انهزم المنتخب الوطني سهرة أول أمس، في المباراة الودية التي جمعته بالمنتخب القطري، والتي تدخل في إطار دورة قطر الدولية، بنتيجة (1/0)، هدف حمل توقيع علي أسد عند الدقيقة (32)، بعد خطأ فادح من المايسترو براهيمي الذي أهدى الكرة للمهاجم القطري، بعد إفراطه في المراوغات، قبل أن تصل الكرة أسد العنابي الذي لم يتمكن من توقيفه لا مجاني ولا شافعي الذي لم يشفع له صغر سنه ولا الهالة الإعلامية التي فرضته على غوركوف، من توقيفه.
الخضر وبالإضافة إلى خسارتهم المباراة خسروا الكثير، بداية بهيبتهم التي اكتسبت ميدانيا أمام عمالقة العالم في مونديال البرازيل، بمن فيهم بطل العالم المنتخب الألماني الذي رفع القبعة لرفقاء القائد حليش، الذين دخلوا تاريخ المونديال بفضل مرورهم إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة.
الخسارة الثانية تمثلت في عدم استفادة المنتخب الوطني من هذه المباراة، التي أرادها مسؤولو الكرة القطرية استعراضية، لمواصلة العملية الإشهارية لمونديال 2022، فلا النواة الأساسية التي راهن عليها الناخب الوطني، ولا اللاعبين المحليين الذين استدعاهم تحت الضغط بإستثناء حارس كناري جرجرة دوخة، ولا الوجوه الجديدة من المحترفين بأوروبا، استفادت من الدقائق التي لعبتها، والتي من المستحيل أن تكون معيارا للناخب الوطني لتقييمها، فلماذا فوت الأخير الفرصة على الأساسيين ممن حبسهم في دكة الاحتياط خلال نهائيات «كان 2015»، ما تسبب في تشنج العلاقات وزعزعة استقرار التشكيلة الوطنية، والتي كان التفاهم والتضامن في ما بين اللاعبين من نقاط قوتها.
أما الخسارة الثالثة فجسدها الضعف التكتيكي للتشكيلة الوطنية، وهو ما أجمع عليه المحللون من أهل الاختصاص، وأكده الوجه الشاحب الذي ظهر به رفقاء القائد مجاني، حيث أجمع السالف ذكرهم على أن اللاعبين كانوا تائهين فوق أرضية الميدان، كما افتقدوا لأهم سلاح كان وراء تألقهم في نهائيات مونديال البرازيل «2014»، ونعني بذلك الروح القتالية والتضامن فوق الميدان، وهي الميزة التي اشتغل الناخب الوطني السابق البوسني وحيد حليلوزيتش طيلة 3 سنوات من أجل ترسيخها، وهو نفس الشيء بالنسبة للخسارة الرابعة، والتي جعلت منافسي المنافسين على المستوى القاري وحتى العالمي يخشون الخضر، وهي اللعب الهجومي، بدليل كثرة الأهداف خلال تصفيات « كان ومونديال 2014»، والتي كان حتى للمدافعين نصيب منها، بالإضافة إلى أهداف الثنائي سليماني وسوداني، بحيث لم يتمكن لا براهيمي، ولا سليماني ولا غلام ولا البديل بلفوضيل، من زيارة شباك الحارس القطري كلود أمين، مع غياب فرص حقيقية للتهديف.
أكبر خسارة للخضر في هذه المباراة الودية، والتي تؤكد الفرق الشاسع بين حليلوزيتش وغوركوف، هو غياب الانضباط التكتيكي ولو أننا لم نر أي لمسة للمدرب غوركوف في هذا الجانب، ثم الانضباط بصفة عامة، حيث سجلنا كثرة الاحتجاجات على الحكم من قبل بن طالب وتايدر ومجاني، ناهيك عن ردود الأفعال العنيفة لبعض اللاعبين، وهو ما لم نكن نره من قبل مع حليلوزيتش، ما يؤكد عدم تحكم الطاقم الفني بقيادة غوركوف في المجموعة، وبالتالي التأكيد على أن هناك فرق شاسع بين تدريب ناد وتدريب منتخب وطني.
وبالإضافة إلى كل هذه الخسائر من الجانب التقني، من المحتمل جدا أن يؤثر فوز المنتخب القطري على ترتيب الخضر في سلم الفيفا، وقد تكون الآثار وخيمة لأن المباراة مبرمجة في تاريخ من تواريخ الفيفا، على أساس أن الفائز يحتل المرتبة 109 في ترتيب الفيفا، والخضر يحتلون المرتبة 18 عالميا والأولى عربيا والثانية إفريقيا.
كل هذا من المفروض أن يجبر الفاف ورئيسها روراوة، على مراجعة الحسابات والتفكير مليا في كيفية الحفاظ على مكتسبات الخضر، وبالتالي التفكير بعقلانية قبل الموافقة على المشاركة في مثل هذه الدورات، حتى ولو أنها بتكفل كلي من قبل الأشقاء القطريين.
حميد بن مرابط