اعترف مدرب ترجي قالمة، كمال مواسة، بأن إقصاء فريقه من منافسة كأس الجزائر كان منطقيا، بالنظر إلى «السيناريو» الذي سارت على وقعه المقابلة، خاصة وأن الفوارق في موازين القوى اتضحت ـ حسبه ـ «بصورة جلية، خاصة منها ما يتعلق بالخبرة وكذا الامكانيات البشرية، ومع ذلك فإننا لابد أن نشيد بالمستوى الذي ظهرت به تشكيلتنا، لأننا أدينا لقاء في القمة، ووقفنا الند للند أمام منافس يتصدر ترتيب بطولة الرابطة المحترفة، ويفوقنا بدرجتين في مستوى النشاط».
وأوضح مواسة في دردشة مع النصر بأن المباراة كانت متكافئة في بدايتها، لكننا ـ كما قال ـ
«سددنا غاليا فاتورة أول خطأ في المراقبة الدفاعية، بتلقي الهدف الأول، من كرة كانت تبدو ميتة، إلا أن الهفوة المرتكبة فسحت المجال لمهاجم الشبيبة بركان من أجل افتتاح باب التسجيل، وهو أمر كنا قد حذرنا منه لاعبينا، لأننا كنا نتوقع بأن هجوم الفريق القبائلي لن يتسامح مع الأخطاء التي نرتكبها في الدفاع، لذا فقد طالبنا بضرورة التعامل بكل حيطة وحذر في الخط الخلفي، وضمان اليقظة طيلة فترات اللقاء، غير أن حساباتنا سقطت في الماء، والهدف الأول الذي تلقيناه أثر نسبيا على معنويات تشكيلتنا، فكانت عواقب فترة الفراغ التي ممرنا بها هفوة ثانية في ظرف 8 دقائق».
وأكد مدرب ترجي قالمة في معرض حديثه بأنه لا يلوم أي لاعب في الهدفين المسجلين، لأننا ـ حسب تصريحه ـ «كنا على دراية مسبقة بأن الرهان على التأهل أمر صعب التجسيد ميدانيا، ومع ذلك فإننا عملنا على استغلال فرصة استقبال شبيبة القبائل لجعل هذه المقابلة بمثابة عرس كروي كبير، نفضنا به الغبار عن أمجاد الكرة القالمية، باستعادة ذكريات الفترة الذهبية التي مر بها الترجي، لما كان ينشط في القسم الأول، ولو أننا بالموازاة مع ذلك نتحسر أيضا على ما آل إليه الفريق، لأن تشريح الوضعية الراهنة يستوجب الوقوف على الأسباب التي أدت إلى الغياب عن الأضواء لمدة فاقت ربع قرن».
مواسة أشار في سياق متصل إلى أن العرس كان كبيرا، وأعطى الوسط الكروي القالمي شحنة كبيرة لرفع التحدي، وتكثيف العمل من أجل تجسيد الهدف المسطر، والمتمثل في العودة بالفريق إلى الوطني الثاني، فكان أداء التشكيلة في مواجهة شبيبة القبائل مطمئنا رغم الهزيمة، والأمر الذي أضفى على العرس الكروي نكهة مميزة، وما علينا الآن سوى طي هذه الصفحة، وحصر التركيز على باقي المشوار في البطولة».
من هذا المنطلق، أعرب مواسة عن استيائه من البرمجة التي تم اعتمادها، وقال في هذا الصدد :
«شخصيا فإنني أعترف بأن الإقصاء كان منطقيا، لكن ما لم أتقبله هو البرمجة المكثفة التي زادت من متاعبنا في الفترة الأخيرة، لأننا وجدنا أنفسنا مجبرين على إجراء 4 مباريات في ظرف 13 يوما، ومواجهة شبيبة القبائل هي الثالثة لنا في غضون 10 أيام، ومن غير المعقول أن يلعب فريق من القسم الثالث سلسلة من المقابلات المتتالية في ظرف زمني وجيز، جراء عدم توفر الأندية على الوسائل والامكانيات الكفيلة بضمان الاسترجاع، وبعد الإقصاء من الكأس بقيت لنا مباراة واحدة من مرحلة الذهاب، نستقبل فيها الرائد نجم بني والبان، وهدفنا يبقى البحث عن تأشيرة الصعود، لذا فإننا نبقى مطالبين بالانتصار، قبل التفكير في «الميركاتو» الشتوي، والظروف واجب توفرها لمواصلة الدفاع عن حظوظ الفريق في اقتطاع التذكرة المؤدية إلى القسم الثاني».
ص / فرطاس
