفل المجلس الولائي بتسديد حقوق الإنخراط بمبلغ 120 مليون سنتيم.
*في ظل هذه المعطيات، كيف ترى مستقبل الفريق في قسم ما بين الرابطات؟
بعد الخروج من هذه الأزمة بأخف الأضرار، يمكن القول بأننا قادرون على المراهنة على ورقة الصعود، لأن "المير" وعدنا برفع قيمة إعانة البلدية، وتدارك النقص الذي كان قد سجل في آخر سنتين، مع العمل على تسوية شطر من الديون العالقة، والتي تلامس عتبة 1,5 مليار سنتيم، على اعتبار أننا منحنا كل لاعب رواتب 3 أشهر، مع تسوية علاوات المباريات عن آخرها، والجلسة التي ستكون لنا مع أعضاء المجلس البلدي في غضون الأيام القليلة القادمة، كفيلة بتوضيح الرؤية أكثر، لأننا مصرون على الاستثمار في النواة الرئيسية للتعداد، من أجل وضع أولى معالم التركيبة البشرية، وإذا ما توفرت الإمكانيات المادية، فإن الصعود سيكون في صدارة أهدافنا، وهذا بعد معرفتنا التامة بخبايا البطولة في فوج الشرق، مع سقوط أندية لها خبرة طويلة في مستويات أعلى.
حــاوره: ص / فرطاس