انطلقت مرحلة الإياب لبطولة الجهوي الثاني لرابطة عنابة بنفس الريتم الذي أنهت به فرق الصدارة النصف الأول من الموسم، لأن سباق التنافس على تأشيرتي الصعود يتواصل بمعطيات تبقى ثابتة، بصراع ثلاثي في المجموعة الأولى، مقابل انحصار التنافس بين فريقين في الفوج الثاني، بينما ارتسمت معالم السقوط بعدما أثبتت 3 فرق عجزها الكلي من مواكبة الإيقاع، ومسعاها أصبح منحصرا في إنهاء المشوار، وتفادي الانسحاب النهائي.
ففي المجموعة الأولى، حافظ اتحاد الحجار على مركزه الريادي، بفضل الانتصار الثمين الذي عاد به من القالة، أين تجاوز عقبة النجم المحلي بالسرعة الثالثة، الأمر الذي مكنه من مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، دون تجرع مرارة الهزيمة، وبفارق 3 نقاط عن ثنائي المطاردة، على اعتبار أن الوصيف وفاق الشط أحسن الاستثمار في معاناة المستضيف شباب هواري بومدين، وحقق فوزا عريضا بسداسية نظيفة، مرر به الإسفنجة على هزيمته الأولى في الموسم، والتي كانت في آخر جولة من مرحلة الذهاب، مما سمح له بالبقاء في برج المراقبة، بعقد شراكة مع اتحاد بورياشي، الذي حقق الأهم وفاز ولو بصعوبة على الضيف نادي الحدادة بهدف وحيد، كان وزنه مقعد في الوصافة، مع التمسك بكامل الحظوظ في التنافس على التذكرة المؤدية إلى الجهوي الأول، ولو أن جمعية بن مهيدي وأولمبي قلعة بوصبع مددا من «السيسبانس» بخصوص سباق الصعود، بعد نجاح كل طرف في تحقيق انتصار داخل الديار، أبقاه في مراقبة دائرة التنافس إلى إشعار آخر.
أما على مستوى الفوج الثاني، فإن معالم رواق الصعود ارتسمت، بانفصال مولودية عين علام وجيل الحروشي عن باقي الكوكبة، ومحافظة المولودية على الصدارة كان بفضل الفوز الصعب الذي كان في القمة التي جمعتها بالجار اتحاد عين بن بيضاء، لأن الاتحاد كان سباقا للتهديف، لكن أهل الدار عادوا من بعيد، وقلبوا الطاولة، الأمر الذي سمح لهم بالبقاء في الصدارة، دون هزيمة، وبفارق نقطة واحدة عن الوصيف جيل الحروشي، الذي أحسن بدوره توظيف ورقتي الأرض والجمهور، وتخطى عقبة اتحاد الدريعة بهدف وحيد، بينما رهن فريق عين بن بيضاء نسبة كبيرة من حظوظه في الصعود، بعد خسارة نقاط المواجهة المباشرة مع المتصدر، لأن الفارق عن الريادة اتسع إلى 10 نقاط، والأمر ذاته ينطبق على نجم الشريعة الذي عاد بأياد فارغة من سفريته إلى عنابة، حيث انهزم أمام جيل سيبوس، ليخسر لقاءين متتاليين أخرجاه من سباق الصعود.
وبخصوص قاعدة الهرم، فإن فريقين من ولاية قالمة تعرفا على مصيرهما مسبقا، ويتعلق الأمر بشباب هواري بومدين ووفاق بوعاتي محمود، لأن الشباب يحرس القافلة من الخلف بأمان في المجموعة الأولى برصيد (-4)، والوفاق يحمل الفانوس الأحمر للفوج الثاني برصيد نقطي سالب (-1)، في حين يبقى جيل سيدي سالم عاجزا عن مسايرة الركب، بينما تبقى كوكبة أخرى من الفرق مهددة بالسقوط، خاصة في المجموعة الثانية، على غرار اتحاد بلخير، شباب لعبيدي محمد، اتحاد داغوسة ومولودية عصفور، لأن التدحرج إلى الشرفي سيكون المصير الحتمي لفريقين على الأقل من كل فوج.
ص / فرطاس
