يضم إقليم الجزائر العديد من السلاسل الجبلية التي تمثل ثروة طبيعية، تميز بلادنا عن غيرها من دول العالم، ورغم الفوائد المادية والمعنوية والصحية التي توفرها هذه الجبال، إلا أن الخبراء أكدوا أنها لا تحظى بالاهتمام اللازم، خاصة من طرف المواطن المحلي.
إعداد : لقمان قوادري
وأكد سليمان لغزيزي رئيس مقاطعة الغابات في بلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة للنصر، أن الجبال تعتبر ذات أهمية كبيرة وتلعب دورا صحيا مهما، لمساهمتها الكبيرة في تنقية المحيط من الشوائب والغازات السامة زيادة على أنها المصدر الرئيسي للأوكسجين، كما تلعب أهمية كبرى في الاقتصاد الوطني لما توفره من مواد أولية على غرار الحطب، الفلين والبلوط التي تنتجها الأشجار.
و تتميز جبال الجزائر، بحسب السيد لغزيزي، بغناها بالنباتات العطرية والصحية، كما أنها تعد مصدرا للمياه الصالحة للشرب، و تزخر بثروة طبيعية نادرة لها دور سياحي أيضا، حيث تستقطب العديد من السياح والعائلات الجزائرية التي ترى فيها المتنفس الوحيد، في ظل النقص الفادح في المرافق الترفيهية.
وبالمقابل، تشهد الجبال تلوثا يسببه السياح وكذا العائلات القاطنة بها، مما يؤثر على المحيط وخاصة على مياه الشرب، إضافة إلى ما ينجم عن ذلك من الأمراض التي تصيب الحيوانات والنباتات، دون إغفال عامل الحرائق المتكررة التي أتت على مساحات خضراء هائلة، سواء بسبب درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، أو إضرام النار في الغابات و رمي السجائر مما يؤدي للاحتراق، يوضح محدثنا.
ويرى الخبير، أن الدولة الجزائرية وبمساهمة فرق حماية الغابات، تقوم بعمل كبير من أجل القضاء على كل الأخطار التي تهدد الجبال، و ذلك عن طريق سلسلة الحملات التحسيسية و التوعوية، حيث أكد كثرة التدخلات التي تقوم بها فرقته بسبب العامل البشري من تلويث المساحات والمياه، وإضرام النار في الأشجار.
و أضاف السيد لعزيزي، أن عمليات التحسيس يجب أن تمس أولا العائلات، التي تقطن في الجبال وبجوار الغابات، وهو ما جعله يقترح الاهتمام أكثر بهذه الأسر من خلال تحسين ظروفها المعيشية، مثمنا بعض المشاريع الموجهة لهذه الفئة في إطار برنامج التنمية الريفية، وذكر المتحدث بأهمية البرنامج الوطني للتشجير والذي من شأنه أن يعيد الحياة للغابات، مؤكدا أن توجه الجزائر في هذا المجال يبقى إيجابيا ويتحسن من عام لآخر.
وبحسب ما صرحت به مديرة دار البيئة بتبسة وداد غريسي للنصر، على هامش فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للجبل، فإن الجبال كمعطى جغرافي، تكتسي أهمية اقتصادية وبيئية وتعتبر عمودا أساسيا للتوازن الإيكولوجي، كما أكدت على ضرورة الاهتمام بفرص تنمية المناطق الجبلية و الوقوف عند معوقاتها، بالإضافة إلى إبراز الجهود التي تبذلها الجزائر، لتقليص الفوارق وفك العزلة عن المناطق الجبلية، كما يروم هذا اللقاء إلى بحث سبل تبني مقاربة جديدة للتنمية بالمناطق الجبلية قوامها الشراكة القوية بين جميع الفاعلين، فضلا عن التعريف بالمخاطر التي تهدد الجبال، وإنعاش السياحة الجبلية، لاسيما وأن ولاية تبسة تتوفر على مساحات شاسعة من الجبال في كل من بكارية، والحويجبات وأم علي وتبسة، التي تحتاج إلى المزيد من العناية والرعاية والاهتمام..
حاتم.ب/نصيب.ع
من العالم
بسبب الصيد الجائر
الانقراض يهدد نوعين من الزرافات بإفريقيا
صنف تقرير صادر عن الإتحاد الدولي لصون الطبيعة، نوعين فرعيين من الزرافات، في القائمة المعرضة لخطر الانقراض، بسبب الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها الإنسان في حقها، لاسيما الصيد الجائر.
وبحسب التقرير، فإنّ هذين النوعيين، هما زرافة الكردفان والزرافة النوبية، وهما يعيشان في شرق ووسط وغرب أفريقيا، حيث أكد الدكتور جوليان فينيسي أن الزرافات تعيشُ ضغطا شديدا في نطاقها الأساسي، في شرق ووسط وغرب إفريقيا، معتبرا أن التنبيه من انقراضها أطلق منذ سنوات، ومعظم المشاكل، التي تواجه عالم الطبيعة والحيوان سببها الإنسان.
ولفت فينيسي، إلى أن الصيد غير القانوني في القارة الإفريقية، قد أدّى إلى تزايد خطر انقراض الزرافات، فيما ناشد منسق شرق إفريقيا لمنظمة حماية الزرافات آرثر موينيزا ، أنصار البيئة مضاعفة جهودهم من أجل الحفاظ على الزرافات من الانقراض، مؤكداً على ضرورة أن تنصب كل الجهود في الحفاظ على هذه الثروة الحيوانية حول القارة، فضلا عن تكريس إدارة استباقية حاسمة لحمايتها من هذا الخطر المحدق بها.
ل/ق
ثروتنا في خطر
دراسات تؤكد الحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون
الاحتباس الحراري يتسبب في التعب
أكدت دراسات علمية حديثة، أن ارتفاع مستويات غازات الاحتباس الحراري يتسبب للانسان في التعب وتراجع الأداء في العمل، في الوقت الذي تعرف فيه الجزائر انبعاثا كبيرا لغاز ثاني أوكسيد الكربون.
ونقلت صحيفة الدايلي ميل البريطانية، عن علماء وباحثين أجروا دراسة عبر مختلف دول العالم، أن ارتفاع مستويات ثاني أوكسيد الكربون، يتسبب في التعب للموظفين في المكاتب، وهو مشكل أصبح عالميا بحسبهم.
وأوضحت الأبحاث، إن مستويات ثاني أوكسيد الكربون، تكون أعلى في أماكن العمل سيئة التهوية، ما يجعل الموظفين يشعرون بالخمول مع انخفاض الطاقة.
لكن زيادة مستويات ثاني أوكسيد الكربون، لا يمكن أن يؤثر فقط على العاملين في المكاتب، بل على جميع السكان بحلول نهاية القرن، وفقاً لما كشف عنه علماء في جامعة لندن.
وتعد هذه الدراسة الأولى ، من نوعها في مجال التحذير من التأثير السام للغازات المسببة للاحتباس الحراري، الذي يمكن أن يضر بالبشر، حيث تعتبر عمليات حرق النفط والفحم والغاز الطبيعي ، هي الأسباب الرئيسة لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، التي تتسبب في تغير المناخ.
وكتب العلماء في الورقة البحثية «إن الأداء المعرفي البشري، فضلا عن الذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات ، يتراجع مع زيادة ثاني أوكسيد الكربون» ، كما أن الآثار المباشرة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، على الأداء الإدراكي البشري ، لا يمكن تجنبها بسهولة.
وتطرح الجزائر بحسب مدير المركز الوطني لتطوير الطاقات المتجددة، البروفيسور يسع نور الدين ، قرابة 150 مليون طن من هذه المادة سنويا، بما يمثل 0.4 بالمائة فقط من مجمل الانبعاثات في العالم، حيث أكد على ضرورة تخفيض مستويات تلوث الجو بثاني أوكسيد الكربون في الجزائر.
ل/ق
أصدقاء البيئة
ناشط جمعوي يسخر البيئة لخدمة الفلاحة
يعتبر السيد فيلالي باديس، رئيس جمعية التنمية الريفية وترقية الإستثمار، من بين أهم الناشطين الجمعويين على مستوى ولاية قسنطينة، حيث يرى أن التطور الزراعي مرهون بالاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها، فهما يشكلان وجهين لعملة واحدة.
وقد التقينا بالسيد فيلالي باديس، على مستوى مديرية الفلاحة بقسنطينة، أين كان يشرف على يوم تحسيسي حول المادة العضوية، ودورها في تخصيب التربة والحفاظ عليها، حيث ذكر للنصر، أن الجمعية تعتبر مجال حماية البيئة والحفاظ عليها من بين أهدافها الرئيسة، حيث تسعى إلى إنشاء فلاحة متطورة دون المساس بالعناصر البيئية والطبيعية، والهدف مثلما أكد هو الوصول إلى فلاحة صديقة للبيئة وبيولوجية، كما “نهدف إلى التوسع كثيرا في هذا الأمر».ويرى المتحدث، أن تطوير الفلاحة مرهون بالإعتماد على المواد العضوية من فضلات المواشي وغيرها، في عمليات تخصيب التربة بدل الاعتماد المطلق على المواد الكيماوية المضرة للبيئة وصحة الإنسان، مشيرا إلى أن الهدف من تنظيم هذا اليوم هو تحسيس الفلاحين بضرورة الحفاظ على الأرض وخصوبة تربتها، وهو الأمر الذي تنص عليه القوانين، التي تؤكد على العناية بها لضمان مستقبل الأجيال المقبلة، تحقيقا لمبدأ التنمية المستدامة.
ويرى صديق البيئة، أنه لابد من إنجاز مراكز استرجاع وعلى الصناعيين الإهتمام بهذا الأمر، فبقايا الخضروات كما قال محدثنا، يمكن استغلالها كمواد عضوية طبيعية في النشاط الفلاحي، وفي حال تعميم استخدام هذا النوع من المواد، فإن النتيجة ستكون بيئة وتربة خصبة وغذاء صحيا للإنسان والحيوان.
ل/ق
مدن خضراء
أثمرت بيع 3600 قنطار من الأنواع الطبية والعطرية
جهود مضنية للحفاظ على النباتات الطبيعية بولاية تبسة
تقوم محافظة الغابات بولاية تبسة، بجهود كبيرة في الحفاظ على النباتات الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، وهو ما أدى إلى استفادتها من عائدات مالية، حيث باعت في العام الجاري كمية معتبرة من النباتات الطبية والعطرية ، كما تعتزم طرح كميات أخرى هامة من مادة الحلفاء، بعد أن نظمت عمليات وبرمجت مشاريع للحفاظ عليها بالمناطق الجنوبية.
واستنادا لما صرح به المكلف بالإعلام والإتصال بمحافظة الغابات بتبسة فؤاد سعد، فإن المحافظة قد طرحت 9500 قنطار من النباتات الطبية والعطرية، خلال السنوات الأربع الأخيرة للبيع، منها 3600 قنطار من النباتات خلال سنة 2018، وقد استخدمت تلك الكميات لاستخلاص الزيوت الطبيعية، التي تستخدم في أغراض طبية وتجميلية.
وأوضح المصدر ذاته، أن هذا النوع من الإستثمار من شأنه أن يكون واعدا، بالنظر لطبيعة تلك الأعشاب وتوفرها بمساحات شاسعة بإقليم الولاية لاسيما الإكليل والشيح، وقد ساهمت هذه العملية في استحداث قرابة 123 منصب عمل مؤقت وموسمي، كما ذكر ذات المصدر، أن عملية البيع هذه قد مكنت من تشغيل الشباب سواء في جمع النباتات أو استخلاص الزيوت والمياه المقطرة الخالية من المواد الكيماوية، وتشير مصادر أخرى إلى أنه يمكن استخلاص لتر واحد من الزيت الخام من كل 04 قناطير من نبات الإكليل والشيح، كما يمكن تقطير من 10 إلى 20 لترا من الماء المقطر من الكمية ذاتها.
وتعمل محافظة الغابات لولاية تبسة، على استغلال النباتات والحفاظ عليها، بالمناطق الوسطى والجنوبية بالولاية، حيث تقدر المساحة الإجمالية للحلفاء بالولاية بـ 338 ألف هكتار منها 200 ألف هكتار من الحلفاء المنتجة القابلة للاستغلال، كما تجري حاليا مفاوضات مع بعض الشركات الأجنبية لاستغلال هذه المادة، التي لها عدة استخدامات طبية وكذا صناعية.
الجموعي ساكر