اجمع مختصون على ضرورة تفعيل ميكانيزمات جديدة لمحاربة ظاهرة العنف في الملاعب و المنشآت الرياضية في الجزائر، في ملتقى جهوي حول محاربة العنف وطرق الوقاية منه» تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة لولاية قسنطينة بدار الثقافة مالك حداد بحضور مدراء المنشآت الرياضية ورؤساء النوادي القسنطينية والرابطات الولائية والجهوية ومدراء الشبيبة والرياضة للعديد من ولايات الشرق بالإضافة لممثلين من الشرطة والدرك والحماية المدنية.
ومن بين الحلول والميكانيزمات التي طالب المشاركون في الملتقى تطبيقها هي ضرورة الضرب بيد من حديد وعدم التساهل مع المتسببين في أحداث العنف وتطبيق القوانين بحذافيرها بدون تردد ووضع سلم لعقوبات يتم تصعيدها تدريجيا في حق كل شخص يقوم بتلك التصرفات، كما طالبوا باستحداث البطاقية الوطنية من أجل تحديد المناصرين المشاغبين ومنعهم من دخول الملاعب وهذا بعد ضبط سلم العقوبات تدريجيا لكل مناصر يقوم بتصرفات غير لائقة بداية بتسليط عقوبات مالية وصولا إلى المنع النهائي، كما أكدوا على ضرورة الإسراع في تطبيق التذاكر الالكترونية رغم أن بعض المشاركين عقبوا على هذه النقطة وأكدوا استحالة تطبيقها على الأقل في الفترة الراهنة.
كما كان موضوع لجان الأنصار من المواضيع الحساسة التي تم التطرق إليها في الملتقى بالإضافة لأعوان الملاعب، حيث اعتبر بعض المتدخلين بأن هذه الفئة تعد من بين أسباب إثارة العنف ويتم حتى استعمالها من قبل بعض مسيري الأندية لترهيب الفرق الزائرة على حد قولهم.
كما نوه العديد من المتداخلين بالتجربة البريطانية في محاربة العنف والتي آتت بثمارها، كما تم التطرق لتجربة «لورد تايلر» والذي كلفته الحكومة البريطانية بإيجاد حلول ناجعة للقضاء على هذه الظاهرة التي استفحلت في الملاعب الانجليزية في العقود الفارطة.
وأكد دومي رضا ممثل وزارة الشباب والرياضة وعضو اللجنة الوطنية للوقاية من العنف في المنشآت الرياضية أن وجود كاميرات مراقبة في مختلف الملاعب والقاعات الرياضية سيساعد في الحد من الظاهرة، كما لم يستثن فقط كرة القدم بل حتى رياضات أخرى شهدت أعمال العنف سواء جماعية وحتى فردية وضرب مثلا برياضة الجيدو أين قام أحد المصارعين بتكسير منشآت قاعة رياضية بعد خسارته في أحد المنازلات، كما اعتبر أن الغرامات المالية تعد من الحلول الناجعة لردع المشاغبين على حد قوله، كما تطرق لموضوع صغر الملاعب والمنشآت الرياضية خصوصا التي بنيت في الحقبة الاستعمارية ومازالت تحت الخدمة ليومنا هذا كما انتقد الحالة التي وصلت إليها معظم الملاعب التي تفتقد لأدنى شروط الراحة.
وتمحور تدخل محافظ الشرطة نبيل بوعزة حول تقديم كرونولوجيا عن أحداث العنف في الملاعب العالمية وبالتحديد في بريطانيا وكيف تم القضاء عليها نهائيا حتى أصبحت المباريات تلعب بدون سياج فاصل بين المدرجات وأرضية الميدان، وأكد أيضا على أهمية جهاز الشرطة كطرف فاعل في هذه المعادلة.
كما نوه طارق عرامة المناجير العام لشباب قسنطينة على الروح الرياضية لمناصري فريقه الذين نالوا لقب أحسن جمهور في ثلاث مواسم، وأكد أن فريقه يملك تقاليد في استقبال الفرق الزائرة رغم ما يعانيه في بعض التنقلات على حد قوله.
كما نالت الرياضة النسوية قسطا من النقاش في الملتقى من خلال تدخل دراجي نجمة رئيسة فريق شبيبة الخروب التي حملت المسؤولية لبعض المسيرين في تأجيج المناصرين وحتى بعض المدربين الذين يعلقون فلهم على ظروف أخرى على حد قولها، ومن بين الحلول التي طرحتها إقامة دورات تكوينية لمختلف الفاعلين في الحركة الرياضية.
كما تركزت باقي المداخلات على ضرورة إشراك أطراف خارجية في إستراتيجية محاربة العنف كالأسرة والمدرسة والمسجد، والإكثار من حملات التوعية والملتقيات.
فوغالي زين العابدين