يرى المدرب رشيد بلحوت أن الجمعية العامة للفاف وحدها المخولة لتقييم حصيلة الرئيس محمد روراوة في نهاية عهدته، ودعا بالمناسبة المطالبين برحيل الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم إلى تقديم مبررات مقنعة، مؤكدا بأن الكرة الجزائرية قطعت أشواطا معتبرة في عهد روراوة الذي لا ينكر حسناته وفضائله إلا جاحد.
وبخصوص العارضة الفنية الوطنية أكد المدرب السابق للسنافر وسطيف والقبائل وعديد الأندية الجزائرية بأن الكان الأخيرة عرت بعض التقنيين الأجانب، مشيرا إلى أن عبد الحق بن شيخة يعتبر مثالا حيا للتقني المحلي، كما عاد معنا إلى مباريات ربع نهائي الكان وإلى تفوق المنتخبات التي تعتمد على روح الجماعة، وغيرها من النقاط.
• بداية نود أن نعرف موقفك من الجدل المثار حاليا حول رئيس الفاف محمد روراوة؟
قبل ذلك أريد أن أوضح أمرا مهما وهو أنني لا أسعى لتوجيه الانتقادات للمنتخب الوطني ولا رئيس الفاف، لأنني حاليا مجرد متابع للشأن الكروي ومناصر وفي للخضر، وبالعودة لسؤالكم أرى أنه من الصعب الخوض في هذه القضية، لأن المطالبين برحيل روراوة عليهم تقديم مبررات مقنعة، لكن في حال تمسك الرئيس بمنصبه لا يمكن لأي كان إزاحته لأنه ببساطة منتخب ويحظى بالشرعية اللازمة.
حليلوزيتش أساء للكرة الجزائرية وبن شيخة مثال حي للمدرب المحلي
• لكن نهاية عهدته بعد شهرين، فهل أنت مع ترشحه لعهدة جديدة أم فسح المجال أمام مترشحين آخرين؟
قبل ذلك، على الرئيس محمد روراوة تقديم حصيلته للجمعية العامة المخولة قانونا لمناقشتها والحكم لها أو عليها، كما يتحتم على الجميع أن يتذكروا جيدا أين كانت كرتنا وأين صارت حاليا، وماذا يلزم فعله لتحقيق النهضة المتوخاة، المرحلة حساسة والمنصب أكثر حساسية، والأمور لا تسير بمنطق المطالبين برحيل الرجل، وبعيدا عن الديماغوجية أرى أن “كان الغابون” كانت فضيحة، بدأت مؤشراتها في لقاء الكاميرون وما تبعه من إقالة الناخب راييفاتس، حيث أنه لم يكن من المعقول أن نذهب إلى نيجيريا دون مباراة ودية ولا تحضيرات خاصة.
• فهل ترى بأن إقالة راييفاتس خطأ إستراتيجي من الفاف؟
لا لم أقصد هذا، رغم أنني ضد استقدام مدرب لمباراة أو مباراتين وتنحيته، وبرأيي كان على روراوة أن يجتمع باللاعبين ويتحدث إليهم بلهجة صارمة، ويؤكد على ضرورة الفوز في نيجيريا، خاصة وأن مباراة الكاميرون شهدت أحداثا مؤسفة، أثرت سلبا على الفريق في خرجته الموالية، للأسف جاءت لقطة براهيمي في لقاء تونس لتعيد إلى الأذهان الكثير من الأمور، لأن المدرب مسؤول عن خياراته، وكان على اللاعب تبرير لقطته لامتصاص غضب الجماهير.
• وبالعودة للجدل الدائر حول رئيس الفاف، هل أنت مع استمرار الرجل لضمان الاستمرارية على مستوى هذه الهيئة الحساسة؟
على روراوة أن يسعى لتحقيق الإجماع، كما يجب عليه مد يده لأشخاص آخرين يحملون مشروعا وأفكارا إيجابية ما يمكنهم من تقديم المساعدة.
الخضر ضحية سوء التحضير وتصرف براهيمي لا يمكن السكوت عنه
• ما هي المعايير التي تراها ضرورية في الناخب الجديد؟
لحد الآن الجميع قالوا بأن حليلوزيتش كان جيدا، وأنا أرى عكس ذلك، لأنه أساء إلى الجزائر حين قال لا يمكننا الذهاب إلى المونديال لأننا غير قادرين على الفوز بأي لقاء، فنحن لا نملك فريقا قويا واللاعبون منهم من لا يمكنه اللعب في الدوري البوسني، كما أنه مسؤول عن الخسارة أمام بلجيكا، لقد كنت حينها هناك طريح الفراش بالمستشفى وكان عديد البلجيكيين جد متخوفين من منتخبنا، ولو واجهناهم بنية الفوز لتعادلنا على الأقل، كما أنه قال قبل لقاء إفريقيا الوسطى حتى سعدان لم يفز أمامهم ! ونسي أن سعدان هزمه لما كان يشرف على كوت ديفوار، وأنا شخصيا فزت عليه برباعية في لقاء وفاق سطيف واتحاد جدة. كما أن الكان الأخيرة حملت فشل ثلاثة مدربين أجانب وخروجهم بأخطاء جسيمة، ويتعلق الأمر بكل من ليكنس و كاسبيرزاك و رونار. وبالعودة إلى سؤالكم لو أتحدث عن التقني المحلي قد يفهم البعض أنني أعرض خدماتي، وهو أمر مشروع بما أنني أملك الكفاءة وخبرة ثلاثين سنة في الميادين الأوروبية والجزائرية، كما أن عبد الحق بن شيخة مثال حي للتقني المحلي، الذي ذهب ضحية لقاء المغرب، كما كان الحال مع غوركوف الذي لم يتقبل شتائم الأنصار في لقاء السنغال فقرر الرحيل.
• أكمل المنتخب المصري أضلاع المربع الذهبي بفوزه على المغرب، كيف وجدت القمة العربية؟
من الناحية الفنية لم ترق المباراة إلى المستوى المرغوب، حيث تميزت باللعب المباشر والاندفاع البدني، مع الجنوح إلى الاعتماد على الكرات الطويلة، كما أن القمة جاءت مغلقة لكثرة الحسابات التكتيكية وسعي كل طرف للعب على أخطاء الآخر.
• ألا ترى بأن تجربة المنتخب المصري صنعت الفارق؟
نعم، لكن لي بعض المآخذ على خيارات الناخب المغربي هيرفي رونار، وعلى رأسها عدم اعتماده على المهاجم عليوي أساسيا، رغم أن هذا المهاجم أكد فعاليته في السابق.
• يفهم من كلامك أن أسود الأطلس خسرت تكتيكيا؟
نعم، المنتخب المصري عمد إلى وضع الكرة على الأرض خلال الشوط الأول، وبعدها ترك المجال أمام لاعبي المنتخب المغربي في محاولة لاستدراجهم وتحين الفرصة المناسبة للنيل من شباكهم، في الوقت الذي اقتصر تفكير لاعبي المغرب على دفع منافسيهم للتراجع نحو معسكرهم، غير أن بوصوفة و رفاقه لم يحسنوا الاستثمار في الكرات الثابتة.
• اتضح بأن حقيقة الميدان في القارة الإفريقية مختلفة، فالنجوم لا تصنع الفارق وقوة المنتخبات في روح المجموعة؟
لا يمكنني الجزم بهذا الطرح، رغم أنني أقر بأن العديد من اللاعبين الكبار مروا جانبا في الكان، فعلى سبيل المثال تميز منتخب الكاميرون بأسلوب لعب غير واضح، ولو أن صلابة التشكيلة خولت له الصمود والتأهل إلى المربع الذهبي، عكس السنغال الذي توقف قطارها عند محطة ربع النهائي، وفيما يفتخر المنتخب البوركينابي بتواجده في الدور نصف النهائي، نكتفي نحن بالمتابعة والمعاينة من بعيد، تماما كما هو حال المنتخب التونسي.
نفس الأخطاء وضعت منتخبنا وتونس خارج الكان
• فهل ترى بأن خروج الخضر ونسور قرطاج راجع للإستراتيجية التي تم انتهاجها أم لخيارات اللاعبين؟
رغم أنه ليس من عادتي الحديث عن المدربين، إلا أنني أود معرفة ما قاله الناخب الوطني للاعبين، ونفس الشيء بالنسبة للناخب التونسي، بخصوص المراحل الإستراتيجية، لأن المنتخبين ارتكبا نفس الأخطاء التي تسببت في إقصائهما من المنافسة. كما لا يفوتني التوقف عند التصرف اللا رياضي لكل من ياسين براهيمي مباشرة، لحظة تعويضه في الديربي المغاربي، و وهبي الخزري في لقاء بوركينافاسو وهي أمور خطيرة جدا يجب شجبها. وهنا تحضرني حادثة وقعت في يورو 2016 بفرنسا، أين رفض بيلي قلب الهجوم الأساسي لمنتخب إيطاليا مصافحة الناخب الإيطالي، فتمت معاقبته آليا لمدة سنة كاملة.
• وكيف تفسر إقصاء المنتخبات التقنية في صورة الجزائر والسنغال وتونس وكوت ديفوار؟
بالنسبة لمنتخب كوت ديفوار، الأمر بديهي على اعتبار أنه في مرحلة إعادة التأسيس، أما المنتخب التونسي فإن فوزه في الديربي المغاربي أمام منتخبنا الوطني جعلت نسور قرطاج تحلق فوق السماء السابعة، قبل أن تستفيق على وقع خسارة مرة،زرعت البلبلة في جميع أنحاء البلد، والملاحظ أن جل الأحاديث التي أعقبت الإقصاء، يمكن إدراجها في خانة النقد الهدام، كونها بعيدة جدا عن تلك الرامية إلى رصد النقائص بغية معالجتها وتجنبها لبناء منتخب جديد.
وبخصوص الخروج المبكر لمنتخبنا الوطني، فقد سبق وأن صرحت بأنه في حال لم نتمكن من تنظيم و تحصين الخط الخلفي لا داعي للذهاب إلى الغابون.
• لكن المشكلة أننا نفتقد لمدافعين في المستوى؟
نعم ندرك ذلك، لكن لماذا نقصي بلقروي مباشرة بعد ارتكابه هفوة في مباراة ودية أمام موريتانيا، ورغم ضيق الوقت لم نمنحه الفرصة في مقابلتين مواليتين أمام فريقين جيدين، وأكثر من ذلك يقع الاختيار على ماندي في المحور، رغم أن هذا الأخير لم يكن مرتاحا في منصبه، ولأكون صريحا معكم أنا بمجرد رؤية ماندي إلى جانب الحكام قبل انطلاق اللقاء، أرى على وجهه ملامح التوتر وعدم الارتياح.
• على ذكر بلقروي ألا ترى بأن إبعاد بلخيثـر بنفس الطريقة، خطأ في التعامل من قبل الناخب السابق ليكنس؟
ما أعلمه أن الجميع كان راض على أداء بلخيثر في لقاء موريتانيا، وبالعودة إلى بلقروي أريد أن أعرف من هم اللاعبون الأفضل منه في تعداد الخضر؟
كما أن عدم استدعاء مجاني و بلكلام في الوقت الذي نفتقر لمدافعين في المستوى، أمر محير وغير طبيعي.
عديد النجوم و اللاعبين الكبار مروا جانبا في دورة الغابون
• وبعيدا عن الخيارات بما تلخص إقصاء الخضر في الدور الأول؟
بأننا لم نحضر منتخبنا للكان بالكيفية اللازمة، وكل المصاعب ومؤشرات الفشل بدأت بعد لقاء الكاميرون في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، حيث أننا لم نحسن تسيير المرحلة والتعامل مع الضغط، ما جعل المنتخب عرضة للمشاكل.
حاوره: نورالدين - ت