اعتبر رئيس إتحاد تبسة العمري خليف خروج فريقه من الدور نصف النهائي لمنافسة كأس الجمهورية أمرا منطقيا، وأكد بأن عامل الخبرة كان الفيصل في لقاء أول أمس ضد مولودية الجزائر، لكنه أشاد بالمردود الذي قدمته تشكيلته، لأن الكناري كتب صفحة جديدة في تاريخه، وذلك ببلوغ المربع الذهبي لأول مرة في مشواره، فضلا عن كونه الوحيد من قسم وطني الهواة الذي نجح هذا الموسم في التواجد في نصف النهائي، مع فرق تنشط في الرابطة المحترفة.
خليف أكد للنصر أمس بأن حلم مواصلة المغامرة و التأهل إلى النهائي راود كل «التبسية»، لكن تجسيده على أرض الواقع كان صعب المنال، لأن مواجهة مولودية الجزائر بملعب 5 جويلية الأولمبي ليس بالأمر السهل، وعملية القرعة ـ كما إستطرد ـ « كانت قد أنصفتنا في سابق الأدوار، بعدما أجرينا كل لقاءاتنا بتبسة، و نجاحنا في التأهل على حساب فرق من الرابطة المحترفة الأولى في صورة إتحاد الحراش و البليدة، لكن الحظ أدار لنا بظهره هذه المرة، فوجدنا أنفسنا مجبرين على التنقل إلى العاصمة، مما قلل من حظوظنا في تنشيط النهائي».
وفي سياق متصل أوضح خليف بأن كل أسرة فريقه لا تخجل بالهزيمة التي تلقاها الإتحاد بثلاثية نظيفة أمام مولودية الجزائر، لأن توقف المغامرة في نصف النهائي يبقى في حد ذاته إنجازا تاريخيا، مكن هذا الجيل من اللاعبين من كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في سجل الكرة التبسية، و لو أن عديد المعطيات كانت ـ حسبه ـ «قد ألقت بظلالها على مسيرة الإتحاد قبيل مواجهة المولودية، خاصة منها البطاقة الحمراء التي كانت قد أشهرت في وجه الحارس براهيمي في لقاء البطولة ضد إتحاد خنشلة، الأمر الذي حرم الفريق من خدمات حارسه الأساسي في «مقابلة العمر»، فضلا عن عامل الخبرة و التجربة في مثل هذه المواعيد».
إلى ذلك أكد محدثنا بأن الهدف المبكر الذي تلقاه فريقه ضد مولودية الجزائر أثر على معنويات اللاعبين، و أفقدهم الكثير من التركيز، لأن كل الحسابات كانت مضبوطة على ضرورة السعي للصمود أطول فترة ممكنة، لامتصاص اندفاع المنافس، وبالمرة إدخال الشك إلى نفوس عناصر المولودية، لكننا ـ يضيف خليف ـ « وجدنا أنفسنا في وضعية جد حرجة منذ إنطلاق اللقاء، لأن فقدان الثقة في النفس فسح المجال أمام لاعبي المنافس للسيطرة على مجريات اللعب، و لو أننا حاولنا التدارك في الشوط الثاني، و قد كان الإقصاء منطقيا، مع خروجنا برأس مرفوعة، حيث تلقينا الإشادة من مسيري مولودية الجزائر و كذا كل من حضر إلى الملعب».
بالموازاة مع ذلك أشار رئيس إتحاد تبسة إلى أن إدارته عقدت إجتماعا مع اللاعبين و الطاقم الفني عقب إنتهاء مغامرة الكأس، و تم التأكيد على ضرورة طي صفحة «السيدة المدللة»، و التفكير بجدية في مشوار البطولة، لأن الإتحاد لم يضمن ـ كما قال ـ «البقاء بصفة رسمية في قسم الهواة، و هو مطالب بحصد 6 نقاط في الجولات المتبقية من المنافسة للإطمئنان نهائيا على مكانته في هذه الحظيرة، و عليه فإن تركيزنا على لقاء الجولة المقبلة ضد إتحاد عنابة إنطلق من الآن، و التحضيرات ستنطلق في حصة الإستئناف المبرمجة عشية اليوم».
و خلص خليف إلى القول بأن وضعية الفريق في سلم الترتيب تضعه أمام حتمية الفوز داخل الديار للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، لأن إتحاد تبسة سيجري 3 مباريات بملعبه ضد كل من إتحاد عنابة، أمل مروانة و جمعية عين مليلة، مع التنقل في مناسبتين إلى بسكرة و عين البيضاء، و رصيد 36 نقطة يبقى - حسبه ـ العتبة التي يجب بلوغها لترسيم البقاء في هذا القسم.
ص / فرطــاس