يقتل جاره بسبب مكالمات هاتفية مع خطيبته السابقة
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أول أمس، بتسليط عقوبة المؤبد في حق قاتل جاره و صديقه بحي مارس عمار بالحجار، على إثر شجار مع الضحية، أسفر عن طعنه بخنجر على مستوى القلب، و ذلك بسبب مكالمات هاتفية بين الضحية و خطيبة المتهم، الذي رفض التدخل في أموره الخاصة حسب تصريحه، فيما التمس ممثل الحق العام في حق المتهم، عقوبة الإعدام، عن تهمة جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار.
و تعود وقائع القضية، إلى تاريخ 12 ديسمبر 2018، عندما تلقى أفراد الضبطية القضائية بلاغا في حدود الساعة السادسة مساء، مفاده وقوع شجار بين شخصين بحي مارس عمار بالحجار و أن شخصا منهما أصيب بطعنة سكين على مستوى الصدر، تم نقله إلى مستشفى الحجار و بعد التنقل إلى عين المكان، اتضح أن الضحية فارق الحياة، و يتعلق الأمر بالمسمى (ر.م 28 سنة)، فيما تم التعرف على هوية القاتل (ع.م 30 سنة)، الذي لاذ بالفرار إلى بلدية برحال قبل أن يسلم نفسه و عند معاينة مسرح الجريمة، تم استرجاع أداة الجريمة و هي عبارة عن سكين ذو مقبض خشبي، كما تم العثور على عصا خشبية تستعمل في خبز الكسرة.
و لدى سماع والد الضحية أمام هيئة المحكمة، صرح بأنه يوم الوقائع و قبل وقوع الجريمة، كان ابنه داخل السيارة أمام البيت و كان في حالة غير عادية و تكلم معه ثم غادر و توجه لأداء صلاة المغرب و بعدها تلقى مكالمة هاتفية من ابنته، تخبره بضرورة العودة بسرعة، كون أخوها تعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض و لما عاد أخبره الجيران بأن ابنه أصيب في مشاجرة، كما وجد المتهم جالسا و سمعه يقول بأنه أصابه تحت الإبط، بعدها شاهد ابنه ممددا على الأرض مغمى عليه و بعد نقله إلى المستشفى، أخبره الطاقم الطبي بأن ابنه توفي نتيجة لإصابته بطعنة في القلب.
و لدى استجواب المتهم (ع.م)، أنكر أن تكون له نية قتل الضحية، مصرحا بأن الحادثة كانت عرضية، كما تجمعه بالضحية علاقة جوار و صداقة، و بحكم أن الضحية له سيارة يستغلها في الفرود، فقد طلب منه في إحدى المرات نقله و قد تصادف ذلك مع عدم وجود رصيد في هاتفه النقال، فسمح له الضحية بالاتصال بخطيبته السابقة التي التقى بها وقتها و منذ مشاهدة الضحية لخطيبته، أصبحت علاقته به غير عادية، حيث أصبح يتدخل لإفساد العلاقة بينهما، قائلا بأن الضحية احتفظ برقم خطيبته و أصبح يتصل بها و يحاول إفساد علاقتهما.
و أضاف المتهم، أنه بتاريخ الوقائع و عندما كان متجها لأداء صلاة المغرب، التقى بالضحية الذي كان على متن سيارته، طالبا منه ملاقاته، فطلب منه الانتظار إلى غاية أداء صلاة المغرب، ليتفاجأ بقيام الضحية بصفعه فتطورت المناوشات بينهما، عندها قام بحمل قضيب حديدي مهددا به الضحية، قبل أن يفترقا بعدها و نسي ما حدث بينهما و هو في عزاء أحد الجيران، تقرب منه الضحية يحمل عصى خشبية، ففر منه، ليلحق به و تمكن من إصابته على مستوى الكتف و إسقاطه على الأرض، كما سقط الضحية أيضا، خلال تلك المشادات، انتبه المتهم لسكين كان يخفيه الضحية في جيبه الأيسر، فقام بدون وعي بالإمساك بالسكين، موجها له ضربة واحدة و لا يعلم المكان الذي أصابه فيه، ليتم إبلاغه بعدها بأنه فارق الحياة، فقام بتسليم نفسه لمصالح الأمن.
د.ح