عرفت ولاية تبسة، مؤخرا، ارتفاعا محسوسا في أسعار مختلف اللحوم الحمراء، مقارنة عما كانت عليه خلال الأيام الماضية، في حين أرجع السبب بالدرجة الأولى، إلى انتشار داء طاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية بالولاية، بعد تسجيل 137 بؤرة للحمى القلاعية و 48 بؤرة أخرى لطاعون المجترات الصغيرة بعدد من مناطق الولاية.
وذلك على غرار منطقة الدرمون ببلدية ثليجان التي تتوفّر على أحسن و أجود أنواع الماشية و المعروفة عالميا بخروف «الدّرمون»، بالإضافة إلى تسجيل بؤر أخرى بكلّ من العقلة، بئر العاتر، صفصاف الوسرى، بجن و بكارية.
وما زاد الطين بلة و ساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار اللحوم، هو قرار السلطات العمومية بغلق أسواق الماشية الموجودة على مستوى بلديات الشريعة و بئر العاتر و العقلة. و أمام هذه الوضعية غير المريحة لا سيما بعد أن بلغت أسعار اللحوم الحمراء 1400 دينار للكيلوغرام في الوقت الذي لم تكن تتجاوز فيه 1100 دينار في أواخر شهر ديسمبر الماضي.
و خلال جولة ميدانية إلى العديد من القصابات المتواجدة عبر أسواق الولاية، لاسيما على مستوى عاصمة الولاية و الشريعة و العقلة و بئر العاتر، حيث تكثر عمليات الذبح غير الشرعي ، يشتكى العديد من الجزارين من كساد السلعة و عزوف المواطنين عن الشراء بسبب ارتفاع الأسعار مقارنة بسابق الأيام، أين كان الإقبال كبيرا على اقتناء اللحوم.
كما يشتكى الجزارون كذلك من ارتفاع أسعار الأغنام و الأبقار لدى الموالين، الذين يشتكون بدورهم من تداعيات غلق الأسواق و تراجع معدل المبيعات، ما يجعل القضية متشابكة و في نهاية الأمر، يبقى المواطن هو من يدفع ثمن كلّ هذه الاختلالات المسجّلة على مستوى الأسواق الفوضوية، التي ظهرت مباشرة بعد غلق أسواق الماشية.
و كشف بعض الموالين، عن كون الأمر لا يختلف على مستوى مختلف ربوع الوطن، بالنظر لوجود أزمة في تموين السوق بسبب غلاء الماشية، فيما يتوقع العارفون بعالم الماشية، أن الأسعار ستعرف تراجعا مستقبلا، بعد الانتهاء من عمليات تلقيح المواشي و فتح الأسواق من طرف السلطات العمومية.
ع.نصيب