الأحد 10 نوفمبر 2024 الموافق لـ 8 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

النصر تصل إلى أعلى نقطة في بلدية جيملة


طرقـــات مشلولـــة و قرى معزولة بأعــالي جبال جيجل
تعيش العديد من القرى و المداشر عبر إقليم ولاية جيجل ، هذه  الأيام ظروفا صعبة ، جراء التساقط الكثيف للثلوج و الأمطار، الأمر الذي أدى إلى عزلها، و زيادة حاجيات العائلات الفقيرة من المؤونة وغاز البوتان الذي يعد أكبر هاجس للسكان إلى جانب انقطاعات الكهرباء.
النصر تنقلت إلى أعالي  بلدية جيملة  أين وقفت على صعوبات في العيش تواجه عائلات تكاد تنقطع عن العالم الخارجي عند كل اضطراب جوي كما لا تملك ما يساعد على مواجهة قساوة الطبيعة والمناخ . النصر تنقلت إلى المناطق الحدودية بين جيجل و ميلة ، التابعة لبلدية جيملة الجبلية ، و من منطقة تامنتوت ، كانت البداية ، وصلنا إلى المنطقة ووجدناها تكاد تخلو من حركة المواطنين، سوى بعض الشباب الذين كانوا بصدد التنقل إلى وسط المدينة، أين أخبرنا المتحدثون، بأن المنطقة معزولة طوال السنة، و يزيد من معانتها تساقط الثلوج الكثيف، وذكر ياسين، بأن جل العائلات الموجودة، لا تفارق منازلها، بفعل الثلوج، التي تتسبب في شل  حركة السير ، خصوصا باتجاه المنازل و المشاتي البعيدة ، حيث أن عدم مغادرة المنازل ضروري كون جل الرجال ينهمكون في  إزالة الثلوج من السطوح، و ترقيع المنازل الهشة، وأضاف محدثنا بأن جل العائلات المتواجدة بالمنطقة محدودة الدخل.
 أكملنا السير،  داخل المنطقة لنقترب من المدرسة الوحيدة  التي غطتها الثلوج ،  حيث  يصعب الوصول إليها، خصوصا من قبل الأطفال ، و أخبرنا قاطن بالمنطقة، بأن الدراسة مؤجلة إلى حين، حيث يصعب تنقل التلاميذ و المعلمين  ، كما أن برودة الطقس تؤثر نسبيا على  ظروف الدراسة بالأقسام.
 ونحن نتوغل في  القرية بدأت تظهر  معالم منازل في حالة  متدهورة، و  لم نتمكن من التقدم أكثر بهذه المنطقة بفعل الرياح القوية، و بداية تساقط الثلوج.
الوجهة الثانية كانت منطقة تاوس والتي تعد أقصى نقطة بالولاية من الناحية الجنوبية وتقع على محور الطريق الوطني رقم 77 ،   في الجهة اليسرى السفلى ،  ما يجعل التنقل إليها يتطلب مجهودا كبيرا ، المار بالطريق المؤدي للمنطقة يجد السيارات مركونة  في أماكن بعيدة عن المنازل ،  وقد أخبرنا أصحابها ، بأن صعوبة الوصول إلى منازلهم جعلتهم يركنونها بعيدا ذلك أن الطريق  ترابي  والثلوج التي تكسوه تزيده سوءا، ويخلق صعوبة في السير.
 بعد لحظات من  السير  وجدنا  شبابا يقومون بوضع التراب في نقطة سوداء  يصعب التنقل عبرها ،   مؤكدين بأن  المجهودات المبذولة لفتح الطرقات على أهميتها لم تقدم النتيجة المرجوة، خصوصا عبر المناطق المعزولة التي يكون  فيها الشتاء مرادفا  للمعاناة ، و هو الحال بالمنطقة التي يقطنون بها،  إذ أن جل العائلات فقيرة ، وما تجنيه من الفلاحة لا يسد الرمق ، لتثقل  مصاريف  الفصل كاهلهم ، بفعل ارتفاع تكاليف قارورة غاز البوتان، و الاستعمال المتكرر لسيارات الفرود  في التنقلات اليومية ، واصلنا السير على الأقدام لمسافة طويلة ،  وشيئا فشيئا تجلت  صورة  الحياة الصعبة التي يعيشها السكان ، فمعظم البيوت حالتها متدهورة،  و اضطررنا بعد وقت للتوقف عن السير بفعل كثافة الثلوج وبدت الجهة خالية تماما من الحركة بعد أن لزم سكانها منازلهم خوفا من تأثيرات الاضطراب الجوي.
عائلات فقيرة تعاني في صمت بمنطقة فدولس
عدنا أدراجنا إلى منطقة أخرى، بالجهة الشرقية ببلدية جيملة ، و تحديدا منطقة فدولس، أين وجدناها تعج بالحركة، بالرغم من أن الثلوج أغلقت أبواب العديد من المنازل،  حيث التقينا، السيدة جميلة،   التي عرفت من أول وهلة أننا لسنا من المنطقة،  فأخبرتنا عن حالة جارتها الأرملة  والتي لديها عشرة أبناء تبحث للكبار منهم عن عمل ،    أين وقفنا على حالة مزرية للمنزل الذي تقيم به المرأة وأولادها ، و بعد دخولنا للمنزل المكشوف ،  وجدنا أن الثلوج  تغطي جزءا كبيرا  من الغرف ، ولجنا   الكوخ ، وهناك كان أفراد العائلة ملتفين حول  موقد، و قالت ربة البيت، بأنها تعتمد منذ يومين على الحطب، لتحضير الأكل و التدفئة، لعدم امتلاكها للنقود من أجل شراء قارورة غاز البوتان،   أخبرتنا محدثتنا  بأن وفاة زوجها منذ سنوات، عقدت من ظروف العيش بالمنزل، فحاولت جاهدة تدريس بناتها، و تعليمهن، أما أبناؤها الذكور، توقفوا عن الدراسة منذ مدة ، و لم يجدوا عملا وذكرت الأرملة بأن منزلها لا يستطيع حمايتها من قساوة الطبيعة ،  و خصوصا  عند تساقط الثلوج و الأمطار، مشيرة بأن المرحاض و الحمام، متواجدان في الخارج، وهو ما وقفنا عليه خلال معاينتنا للمنزل، الذي حولت بعض غرفه إلى اسطبل  لتربية  رؤوس مواشي  لا يتعدى عددها أصابع اليد ، وقالت المتحدثة بأن أملها الوحيد في تقديم العون لبناتها، بالحصول على آلة للخياطة ،  و لوازم الحلاقة لتأمين مدخول  يحفظ كرامة العائلة.
  غاز البوتان و الكهرباء هاجس  شتوي
و أخبرنا سكان المنطقة بأن أهم المشاكل المطروحة، تتمثل في ارتفاع أسعار قارورات غاز البوتان، و كذا الانقطاع المتكرر لشبكة الكهرباء ،  إضافة إلى ضعف تغطية شبكة النقال، مع تأخر في عملية فتح الطرقات عند تساقط الثلوج بالمنطقة على حد تعبيرهم. ولم نتمكن من الوصول إلى أبعد نقطة بالقرية لعدم  إتمام  عملية فتح الطرقات المؤدية إلى نحو المنازل.
آخر وجهة لنا كانت  منطقة غبالة الواقعة بجوار منطقة فدولس،  أين لاحظنا بأن نفس المشاهد و المشاكل تتكرر، و قد طالب  سكان   السلطات بالتدخل العاجل  لتقديم يد المساعدة العاجلة للعائلات المعوزة، و كذا إيجاد حل لغلاء و ارتفاع أسعار قارورات غاز البوتان، مطالبين بإيجاد حل للانقطاعات المتكررة للكهرباء. وتسعى، السلطات المحلية، جاهدة إلى توفير متطلبات الحياة اليومية، على غرار ضمان وجود ووفرة قارورات غاز البوتان، و كذا فتح الطرقات نحو مختلف المشاتي و القرى وفق ما يتم التصريح به في كل المناسبات مع وجود مجهودات كبيرة لفتح الطرقات بالمناطق الوعرة رغم الصعوبات . كـ. طويل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com