نحو تسوية وضعية قاطني الشاليهات
كشف رئيس دائرة ميلة، عن قرب نهاية معاناة سكان البنايات الجاهزة بحي الإخوة لعبيي بعاصمة الولاية، حيث بلغت الإجراءات الإدارية لتسوية وضعية الأرضية التي شيدت فوقها هذه البنايات، مرحلتها الأخيرة، بعد إعداد المخطط التوجيهي و وضع شهادة التقسيم على مستوى المحافظة العقارية للمصادقة فالإشهار من قبل ديوان الترقية والتسيير العقاري. و أوضح المتحدث، بأنه و بمجرد إتمام عملية الإشهار التي ستكون خلال الأيام القليلة القادمة، ستباشر لجنة الدائرة إجراءات التنازل لفائدة سكان الحي و تسليمهم عقود الملكية، وفق المساحة المتضمنة في شهادة التقسيم، مشيرا في السياق، إلى أنه و باستثناء عدد محدود من السكان لم يودعوا ملفاتهم على مستوى الدائرة لأسباب عائلية داخلية و الذين سيتكفل بهم ديوان الترقية و التسيير العقاري بوصفه صاحب هذه السكنات، فإن الباقي و عددهم 84 ساكنا، سلمت لهم مقررات الاستفادة من إعانة الدولة للتخلص من البنايات الجاهزة و تعويضها ببناء سكنات صلبة جديدة، غير أن العملية لم تتم لعدم حصولهم على تراخيص هدم السكنات الحالية، بسبب عدم حيازتهم لعقود الملكية، لأنها مرتبطة بتسوية وضعية الأرضية. و كان سكان حي الإخوة لعبيي، قد اشتكوا للنصر على لسان متحدث عنهم، من المعاناة الطويلة للسكان مع البنايات الجاهزة المسلمة لهم مطلع سنة 1985 و التي كانت سببا في إصابتهم بالعديد من الأمراض، بداية من الحساسية للأغلبية، وصولا لداء السرطان عند البعض، لاحتواء هذه البنايات على مادة الأميونت، علما أن العمر الافتراضي لهذه السكنات، لا يزيد عن 14 سنة و قد أصبحت انتهاء مدة صلاحيتها بارزة للعيان، إذ أن أرضياتها و جدرانها أصبحت لا تنفع معها عمليات التطبيب، ثم إن العائلات المستفيدة التي كان عددها قليل يوم الاستفادة منها تضاعف عدد أفرادها و تعددت العائلة الواحدة، مما اضطر الكثير لانجاز سكنات جديدة بطريقة غير قانونية بجانب البناية الجاهزة، مع ما صاحب ذلك من تعد على مختلف الشبكات التحتية و عرض الطريق و المساحات الشاغرة، دون أن تتدخل أية جهة، أما الذين فضلوا الامتثال للقانون و انتظار الحصول على عقد الملكية بعد إيداع ملف التسوية سنة 2010، فقد ظلت معاناتهم متواصلة ليس مع ضغط المعيشة في غرف أصبحت غير كافية فقط و إنما مع الجرذان و الزواحف الأخرى التي أصبحت تقاسمهم كما قال المعيشة بالنظر لوضعية الحي.
تجدر الإشارة في الأخير، إلى أن حي الإخوة لعبيي، هو واحد من ثلاثة أحياء مشكلة من البنايات الجاهزة بمدينة ميلة، إذ هناك حي شرطيوة التابع لديوان الترقية و التسيير العقاري و حي بوقلالة التابع للوكالة العقارية، حيث قال مدير الوكالة في تصريح للنصر، بأن تسويته تتم مع تسوية وضعيات العائلات المقيمة بحي الإخوة لعبيي، فيما أوضح مدير ديوان الترقية و التسيير العقاري، بأن وضعية حي شرطيوة جد معقدة، كون سكانه يريدون الحصول على مساحات أكبر بكثير من مساحة البنايات الجاهزة و هذا ما يعطل تسوية وضعياتهم.
إبراهيم شليغم
