تصب الحسابات الأولية للجولة 21 لبطولة الجهوي الأول لرابطة عنابة في رصيد أمل بئر بوحوش، المتواجد في وضعية مواتية للمحافظة على مركزه الريادي، مع إمكانية تعميق الفارق عن كوكبة المطاردة، على اعتبار أن ثنائي الملاحقة، أولمبي بومهرة واتحاد سيدي عمار سيكون على سفيح ساخن ببئر العاتر والطارف تواليا، في الوقت الذي سيلعب فيه شباب وادي الزناتي ورقة الحظ الأخير في النجاة، لأن الفوز على الجار جيل مجاز عمار يبقى الشرط الوحيد للتمسك ببصيص من الأمل في القدرة على تفادي شبح السقوط، وهذا بمراعاة الفارق الذي يفصل «الزناتية» عن عتبة البقاء.
ولعل ما يرجح كفة أمل بئر بوحوش لمواصلة قيادة السباق استفادته من عاملي الأرض والجمهور، عندما يستقبل جيل طاشة، في مقابلة ليست متكافئة على الورق، لأن الجيل دخل مبكرا في أجواء العطلة، منذ نهاية مرحلة الذهاب، بعد ضمان البقاء، وتسريح العديد من الركائز، الأمر الذي يضع الأمل في طريق مفتوح لحصد الزاد كاملا، خاصة وأنه اعتاد على قطع طريق التفاوض أمام ضيوفه بشأن نقاط ملعب بركاني، بدليل أنه لم يفرط سوى في نقطتين بملعبه منذ بداية الموسم، إثر تسجيل تعادل وحيد مع فرفوس بئر العاتر، دون تجاهل دخول المنافسة منعرجها الأخير.
على النقيض من الرائد فإن ثنائي المطاردة سيكون على المحك، والقمة الأولى سيحتضنها ملعب بئر العاتر، أين سينزل الوصيف أولمبي بومهرة في ضيافة “الفرفوس”، في مقابلة تكتسي نتيجتها أهمية قصوى في حسابات الصعود، خاصة بالنسبة للزوار، لأن أهل الدار رهنوا نسبة كبيرة من حظوظهم في اعتلاء منصة التتويج، بعد هزيمتهم الأخيرة في سيدي عمار، لكن الحسابات تبقي بصيصا من الأمل قائما، ولو أنها تمر عبر جملة من الشروط التي لا تبتعد كثيرا عن عتبة “المعجزة”، وعليه فإن الأولمبي سيلعب مقابلة الموسم، ويبقى لزاما عليه تفادي الهزيمة، قبل التفكير في الفوز، حتى يتسنى له الإبقاء على الفارق الذي يفصله عن الرائد في حدود نقاط مقابلة واحدة، ولو أن “الفورمة” التي تتواجد فيها تشكيلة المدرب غلاب قد تكفي لرفع عارضة الطموحات في هذه القمة، بالبحث عن الفوز العاشر تواليا، لأنه لم يفرط في أي نقطة منذ هزيمته في بئر بوحوش، ومواصلة المشوار بنفس “الديناميكية” يبقى الرهان الأكبر لتجسيد حلم الصعود، وسفرية بئر العاتر تبقى من أبرز المنعرجات في سباق الصعود.
إلى ذلك، فإن اتحاد سيدي عمار سيضطر بدوره للدفاع عن حظوظه خارج القواعد، والتنقل إلى الطارف سيكون بنية السعي للعودة بالزاد كاملا، في قمة النقيضين، التي لا تقبل نقاطها القسمة على اثنين، لأن الضيوف يتواجدون ضمن الكوكبة المتنافسة على ورقة الصعود، والفوز شرط ضروري بالنسبة لهم، في حين يصارع المحليون من أجل تفادي شبح السقوط.
باقي اللقاءات تلقي بظلالها على حسابات قاعدة الهرم، انطلاقا من “الديربي” الذي سيلعب فيه شباب وادي الزناتي ورقة الحظ الأخير، لأن أي تعثر آخر ستكون عواقبه تنصيب “الزرقاء” في خانة أول زبون على متن القطار المؤدي إلى الجهوي الثاني، فضلا عن صعوبة مأمورية أولمبي الطارف داخل قواعده، بينما تراهن أندية شباب هيليوبوليس، نجم بوشقوف ومولودية برحال على أفضلية العوامل الكلاسيكية سعيا لإثراء الحظوظ في النجاة، والابتعاد أكثر عن المركزين الأخيرين.
ص / فرطــاس